"ما لم يتوقف (نتنياهو) عن التغييرات القضائية"

المُحلِّل أبو عرقوب لـ "الاستقلال": "إسرائيل" في أُولى مراحل انْدلاع الحرب الأهليَّة الداخليَّة

المُحلِّل أبو عرقوب لـ
تقارير وحوارات

الضفة المحتلة – غزَّة/ قاسم الأغا:

قال المحلل السياسي المُختصُّ في الشأن "الإسرائيلي" أنس أبو عرقوب"، إنَّ الصراع المحتدم في كيان الاحتلال، على خلفية إصرار رئيس حكومة الكيان "بنيامين نتنياهو" وائتلافه اليميني الأكثر فاشية وتطرُّفًا المضي في خُطة "التغييرات القضائية"، تُعدُّ أولى مراحل انْدلاع الحرب الأهليَّة الداخليَّة.

 

وأضاف "أبو عرقوب" في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس السبت، أنَّ "بذور الحرب الأهلية مزروعة في (إسرائيل) منذ تأسيسها، أيّ أنها تشهد تناقضات داخليَّة عميقة بين مكوناتها؛ لكن الظروف حاليًّا باتت ناضجة، والتناقضات تضخمت جدًّا، ولم يعد مستبعدًا حتى بين طرفيّ الانقسام بالكيان، سيناريو اندلاع حرب أهليَّة بينهما".

 

وأوضح أنَّ دخول ضباط وجنود احتياط بجيش الاحتلال وسلاح الجو فيه؛ يمسُّ بالجيش وأهليَّته، مشيرًا إلى أنَّ "الخدمة العسكريَّة الاحتياطيَّة العامود الفقري في الوحدات الحسَّاسة بجيش الاحتلال، خصوصًا سلاح الجوّ والطيَّارين وضباط الاستطلاع التوجيه وتخطيط العمليات، إلى جانب وحدة الاستخبارات (8200)".

 

وتابع: "تلك الوِحدات عمودها الفقري هم ضباط وجنود الاستطلاع، وهؤلاء يؤدّوا خدمة تطوّعية شبه أسبوعية تقريبًا، وأحيانًا يوميَّة، وعلى عاتقهم تقوم معظم العمليات في جيش الاحتلال".

 

وبيَّن أنَّ "التَّقديرات التي أُفصح عنها في الكيان قبل أسابيع عدَّة، تشير أنَّه في حال أصرَّ المئات من هؤلاء الضباط والجنود ولا سيَّما في سلاح الجوّ التمنُّع عن الخدمة العسكريَّة، وقد أصبح عددهم بالمئات؛ فإن جيش الاحتلال سيفقد قدرته العملياتيَّة والهجوميَّة، وتشكِّل خطرًا غير مسبوق على كفاءة الجيش، خصوصًا على وقع تطوّرات إقليميَّة في غير صالح (إسرائيل)".   

 

وبشأن "بنيامين نتنياهو" وإصراره على المضي فيما تُسمَّى بـ "التَّغييرات القضائيَّة"، لفت المحلل السياسي المُختصُّ في الشأن "الإسرائيلي" إلى أنَّ "نتنياهو يُفكِّر بمنطق من يريد الهرب من السجن، أي مصلحته بالدرجة الأولى، إلى جانب حقيقة أخرى هي أن الائتلاف الحاكم بالكيان وأركانه يتألف من شخصيات تُغلِّب الدافع الأيديولوجي والغارق في التَّطرُّف الديني والقومي على الاعتبارات البراغماتيَّة الواقعيَّة".

 

وقال: "هذا الخليط المكوَّن من دوافع (نتنياهو) الشخصيَّة، والتَّطرُّف الديني والقوميّ الذي يسيطر على أعضاء حكومته الحاليَّة؛ يمهِّد الطريق أمام استمرار هذه الحكومة في توجّهاتها بشأن الانقلاب على القضاء، وتغيير طابع دولة الاحتلال من العلماني إلى الديني الأكثر تطرُّفًا وعنصريَّة"، مستبعدًا تراجع اليمين الصهيوني الأكثر فاشيَّة في الكيان عن مسار "التغييرات القضائيَّة".

 

ووصف المختصّ "أبو عرقوب" خيارات رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بـ "المحدودة جدًّا" أمام حركة الاحتجاجات المحتدمة بالكيان، مرجِّحًا أنْ يدفع "نتنياهو في الساعات والأيام المقبلة إلى مطالبة مؤيديه للنزول للشارع لمواجهة الاحتجاجات المضادَّة".

 

وأضاف: "من يؤيّدون (نتنياهو) ويدعمون خطَّة تغيير القضاء داخل الكيان هم الغالبيَّة، وهذا قد يدفعه للتوصل إلى تسوية تُبقي يده هي العليا"، منوِّهًا إلى أنَّ "(إسرائيل) تشهد أزمات غير مسبوقة، وخِيارات طرفيّ الانقسام والمعادلة فيها صعبة للغاية، وهي أقرب من الحرب الأهليَّة وفق تشخيص الكثير من المسؤولين والخبراء في الكيان".   

تصاعد الاحتجاجات

وللأسبوع الـ 29 يشهد كيان الاحتلال احتجاجات غير مسبوقة ضدّ ما تُعرب بـ "التغييرات القضائية"، الذي يُصرّ "بنيامين نتنياهو" وائتلافه الحكوميّ على إقرارها، رغم التحذيرات المتصاعدة من عواقبها في إحداث "شرخ خطير" من الجوانب كافَّة في الكيان.

 

وأمس، قالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبريَّة إنَّ 10 آلاف جندي احتياط في جيش الاحتلال أعلنوا رفض الخدمة العسكرية، حال إقرار ما يُسمّى بـ «قانون حجة المعقولية»، يوم غدٍ الإثنين.

 

وخرج عشرات آلاف المستوطنين بتظاهرات ضخمة في مناطق عدَّة بالكيان أمس؛ احتجاجًا على "التغييرات القضائية"، ورفضًا للتغيير لجهة إلغاء قانون "حجَّة المعقولية"، الذي يحدّ صلاحيات "المحكمة العليا" بإبطال ما تعدّه قرارات حكومية أو وزارية "غير معقولة".

 

يأتي ذلك في وقتٍ كشفت فيه وسائل إعلام عبريَّة أمس، بأنّ ممثلين عن عشرات الوحدات في جيش الاحتلال بصدد إصدار ما وصفته بـ "بيان دراماتيكي"، بشأن استمرار الالتحاق بخدمة "الاحتياط"؛ تعبيرًا عن رفضهم لخطَة "التغييرات القضائية" بالكيان. 

 

وذكرت أنَّ "ضُبَّاطًا برتبة لواء بعثوا برسالة إلى بنيامين نتنياهو، تحمّله المسؤولية عن المسِّ بالجيش والأمن الإسرائيليَيْن"؛ لإصراره على إقرار التغييرات في خطة القضاء. 

 

وبحسب وسائل الإعلام العبريَّة؛ فإنَّ "العشرات من رؤساء فيما يُعرف بجهازيّ "الموساد" و"الشاباك"، ورؤساء أركان وجنرالات ورؤساء شُعَب، أعربوا في رسالة أرسلوها إلى "نتنياهو"، عن دعمهم الاحتجاجات المناهضة لخطَّته القضائية، وتعليق التطوُّع في جميع التشكيلات التي ينتمون إليها".

 

في السياق، ناشدت نقابة الطَّيارين في جيش الاحتلال "نتنياهو" بـ "وقِف الجنون والتَّشريع القضائي فوراً". وكان (1142) جنديًّا بجيش الاحتلال، منهم 513 طيَّارًا، أعلنوا الجمعة، عن تعليق خدمة التطوّع حال إقرار الخطَّة المتعلقة بالمنظومة القضائيَّة.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق