الاعتقال السياسي حجر عثرة لإنجاحه

محللون: نجاح اجتماع الأمناء العامين مرهون بحسن نوايا السلطة الفلسطينية

محللون: نجاح اجتماع الأمناء العامين مرهون بحسن نوايا السلطة الفلسطينية
تقارير وحوارات

غزة/ سماح المبحوح:

أبدى محللون سياسيون فلسطينيون، عدم تفاؤلهم من نجاح اجتماع الأمناء العامين المزمع عقده نهاية الشهر الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة، أو الخروج بقرارات تشكل إضافة نوعية للقضية الفلسطينية. ورأى المحللون في أحاديث منفصلة مع «الاستقلال»، أن الاجتماع الذي دعت له مصر لبحث التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والمخاطر التي تحدق بشعبنا، مرهون بإثبات السلطة الفلسطينية حسن نواياها لإنجاحه من خلال الإفراج عن المعتقلين السياسيين.

 

وأكدوا أن الأجواء الإيجابية لضمان نجاح الاجتماع تتحقق من خلال تغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وأن تصبح القضية الفلسطينية هي البوصلة والأساس الذي تجتمع من أجله الفصائل.

 

وكانت حركة الجهاد الإسلامي، دعت السلطة الفلسطينية للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين لديها وتهيئة الأجواء على الأرض لإنجاح اللقاء.

 

وقال الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، في تصريح صحفي مقتضب، لن نذهب إلى اجتماع الأمناء العامين في القاهرة قبل الإفراج عن إخواننا المجاهدين في سجون السلطة الفلسطينية.

 

وأكد القائد النخالة، ان الاعتقالات التي تقوم بها السلطة، ضد كوادر وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية تعرض لقاء الأمناء العامين القادم للفشل.

 

تصريحات الأمين العام جاءت بالتزامن مع مواصلة أجهزة السلطة جريمتها بحق قادة وكوادر حركة الجهاد، واستمرار سياسة الاعتقال المرفوضة وطنياً وأخلاقياً للمجاهدين مراد وليد ملايشة (34 عاماً) ومحمد وليد براهمة (37 عاماً) من جنين، رغم قرار المحكمة بالإفراج الفوري عنهما دون أي شروط.

 

واعتقلت أجهزة السلطة المجاهدين ملايشة وبراهمة بتاريخ 3 تموز (يوليو) الجاري، أثناء توجّههما إلى مخيم جنين للمشاركة في التصدي لعدوان الاحتلال.

 

وكان الرئيس محمود عباس دعا إلى اجتماع الأمناء العامين، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيّمها، الذي استمرّ ليومين، وأدّى لاستشهاد 13 مواطناً وإصابة أكثر من 100 بجروح متفاوتة.

تهيئة الأجواء لإنجاحه

المحلل السياسي د. هاني العقاد رأى أن موقف حركة الجهاد الإسلامي ومختلف الفصائل في عدم المشاركة باجتماع الأمناء العامين قبل الافراج عن المعتقلين السياسيين، موقف طبيعي ومشرف لحركات مقاومة، حريصة على تذليل العقبات لإنجاح الاجتماع.

 

وقال العقاد في حديثه لـ "الاستقلال" حركة الجهاد تسعى لتهيئة الأجواء لإنجاح الاجتماع قبل بدئه، بالاتفاق على تحريم الاعتقال السياسي على خلفية المقاومة، للاهتمام بملفات أخرى تتعلق بوضع استراتيجيات للوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال".

 

وأضاف:" الحركة تريد أن تضغط بشكل فعلي قبل الذهاب للاجتماع حتى تخرج منه باتفاق حقيقي، يعيد لم الشمل للصف الوطني ووضع استراتيجية واحدة لمواجهة المحتل وانقاذ المنظومة السياسية والاجتماعية المنهارة بفعل الانقسام المدمر والمستمر منذ سنوات طويلة".

 

واعتبر أن الاعتقال السياسي على خلفية المقاومة خط أحمر لدى جميع الفصائل، غير قابل للمساس أو النقاش، متوقعا أن تضغط حركة فتح على السلطة للإفراج عن المعتقلين.

 

وأكد أنه في حال انعقاد الاجتماع قبل انهاء قضية الاعتقال السياسي، فإنها ستأخذ حيزاً كبيراً من النقاش من قبل المجتمعين، ولن يتفرغوا حينها لملفات مهمة تتعلق بإنهاء الاحتلال.

 

وشدد على أن مطلب حركة الجهاد هو توجه وطني خالص يخدم المصلحة العامة، وهي فرصة أمام السلطة لإثبات حسن نواياها بإزالة كافة الألغام التي تؤثر على الاجتماع، للخروج منه بنتائج إيجابية.

فشل مسبق

بدوره، أكد المحلل والكاتب السياسي مصطفى الصواف، أن ما يجري على الأرض من حملة اعتقالات سياسية واسعة بصفوف المجاهدين من قبل أجهزة السلطة بالضفة الغربية، دليل على نوايا مسبقة لإفشال اجتماع الأمناء وأي لقاء فلسطيني يريد تحقيق البرنامج الوطني.

 

وأكد الصواف لـ "الاستقلال" أن من يريد وحدة وطنية يجب عليه تهيئة الأجواء الإيجابية، ولا يدفع بنوايا سيئة تفشل أي أهداف حقيقية لإزالة العقبات والملفات العالقة التي أرهقت الشعب الفلسطيني والفصائل على مدار سنوات طويلة.

 

وشدد على أن الأجواء الإيجابية لضمان نجاح الاجتماع تتحقق من خلال تغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وأن تصبح القضية الفلسطينية هي البوصلة والأساس الذي تجتمع من أجله الفصائل.

 

ولفت إلى أنه في حال توفرت الإرادة والمشاركة الفعالة والحقيقية من الكل الفلسطيني لإتمام الوحدة الوطنية والابتعاد عن الضغوط الأمنية والاعتقالات السياسية، سيكتب للاجتماع النجاح، فملف الاعتقال السياسي يقف كعقبة كبيرة في وجه إتمام المصالحة، وتنفيذ قرارات الاجتماعات السابقة. 

 

وأشار إلى أن المواطن الفلسطيني يتعامل بحذر مع الاجتماع و"متعطش" لنجاحه بسبب كثرة الاجتماعات السابقة والقرارات التي انبثقت عنها والتي لم تطبق إلى الآن ما أصابه بخيبة أمل، سواء باجتماع مكة أو الشاطئ أو بيروت والجزائر ثم القاهرة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق