محلل سياسي لـ"الاستقلال": خيار التصعيد حاضر بقوة أمام نتنياهو للهروب من أزمته الداخلية

محلل سياسي لـ
تقارير وحوارات

غزة / ولاء جبريل:

رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد،  أن خيار التصعيد واحد من الخيارات التي قد يتجه إليها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للخروج من الأزمة الداخلية التي يواجهها بفعل الاحتجاجات المتصاعدة ضد خطة اضعاف القضاء.

 

وقال العقاد لــ"الاستقلال"، إن اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو قد يتجه نحو توجيه ضربة واسعة والدخول في حرب لعدة أيام سواء على الجبهة الشمالية مع لبنان أو قطاع غزة أو كليهما، وذلك بهدف حل أزمته الداخلية وتوحيد الإسرائيليين حول برنامج الائتلاف". واستدرك العقاد" لكن، نتنياهو أضعف من الدخول في معركة بهذا الوقت، وذلك لكونه يدرك أن أي معركة على الشمال أو غزة ستكون نتائجها غير مضمونة بالنسبة لـ"إسرائيل".

 

وأضاف العقاد، توجه نتنياهو إلى هذا الخيار يعني أنه قد حفر قبره بيده، لأن المقاومة أصبحت واعية ومدركة لهذا الأمر، وستفشله، وهذا يعني نهاية حكومة اليمين المتطرف في "إسرائيل".

 

وتستمر الاحتجاجات الضخمة التي وصفت على أنها "الأكبر في تاريخ إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وما تسعى لتمريره من قوانين وتغييرات قضائية غير مسبوقة، والتي دخلت الأسبوع الـ29، بحيث سجّلت أول أمس السبت "ليلة تاريخية" من الاحتجاجات شارك فيها أكثر من 550 ألف متظاهر من مختلف أنحاء الاحتلال، من مفرق "جوما" شمالًا وحتى إيلات جنوبًا.

 

تطور بشكل لافت

 

وذكر العقاد أن المشهد الداخلي في "إسرائيل" يتطور بشكل لافت، مما جعل أعداد المشاركين في الاحتجاجات على ما تسمى الإصلاحات القضائية تصل إلى 550 ألف متظاهر، في جميع أنحاء دولة الاحتلال.

 

وأضاف العقاد:" الاستياء يزداد تجاه خطوات نتنياهو والتي يريد من خلالها تقليص صلاحيات المحكمة العليا، وأن تحكم (إسرائيل) بالشريعة التوراتية واليهودية فقط، ما يجعلهم يتخلون عن القوانين الدستورية والتشريعية وقوانين الكنيست".

 

 وتابع "أن هذا الأمر جعل المجتمع الإسرائيلي ينظر بعين الخطورة حول ما يجري، بعدما قام نتنياهو بإغلاق كل طرق الحوار مع المعارضة الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي هو من سيحسم المشهد في هذه الأزمة.

 

ولفت العقاد النظر، إلى تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال هتسي أليفي، الذي اعتبر فيها موضوع الاحتجاجات يهدد فعالية الجيش، مشدداً على أن تلك التصريحات تؤكد أن جيش الاحتلال لن يصمد في حال حدثت حرب ما يجعل الأمور تذهب نحو الشلل في أنحاء الاحتلال كافة.

 

كذب نتنياهو

وبين الكاتب والمحلل السياسي أن العلاقة بين نتنياهو والإدارة الأمريكية متوترة جداً وشبه مقطوعة الأمر الذي يضعف نتنياهو على الصعيد الداخلي والخارجي.

 

وقال العقاد:" إنه على الرغم من المكالمة الأخيرة بين نتنياهو وجو بايدن إلا أن العلاقة متوترة، غير أن المكالمة كشفت مدى كذب نتنياهو على الجمهور الإسرائيلي، ومحاولة استغلال هذه المكالمة بالقول للجمهور الإسرائيلي، إن أمريكا تدعم خطة نتنياهو لتقليص القضاء".

 

وأضاف، أن الأمر الذي جعل مستشار الأمن القومي يخرج ويُكذب نتنياهو، حيث أكد أنه لم يجر شيء من هذا القبيل، حيث كانت نصيحة بايدن لنتنياهو بضرورة الحصول على موافقة واسعة من قبل المعارضة الإسرائيلية، قبل أن يتفجر المشهد داخل الكيان ، ولكنه لم يستمع لكل هذا ولم يستمع لنصائح وقف الاستيطان حتى نهاية العام حتى تخرج اسرائيل من أزمتها الحالية.

 

وتواجه "إسرائيل" في الساعات المقبلة، مصيرًا حاسمًا، إذ من المقرر أن تصوت الكنيست على قانون " المعقولية" اليوم الاثنين، الذي يتيح تمرير التشريعات القضائية التي تسعى إليها حكومة نتنياهو.

 

ووصلت الأزمة الداخلية في "إسرائيل" إلى أهم ذراع عسكري في حكومة الاحتلال "سلاح الجو"، بعدما رفض المئات من الضباط وجنود الاحتياط الامتثال لتعليمات الانضمام للعمليات العسكرية.

 

فيما كان من المفترض أن يجتمع نتنياهو أمس، مع رئيس أركان قواته هيرتسي هاليفي؛ لبحث هذه الأزمة والوقوف على حقيقة مخاطرها، إلا أن عملية جراحية أجراها تسببت بتأجيل اللقاء.

التعليقات : 0

إضافة تعليق