"الجهاد" مع أي عمل يوحد شعبنا على قاعدة المقاومة

الحساينة لـ"الاستقلال": تصاعد مسار المقاومة في الضفة يشكل تهديدًا حقيقيًا للاحتلال

 الحساينة لـ
تقارير وحوارات

 

الاستقلال/ محمد عبد العزيز:

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. يوسف الحساينة، أن المقاومة الفلسطينية أصبحت تشكل هاجسًا أمنيًا وعسكريًا أمام العدو في أماكن تواجدها كافة.

 

وشدد د. الحساينة جاء خلال حواره مع "الاستقلال" الأربعاء، على أن تصاعد المقاومة في الضفة الغربية يعبر عن مسار تاريخي ونضالي طويل لشعبنا في الضفة الباسلة، وهي تتكامل مع المقاومة في غزة والساحات الأخرى.

 

وقال "على مدار الوقت شكلت الضفة الغربية الخاصرة القاتلة للعدو، ومشاريعه التوسعية وقدرتها على إرباك منظومته الأمنية، من خلال عمليات استشهادية نوعية، وفعل مسلح قادته فصائل المقاومة، وعلى رأسها سرايا القدس، والقسام، وشهداء الأقصى، وكافة مجاهدي شعبنا".

 

وأضاف د. الحساينة: "نذكر معركة جنين البطولية عام 2002 التي قادتها سرايا القدس، وسطرت فيها المقاومة بعدد محدود من المقاتلين أبهى صور البطولة والبسالة والتضحية، في مواجهة عدو متسلح ومدجج بكل أنواع الأسلحة".

 

وأكمل "رأينا كيف أن المقاومة أوقعت خسائر جسيمة في صفوف جيش العدو، ومعداته وآلياته بالكمائن والعبوات التي زرعها ونظمها المجاهدين، بقيادة الشهيد محمود طوالبة والشهيد أبو جندل".

 

وأضاف د. الحساينة "اليوم مسار تصاعد المقاومة في الضفة بات يشكل تهديدًا حقيقًا للعدو الصهيوني، ومشاريعه الهادفة لتصفية المقاومة، وإنهاء القضية الفلسطينية، وبسط السيطرة والتهويد على الضفة".

 

وأكد أن هذا المسار المتصاعد للمقاومة في الضفة والتي شكلت كتيبة جنين، وسرايا القدس رأس حربته، أخذ في التصاعد، لتستلهم المزيد من الكتائب، النموذج والطريقة ولتتناسخ في نابلس وجبع وطولكرم وأريحا، لتشعل الجغرافيا الفلسطينية في الضفة بوجه العدو الغاصب.

 

وأردف "بالأمس القريب رسخت سرايا القدس كتيبة جنين، وقوى المقاومة الوحدة الميدانية في مواجهة جيش العدو، وقواته الأمنية واستطاع المقاومون في معركة "بأس جنين" ومن قبلها "ثأر الأحرار" إفشال مخطط العدو في تصفية المقاومة.

 

وخاضت المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين، مؤخرًا معركة "بأس جنين"، تصدت خلالها لعدوان الاحتلال على المخيم، عبر إيقاعه بالعديد من الكمائن مسبقة التحضير، والتي أدت لتدمير عدد كبير من آلياته، وإصابة ومقتل عدد من جنوده، ليخرج دون أن يحقق أهدافه بإنهاء حالة المقاومة هناك.

 

وفيما يتعلق بدعوة رئيس السلطة محمود عباس لعقد اجتماع للأمناء العامين في القاهرة نهاية الشهر الجاري، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن حركته مع أي جهد وعمل يوحد الشعب الفلسطيني، على قاعدة مقاومة المحتل ومواجهة أخطار تصفية القضية الفلسطينية.

 

خلافات غير واقعية

 

وخلال الأيام الأخيرة ظهرت على السطح سلسلة من الخلافات في المواقف بين الإدارة الأمريكية، وحكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، الأمر الذي يرى فيه د. الحساينة أنه لا يعتبر خلافًا واقعيًا.

 

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأساسي للاحتلال، بما توفر له من تفوق في مجال التسليح، وامتلاك أحدث التكنولوجيا العسكرية، بجانب الدعم الاستخباراتي والمالي والسياسي في كل المحافل الدولية.

 

وزاد بالقول "لا خلافات حقيقة بين الإدارة الأمريكية، وبين الاحتلال، والإدارات الأمريكية المتعاقبة جعلت من نفسها بدعمها اللامحدود للكيان، في مواجهة مباشرة من الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، وهي ترى أن "إسرائيل" تجسد إرادتها الاستعمارية في الهيمنة والسيطرة على المنطقة".

 

معركة البنيان المرصوص

 

 وحول الذكرى السنوية التاسعة لمعركة "البنيان المرصوص" التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية، على مدار (51) يوماً وسطرت خلالها ملامح البطولة والعز والفخار، قال د. الحساينة: "هذه المعركة تؤكد أن العدو الصهيوني، مشروع مستمر للعدوان على شعبنا وشعوب المنطقة، ويجسد واقعيًا سلوك ومنهج الإرهاب المنظم لهذا الكيان الغاصب، القائم على التوسع والاحتلال وترحيل الشعب الفلسطيني عن أرضه، ومصادرة ممتلكاته، وتهويد مقدساته بدعم غربي بشكل عام وأمريكي بشكل خاص".

 

وشدد د. الحساينة على أن الوحدة الميدانية لقوى المقاومة في معركة البنيان المرصوص، عززت فرص الصمود، وأفشلت أهداف العدو في العدوان على شعبنا.

 

وأضاف "فشل العدو خلال المعركة في تحقيق أهدافه، رغم استخدامه لكل أدوات القتل وارتكاب المجازر بحق المدنيين طيلة أيام المعركة، الأمر الذي زاد من ثقة المقاومة بنفسها، وثقة الشعب بمقاومته".

 

وجدد الحساينة التأكيد على أن معركة البنيان المرصوص فرضت معادلة على العدو تمثلت في وقف الاعتداء، ولم ينجح العدو في استعادة الهدوء، والأمن لمستوطنيه في الأراضي المحتلة المحاذية لقطاع غزة وفى عمق الكيان.

 

وذكر أن المراسلين العسكريين للإعلام العبري اعترفوا بأن العدو لم يحقق أهدافه في العدوان على غزة، وأن حرب غزة انتهت بطعم مر، وتفويت الفرصة وتعادل إستراتيجي مع قوى المقاومة.

 

وتابع د. الحساينة "استطاعت المقاومة أن تفاجئ العدو من جهة استمرار ضرب عمق الكيان خلال الـ٥١ يومًا، ومن جهة قدرتها على الاستمرار، واستخدام تكتيكات جديدة، ووسائل قتالية نوعية".

 

وانطلقت معركة البنيان المرصوص في الثامن من يوليو/ تموز 2014، واستمرت على مدار 51 يوماً، ما أسفر عن استشهاد نحو 1742 فلسطينياً وجرح آلاف آخرين، فيما اعترف العدو بمقتل 64 من جنوده ومستوطنيه.

 

لقاءات الجهاد الإسلامي في إيران

 

وخلال الشهر الأخير أجرى وفد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة، وأعضاء المكتب السياسي، سلسلة لقاءات مع قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، كان أبرزها مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي الخامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وغيرهما من القادة البارزين في إيران.

 

وفي هذا السياق يقول د. الحساينة إن تلك اللقاءات جاءت في سياق تعزيز الشراكة والعلاقة مع الجمهورية الإسلامية بما يخدم القضية الفلسطينية".

 

 وأشار إلى أن إيران تقف بجانب الشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، وتقدم لها الدعم السياسي والعسكري والمادي، منذ انتصار الثورة الإسلامية، مبينًا أنها تدعم فلسطين ومقاومتها من مبادئ الثورة الإسلامية، والبعد العقائدي لنصرة المستضعفين والمجاهدين ومواجهة المشروع الصهيو-أمريكي.

 

وأردف "إيران تتعرض للحصار والمؤامرات، بسبب موقفها من القضية الفلسطينية، إلا أنها لم تتخلى عن دعمها، حتى بات محور المقاومة يسجل حضورًا حيويًا ومهمًا في المنطقة، وقوى المقاومة تتنامى وتتطور وتأخذ على عاتقها ومسئولياتها، مواجهة المشروع الصهيو-  أمريكي وتحالفاته الخائبة".

التعليقات : 0

إضافة تعليق