"ينعكس سلبًا على اجتماع الأمناء العامِّين المُرتقب"

المدلَّل لـ "الاستقلال": تغوُّل السلطة على شعبنا ومقاوميه خدمة مجانيَّة للاحتلال

المدلَّل لـ
تقارير وحوارات

بيروت- غزَّة/ قاسم الأغا:

دانَ عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلَّل، مواصلة أجهزة السلطة الأمنيَّة بالضفَّة الفلسطينية المحتلة سياسة الملاحقة والاعتقال السياسي، خصوصًا ضد قيادة الحركة وكوادرها، والأسرى المحرَّرين، وأصحاب الرَّأي، وطلبة الجامعات، والناشطين في العمل السياسي والمقاوم عمومًا.

 

وقال المدلَّل في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس الثلاثاء، إنَّ هذه السياسة وما يندرج في سياقها من ممارسات مشينة من السلطة وأجهزتها الأمنيَّة؛ تشكِّل خدمة مجانيَّة منها للاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أنَّ "شعبنا الفلسطيني لن يقبل باستمرار تلك السِّياسات والممارسات الآثمة".

 

وأضاف: "هذه السياسات والممارسات تُعدُّ ضربة لشعبنا، الذي انتفضَ مبتهجًا لانتصار المقاومة في معركة بأس جنين البطوليَّة".

 

ونبَّه إلى أنَّ استمرار السلطة بسياسة الاعتقالات وملاحقة أبناء شعبنا تلقي بظلالها السلبيَّة على مناخ اجتماع الأمناء العامِّين للقوى والفصائل الوطنيَّة، المُقرَّر نهاية الشهر الجاري، في العاصمة المصرية القاهرة.

 

ووجهت القاهرة، دعوات للفصائل الفلسطينية، لحضور اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية، نهاية الشهر الجاري.

 

وقالت مصادر صحفية الأحد، إن الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية تلقوا دعوة من مصر لحضور اجتماع الأمناء العامين، المقرر عقده نهاية الشهر الجاري، لبحث التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، في ظل تصاعد العدوان "الإسرائيلي" على الضفة الغربية المحتلة.

 

وأضافت المصادر، أن الأمناء العامين وافقوا على تلبية الدعوة المصرية لحضور الاجتماع، الذي وصفوه بالمهم والحساس، في ظل تصاعد عدوان الاحتلال ومستوطنيه ومهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية، التي كان آخرها اجتياح مدينة ومخيم جنين، والتي أدت إلى استشهاد 12 مواطنًا وإصابة 120 آخرين، بينهم 20 إصابة وصفت بالخطيرة.

 

وقال المدلل: "استمرار هذه الاعتقالات من السلطة عنصر فشل لاجتماع الأمناء العامِّين المرتقب في القاهرة، والمراد من انعقاده صياغة برنامج وطني موحَّد لدعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته".

 

وأضاف: "لا يمكن وضع استراتيجيَّة فلسطينيَّة مُوحَّدة لمواجهة جرائم الاحتلال وسوائب مستوطنيه، على وقع تغوُّل السلطة غير المسبوق على شعبنا وملاحقة مقاوميه واعتقالهم"، مشدِّدًا على أنَّ "المقاومة ستظلُّ خيارنا الوحيد مهما عظُمت التَّضحيات".

 

وتُصعِّد أجهزة السلطة الأمنيَّة في الآونة الأخيرة من حملة الاعتقالات السياسيَّة ضد قادة وكوادر حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة بالضفة المحتلة، أبرزهم الأسير المُحرَّر والقيادي في الحركة ببيت لحم جمال حمامرة (56 عامًا) عقب استدعائه قبل أيام للمقابلة في مقر جهاز المخابرات العامَّة.

 

يأتي ذلك في وقتٍ تُحذِّر فيه القوى والفصائل الوطنيَّة من مغبَّة استمرار السلطة في سياستها تلك، داعيةً إيَّاها للإفراج الفوري عن المعتقلين كافَّة؛ لإثبات حسن نواياها في إنجاح دعوة القاهرة عقد لقاء للأمناء العامين نهاية الشهر الجاري، على ضوء الأحداث والتطوُّرات الجارية في الساحة الفلسطينية.

الرَّدعُ والرُّعب

وحول المعادلات التي ترسّخها المقاومة بالضفة المحتلة، ولا سيَّما بُعيْد انتصارها في معركة "بَأسْ جِنين"، شدَّد عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أنَّ "كتيبة جنين" في "سرايا القُدس" التي قادت الانتصار بتلك الملحمة البطوليَّة "رسَّخت معادلات توازن الرَّدع والرُّعب مع الاحتلال، وسجَّلت الْتفاف شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته حول المقاومة".

 

وقال: "الاحتلال مُنيَ بفشل ذريع ولم يحقِّق أهدافه المعلنة من وراء عدوانه العسكري الأوسع على جنين ومخيَّمها الذي هو عصيّ على الكسر؛ بل على العكس تمامًا باتت المقاومة أكثر قوَّة وتصاعدًا، واستطاعت خلال المعركة وبعدها أنْ تضرب الاحتلال ومنظومته الأمنيَّة والعسكريَّة في مَقتلْ".

 

وأوضح أنَّ "معادلة وَحدة السَّاحات كانت حاضرة في معركة جنين، من خلال صواريخ غزة، والعمليات الفدائيَّة البطوليَّة التي تشهدها الضفَّة المحتلة، وفي قلب كيان الاحتلال؛ ما يشير إلى أنَّ كل جغرافيا فلسطين التاريخية المحتلَّة تشتبك وتقاوم، وأنَّ معارك: "سيف القُدس"، و"وَحدة السَّاحات" و"ثأر الأحرار" في غزة، كانت حاضره في معركة بأس جِنين".

 

ولفت إلى أنَّ "مرحلة جديدة من المقاومة صنعتها معركة بأسْ جنين؛ لتؤكد أنَّ المقاومين أكثر حنكة وخبرة وتطوُّرًا في أدواتهم ووسائلهم القتاليَّة"، مؤكِّدًا أنَّ "أيَّة معارك قادمة ستحمل انتصارًا لشعبنا ومقاومته على الاحتلال، الذي يفشل كلَّ مرَّة في فرض قواعد اشتباك جديدة، بل على العكس باتت زمام المبادرة بيد المقاومة، وهذا ما صنعته جنين".

 

وبشأن ارْتفاع حدَّة التَّهديدات باغتيال قيادة المقاومة وكوادرها في أعقاب الانتصارات الأخيرة بجنين وغزَّة؛ وصف عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي تلك التهديدات بـ "الجوفاء"، التي تأتي في إطار محاولات الاحتلال ومسؤوليه "التَّسويق لانتصارات وهميَّة أمام جمهور المستوطنين المجرمين، الذين فقدوا الثقة بالمسؤولين السياسيين والعسكريين في كيانهم".

   

التعليقات : 0

إضافة تعليق