في ظل إصرار السلطة على اعتقال المقاومين

فصائل: اجتماع الأمناء العامين محكوم بالفشل ولن نعترف بمخرجاته

فصائل: اجتماع الأمناء العامين محكوم بالفشل ولن نعترف بمخرجاته
تقارير وحوارات

غزة/سماح المبحوح

أجمعت فصائل فلسطينية عدّة، على فشل اجتماع الأمناء العامين المُنعقد اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة، بدعوة من رئيس السلطة محمود عباس، مشددين على أن الاجتماع "منقوص" لعدم مشاركة كافة الفصائل فيه، احتجاجاً على عدم الإفراج عن المعتقلين السياسيين والمقاومين بسجون السلطة بالضفة الغربية المحتلة.

 

وأكد ممثلو الفصائل في أحاديث منفصلة مع لـ "الاستقلال" على عدم الاعتراف بمخرجات الاجتماع، لعدم نقاشها والاتفاق عليها من الكل الفلسطيني.

 

وأعلن سفير السلطة الفلسطينية لدى مصر دياب اللوح، أن رئيس السلطة محمود عباس، وصل أمس السبت، إلى القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وللمشاركة باجتماع "الأمناء العامين" للفصائل الفلسطينية.

 

وأوضح اللوح، أن عباس "سيعقد جلسة خاصة مع الرئيس المصري، لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لإنجاز المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام".

 

وكانت الفصائل الفلسطينية، أعلنت في التاسع من الشهر الجاري، تلقيها دعوات مصرية لحضور اجتماع "الأمناء العامين" للفصائل، المزمع عقده اليوم في القاهرة، لبحث الأوضاع الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي.

 

وكان الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، قال في تصريح صحفي مقتضب، الأسبوع الماضي، إن حركته لن تذهب لـ "اجتماع الأمناء العامين في القاهرة قبل الإفراج عن إخواننا المجاهدين في سجون السلطة".

 

كما أعلنت "الجبهة الشعبية القيادة العامة" و"منظمة الصاعقة"، الأربعاء الماضي، عدم مشاركتهما في الاجتماع، "حال أصرت السلطة على عدم الإفراج عن المعتقلين السياسيين".

 

وكانت "أمانة سر لجنة المتابعة العليا لتحالف القوى الفلسطينية" (مقرها دمشق)، قد وصفت الدعوة التي أطلقها الرئيس عباس، لاجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة نهاية الشهر الجاري، بأنها "ناقصة وغير مكتملة".

 

ودان "التحالف" خلال اجتماع له الأربعاء الماضي، "الاعتقالات التي تقوم بها أجهزة مخابرات السلطة للمقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني".

 

كما أعلنت كل من: لجان المقاومة، وحركة الأحرار، وجبهة النضال الفلسطيني والشعبي مقاطعتها لاجتماع الأمناء العامين.

اجتماع فاشل

وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في غزة طارق سلمي على فشل اجتماع الأمناء العامين المنعقد بالعاصمة المصرية القاهرة بحضور عباس وممثلين عن بعض الفصائل الفلسطينية.

 

وقال سلمي في حديثه لـ "الاستقلال" السبت، إن "اجتماع الأمناء العامين محكوم بالفشل لعدم اكتمال نصاب الوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم تحقيق شرط الحركة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والمقاومين بسجون السلطة بالضفة".

 

وأضاف:" تمسكت الحركة بموقفها بعدم المشاركة طالما لم يتم الافراج عن قياداتها وكوادرها بالسجون"، مشدداً على أنه "لا يعقل أن يتم الجلوس على طاولة واحدة دون تتحقق أدنى شروط الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال".

 

وأشار إلى أن "الجهاد" قدّم لائحة تضم أسماء أبناء الحركة والمقاومين بالسجون خلال الاتصالات التي جرت معهم على مدار الساعات والأيام الماضية، من قبل قيادات بالسلطة على رأسهم رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج وجهات مصرية، دون إحراز أي تقدم يُذكر، في الوقت الذي تنكر فيه السلطة عدم وجود معتقلين سياسيين ومقاومين لديها.

عدم الاعتراف بمخرجاته

بدوره، شدد عضو قيادة المكتب السياسي لحزب الصاعقة محي الدين أبو دقة على عدم اعترافهم بمخرجات اجتماع الأمناء العامين المنعقد بالقاهرة؛ لعدم مشاركتهم وعدد من الفصائل به.

 

وقال أبو دقة لـ "الاستقلال" إن:" ما سيتم طرحه ونقاشه من رؤى وبرامج سياسية والاتفاق عليها، غير ملزم لنا وللفصائل التي لم تحضر الاجتماع".

 

وأضاف:" من غير المنطقي والمعقول أن يتم الاتفاق على بنود خلال اجتماع الأمناء العامين دون حضور الكل الفلسطيني".

 

وتابع:" الاجتماع عُقد لترتيب البيت الفلسطيني، والتباحث بشأن إنهاء ملف الانقسام والوصول للمصالحة والاتفاق على وحدة وطنية، وهذا ما لن يتم في ظل غياب بعض الفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية".

 

ولفت إلى أن امتناع "الصاعقة" عن المشاركة في الاجتماع، عدم استجابة السلطة لشرط إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمقاومين التي تتفق فيه مع حركة الجهاد، ما يؤكد انعدام النوايا الحسنة لدى السلطة مسبقاً.

مخرجات الاجتماع لا تمثلنا

بدوره، مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم، "أبو مجاهد" رأى أن اجتماع الأمناء العامون "منقوص" لعدم ضمه جميع الفصائل، مؤكداً على أن عدم الاعتراف بمخرجاته في حال لم تصب في دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتعزيز المقاومة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال وقف ملاحقة المقاومين وإطلاق سراح المعتقلين منهم.

 

وقال البريم خلال حديثه لـ "الاستقلال" إن اجتماع الأمناء العامون يعتبر ناقصا لعدم ضمه قوى وازنة على الساحة الفلسطينية، وعليه، فإن مخرجاته لا تمثلنا في حال لم تصب مخرجاته في دعم صمود أبناء شعبنا وتعزيز المقاومة بكل مكان".

 

وأضاف:" نضم صوتنا لصوت حركة الجهاد الإسلامي بالتأكيد على عدم القبول بأي اجتماعات دون إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمقاومين".

 

وأشار إلى أن هذا الاجتماع لن يكتب له النجاح طالما المجاهدين الذين يقدمون أرواحهم رخيصة فداء لفلسطين معتقلين بالسجون.

 

وجدد تأكيده على وجوب القيام بخطوات "حسن نية" ملموسة قبل الاجتماع وهي الافراج على المعتقلين لقبول أي فكرة تتعلق بالواقع الفلسطيني خلال الاجتماع والاجتماعات التي ستعقد لاحقا.

 

وشدد على أنه منذ اللحظة الاولي لاحظا وجود انتقائية ومزاجية بدعوة الفصائل للاجتماع، أيضا عدم وضوح جدول أعماله، والذي جاء بعد مجزرة جنين وأبلت فيها المقاومة بلاء حسنة على صعيد المقاومين من كافة الأذرع على رأسها أبطال كتيبة جنين- سرايا القدس، لذلك فهو (الاجتماع) لا يرقى لطموحات أبناء الشعب الفلسطيني.

التعليقات : 0

إضافة تعليق