غزة / معتز شاهين:
تبحث حكومة الاحتلال «الإسرائيلي»، وخاصة إدارة مصلحة سجونها، عن شتى الأدوات والوسائل التي من شأنها التنغيص وإلحاق الأذى بالأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال، في محاولة للنيل من ارادتهم وعزيمتهم اللتين يحاربون بهما جبروت السجان.
ومؤخرا أقدمت ما تسمى إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية على نقل أسيرتين فلسطينيتين وهما: فاطمة شاهين وعطاف جرادات، الى سجن الجنائيات.
وقُوبلت خطوة الاحتلال بحق الأسيرتين برفض شعبي ورسمي، ما دفع الحركة الوطنية الأسيرة إلى التحرك عاجلاً لثني الاحتلال عن جريمته بحقهما، لكون أن هدفها هو فرض العقاب النفسي والحياتي عليهن، وتعريض حياتهن للقتل.
وعلى أثر ذلك، بدأ عدد من الأسرى في سجن الرملة، الأحد، خطوات تصعيدية تمثلت في إرجاع الوجبات والعلاج والأدوية والماء، وإغلاق القسم مع عدم استقبال المحامين والأطباء، وذلك في إطار ردهم على التنكيل والنقل التعسفي للأسيرتين شاهين وجرادات.
وفي هذا الإطار، توقع مختصون في شؤون الأسرى، أن تتصاعد وتتسع دائرة الاحتجاج على جريمة نقل إدارة سجون الاحتلال الاسيرتين إلى سجن جنائي، لتصل الى خطوات وفعاليات شاملة، تشمل السجون كافة، تشارك فيها الفصائل الفلسطينية كافة.
وشدد المختصون في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، على أنه إذا لم يتراجع الاحتلال عن جريمته بحق الأسيرتين، ستكون هناك مواجهة قادمة داخل السجون، وهو يتحمل تبعاتها خاصة وأن الأسرى قادرون من خلال خطواتهم الاحتجاجية على الصمود والتحدي.
سلوك خطير
بدورها، حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" وإدارة سجونها واستخباراتها، المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع داخل السجون والمعتقلات، ردًا على الجريمة بحق الأسيرتين فاطمة شاهين وعطاف جرادات بنقلهن الى سجن الجنائيات.
وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح، إن هذه الخطوة بحق الأسيرتين تهدف إلى فرض العقاب النفسي والحياتي عليهن لكون أن أقسام الجنائيات، يُحتجز فيهن معتقلات "إسرائيليات" لهن أسبقيات جُرمية، وسلوك خطير، بالإضافة إلى الانحدار اللاأخلاقي واللاإنساني الذي يطغى على حياتهن.
وأضاف شريتح لـ "الاستقلال"، أن الأسيرات الفلسطينيات دخلن سجون الاحتلال، لكونهن يبحثن عن حرية وطنهم وشعبهم، فعلى الاحتلال أن يتعامل معهن ضمن المنظومة الدولية والقانوني الدولي الإنسانية".
وبين، أن هذه الخطوة سيكون لها تداعيات نفسية واجتماعية خطيرة على حياة الأسيرتين، ولهذا السبب تحركت الحركة الوطنية الاسيرة بشكل سريع، وكانت البداية من الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة الذين بدأوا خطوات تصعيدية منذ يومين في الامتناع عن تناول الدواء واستقبال الأطباء وارجاع وجبات الطعام.
وتابع شريتح: " سيكون هناك حوار داخلي في صفوف الحركة الاسيرة للرد على هذه الجريمة"، لافتاً إلى أن مطالب الاسرى واضحة وهي أن يتم اخراج الاسريتين (شاهين وجرادات) من السجون الجنائية واعادتهن إلى سجونهن مع زميلاتهن الفلسطينيات.
وأكد المتحدث باسم الهيئة، أنه إذا لم يُلبِ الاحتلال "الإسرائيلي" مطالب الأسرى، ستكون هناك مواجهة قادمة خلال الساعات القادمة، مشدداً على أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع داخل السجون، ولذلك عليه أن يعي جيدا ان المرحلة صعبة وأن الاسرى قادرون على الصمود والتحدي.
يذكر أن أسرى سجن الرملة بدأوا منذ، الأحد، خطواتهم التصعيدية والتي تمثلت في إرجاع الوجبات والعلاج والأدوية والماء، وإغلاق القسم مع عدم استقبال المحامين والأطباء، وذلك في إطار ردهم على التنكيل والنقل التعسفي للأسيرتين شاهين وجرادات.
وصفة للقتل
بدوره، الأسير المحرر والمختص في شؤون الأسرى وليد الهودلي، قال: "إن جريمة نقل الأسيرتين فاطمة شاهين وعطاف جرادات الى السجن الجنائي، يأتي استكمالا لمسلسل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد الأسرى في سجون الاحتلال."
وأضاف الهودلي لـ" الاستقلال"، أن الهجمة "الإسرائيلية" على الأسرى تصاعدت وتيرتها عقب تولي حكومة "بنيامين نتنياهو" سدة الحكم بالكيان، والتي تضم أبرز المتطرفين فيها، "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش".
وأشار، إلى أن الاحتلال حاول كثيراً وفشل في تطبيق سياسة وضع أسرى فلسطينيين في السجون الجنائية في إطار فرض عقوبات قاسية عليهم، محذرا من نجاح هذه السياسة لكونها تًعتبر وصفة دقيقة للقتل، لكون أن المعتقلات "الإسرائيليات" الجنائيات يُحاكَمن على قضايا قتل.
وتوقع، تصاعد واتساع دائرة الاضراب المفتوح عن الطعام لتصل الى خطوات شاملة تشمل سجون الاحتلال كافة تشارك فيها الفصائل الفلسطينية كافة، وذلك في إطار الرفض والرد على القرارات الجائرة بحق الاسيرتين، خاصة وأن الأسرى يعتبرون الاسيرات خطاً أحمر ولا يُمكن المساس بهن.
وفى السياق ذاته، أعلن الأسيران إياد رضوان "الطبنجة" وسامر أبو دياك دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام تضامني، إلى جانب الأسيرتين فاطمة وعطاف، اللتين أكدتا عدم التراجع عن هذه المعركة إلا بوقف مسلسل التنكيل بحقهما.
وحول انعكاس مصادقة الكنيست "الإسرائيلي" على مشروع "عدم المعقولية" على الأسرى، أشار المختص الهودلي، أن ذلك من شأنه أن يقوي شوكة المتطرفين خاصة "بن غفير" و"سموترش"، الأمر الذي سيرفع من وتيرة العدوان ضد الأسرى.
يذكر أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ نحو 4 آلاف و900 أسير من بينهم 34 أسيرة، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
ويعيش الأسرى الفلسطينيون في ظروف قاهرة وصعبة في السجون الإسرائيلية، نتيجة الانتهاكات التي يمارسها السجّان "الإسرائيلي" بحقهم، ومنعهم من أبسط حقوقهم.
التعليقات : 0