مسؤول العلاقات الفلسطينيَّة بحزب الله اللبناني لـ"الاستقلال":

معركة "بأس جنين" أصابت العقل الاستراتيجي للأمن "الإسرائيلي" ووحدة المقاومة "ضمانة التحرير"

معركة
تقارير وحوارات

 

بيروت – غزة/ قاسم الأغا:

أكَّد مسؤول العلاقات الفلسطينية بحزب الله في لبنان النائب السابق الحاج حسن حب الله، أنَّ انتصار المقاومة الإسلامية اللبنانيَّة في تمّوز/ 2006؛ شكّل محطّة فارقة للمقاومة ومحورها، مشدِّدًا على أنَّها "استطاعت في غضون ٣٣ يومًا أن تسقط المخطط الصهيو - أمريكي الذي سوَّقت له آنذاك وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايز، لما سميَّ بـ "مشروع الشرق الأوسط الجديد" والذي كان مؤداه لو كُتب له النَّجاح إلى اعتراف كل دول المنطقة بـ"إسرائيل"، وضياع فلسطين والجولان وما تبقَّى من لبنان تحت كيان الاحتلال الإسرائيلي وتكريسه قوَّة عظمى بالمنطقة في ظل هيمنة أمريكية مطلقة".

 

وقال "حبّ الله" في حوار مع صحيفة "الاستقلال" أمس الخميس، إنَّ "حرب تمُّوز أرادت سحق المقـاومة في لبنان وإخضاع المنطقة للشروط "الإسرائيلية" والأميركية بالكامل؛ إلَّا أنّ المقاومة انتصرت وصمد لبنان ولم يخضع، مشيرًا إلى أنَّ "انتصار تمُّوز أسَّس لميزان ردع قوي وكبير لحماية لبنان وما زال يعمل بقوَّة منذ 17 عامًا، بل ويزداد فعاليَّة وقُوَّة مقابل تآكل قوة الردع لدى العدو".

 

وأوضح أنَّ "انتصار المقاومة الاسلاميَّة في لبنان انسحب على قُوى المقاومة في فلسطين والمنطقة، وهذا ما أثبتته معارك: سيف القدس، وثأر الأحرار، وبأس جنين بالأمس القريب"، مؤكِّدًا أنَّ "عدوان الاحتلال الأوسع الذي شهدته جنين ومخيّمها مؤخّرًا فشل في تحقيق أهدافه، ولم يستطع العدو استعادة قوَّة الردع لدى قُوَّات جنوده المنهارة، بل أضافت محفّزًا جديدًا للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة من خلال رفع وتيرة التَّحدي والدافعيَّة لدى الشباب الفلسطيني للثَّأر".

ونوَّه إلى أنَّ "تنامي عمليات المقاومة في جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلة، وخصوصًا بالضفة الغربية؛ أوقعت كيان الاحتلال في حالة من القلق والخوف، وباتت تتصاعد الخشية لديه من تحولها إلى تهديدٍ وتحدِّ أمني يشبه كثيرًا بدايات المقاومة في قطاع غزة، ولبنان".

نتائج المعركة

وبيَّن أنَّ من أهم نتائج انتصار المقاومة في معركة "بأس جنين" "إحياء ثقافة المقاومة وروحها طريقًا وحيدًا؛ لاستعادة الأرض، ووجَّهت ضربة قاسية إلى مسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها، فضلًا عن أنَّها أسقطت ما تُعرف بـ (صفقة القرن)"، وأعادت إظهار الوجه الحقيقي البشِع لـ "إسرائيل"، ولاسيَّما كنظام فصل عنصري، وإعادة توجيه البوصلة في المنطقة نحو العدو الحقيقي".

وأضاف مسؤول العلاقات الفلسطينية بحزب الله في لبنان: "جاءت عمليَّة جنين في سياق جملة من المتغيرات التي شهدتها الضفة المحتلة، وكيان العدو مؤخرًّا، والتي من أبرزها تصاعد عمليات المقاومة فيها وفشل إجراءات العدو حيال تصاعدها، ولا سيَّما في ظل التطوُّر الكبير والملفت في أدائها وقدراتها في جنين، واستخدام المقاومة فيها لعبوات ناسفة متطورة، نجحت في تحقيق خسائر مادية وبشرية؛ أرعبت حكومة الكيان بشكل يرفع ثمن اقتحامات جيش الاحتلال للمدينة ومخيَّمها".

وتابع أنَّ من بين تلك المتغيّرات مطالبة المستوطنين أقطاب حكومة الاحتلال المتطرّفين كـ "سموتريتش" و"بن غفير" بشنِّ عملية واسعة تستهدف شمال الضفة الغربية؛ بهدف القضاء على المقاومة وتصاعد اتِّهامات المعارضة لـ"نتنياهو" وحكومته بالضعف وعدم القدرة على وضع حدّ لنشاطها وتصاعدها، إضافة إلى تصاعد الاحتجاجات داخل الكيان ضد ما تسمَّى بــ "التعديلات القضائية"، واعتزام المعارضة بالكيان البدء في إجراءات واحتجاجات أكثر شدَّة؛ تعبيرًا عن رفضها لتلك الخطَّة.

وأضاف أنَّ "معركة بأس جنين وما قبلها؛ جعل من الضفة المحتلَّة محطّ أنظار العدو "الإسرائيلي" الذي لم ولن يستطيع حسم الصراع وإنزال الهزيمة الساحقة والمطلقة بفلسطين المحتلة وما حولها، مقابل مراكمة المقاومة للنقاط على المعسكر المعادي، وإصابة أصابت العقل الاستراتيجي للأمن (الإسرائيلي)".

الصراع بالكيان

وبالتركيز على الصراع الداخلي المحتم في كيان الاحتلال، قال "حبّ الله" إنَّ "الانتخابات "الإسرائيلية" الأخيرة أنتجت حكومة أكثر تطرفًا وأكثر عنصريَّة وأكثر إرهابا إلى الواجهة مع نخبة من المجرمين والقتلة، وهذا التطرُّف الأعمى أشعل الشارع "الإسرائيلي" بين اليمين الحاقد واليمين المتطرف، ونحن لا نفرِّق بينهم؛ فجميعهم قتلة ومجرمين من "نتنياهو" إلى "بن غفير" إلى "سموتريتش" إلى كل قطعان الصهاينة المتطرِّفين، فهذا العدو لا يفهم إلَّا لغة القوة"، مشدِّدًا على أنَّ "وحدة الكلمة، ووحدة الموقف، ووحدة المقاومة، هي الضمانة لتحرير أرضنا ومقدساتنا من البحر إلى النهر".

الجهاد الإسلامي

وحول العلاقة بين حزب الله في لبنان، وحركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية عمومًا، أكَّد أنَّ "حركات المقاومة في المنطقة سلسلة لا تنفك عقدها الواحدة عن الأخرى، وبينهما من التَّعاون والتَّنسيق ما يجعلها كالجسد الواحد، وقد ثبت ذلك في كثير من المواقع والأحداث، منبِّهًا من "محاولات العدو الصهيوني مدعومًا من الإدارة الأمريكية انتهاج سياسة تجزئة وفصل حركات المقاومة وإبعادها عن بعضها، عبر نشر الفتن والصِّرعات المختلفة على أكثر من صعيد قومي، أو اثني أو طائفي أو مذهبي ومناطقي؛ لكن كل ذلك باء بالفشل الذريع".

 

وتابع: "اليوم يواجه الكيان الغاصب مقاومة شديدة على جميع الجبهات ويدرك جيِّدًا أنَّه لا يستطيع الاستفراد بأي جبهة منها"، لافتًا إلى أنَّ "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وبما تقوم به من منازلات بطوليَّة في غزَّة والضفَّة من معارك: وحدة الساحات، إلى ثأر الأحرار، إلى بأس جِنين، وما جرى قبلها؛ يكشف حجم التَّنسيق والتَّعاون وحجم العلاقة الممَّيزة بين المقاومة الإسلامية في لبنان وقوى المقاومة في فلسطين وفي طليعتها حركة الجهاد".

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق