الاحتلال يعد خطة عملياتية

"إسرائيل" وحزب الله.. هل اقتربت المواجهة؟

تقارير وحوارات

غزة / معتز شاهين:

منذ أكثر من شهرين والحدود الجنوبية للبنان تعيش حالة توتر بين "حزب الله" و"إسرائيل"، نتيجة إقدام الأخيرة على بناء جانب من الجدار الحدودي على أراضٍ لبنانية في قرية الغجر، ورد حزب الله على نصب خيام أنشئت حديثا داخل مزارع شبعا على بعد أمتار فقط من "الخط الأزرق"، في الوقت الذي تصاعدت مؤخراً حدة التصريحات والتهديدات بين الطرفين، فهل هذا ينذر بقرب اندلاع مواجهة بينهما؟

 

وبدأ التوتر يتصاعد عندما بدأت "إسرائيل" في وضع إنشاءات لتثبيت هذا الضم خلافاً لما ينص عليه القرار 1701، وهو الأمر الذي استدعى "حزب الله" اللبناني إلى التحرك من خلال نصب خيمتين في مزارع شبعا المحتلة، لتصبح معادلة جديدة مفادها أن الانسحاب من قرية "الغجر" يقابله فك الخيمتين.

 

وعلى أثر ما سبق، هدّد حسن نصر الله، السبت، رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ومعه قادة الكيان، قائلاً: "انتبهوا من أي حماقة"، لأن المقاومة في لبنان "لن تتهاون ولن تتخلى عن مسؤولياتها في الحماية أو الردع، وستكون جاهزة لأي خيار، ولمواجهة أي خطأ أو حماقة".

 

وأكد "نصر الله" في كلمته بختام فعاليات إحياء العاشر من محرم، على رفضه التفاوض مع "إسرائيل" على الحدود البرية كما جرى في البحرية لكون أن الحدود البرية وفقا له واضحة ورسمت في العشرينيات ملقياً مسؤولية تحريرها على الشعب والجيش والمقاومة.

 

في المقابل، قالت وسائل اعلام عبرية، السبت، إن وزير جيش الاحتلال "يوآف غالانت"، وافق على إعداد خطة عملياتية لاحتمال تدهور الوضع عند الحدود الشمالية، تتضمن عدة مسارات للرد على إزالة خيام حزب الله حتى لو امتد الأمر لمواجهة واسعة مفتوحة.

 

هذا، وهدد وزير حرب جيش الاحتلال الاسرائيلي، يوآف غالانت، أمس الأحد، لبنان، قائلاً: "سنعيد لبنان إلى العصر الحجري إذا حاولوا مهاجمتنا".

وشهدت الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة خلال الشهرين الأخيرين أحداثا متتالية: انفجارات، إطلاق نار، نصب خيام من قبل "حزب الله" ومطالبته بوقف بناء دولة الاحتلال جانباً من الجدار الحدودي على أراض لبنانية في قرية الغجر.

 

رسائل طمأنة وردع

وأكد الخبير بالشأن الدولي د. وليد المدلل، أنه في ظل حكومة "إسرائيلية" مُتطرفة غير مستبعد أن تقدم على ارتكاب حماقة على الجبهة الشمالية مع لبنان، ولكنها ستكون محدودة كـ التوغل، واعتقال بعض المقاومين أو السكان المحليين، ومحاولة فرض وقائع أو تغيير المعادلة.

 

وقال المدلل لـ"الاستقلال"، اليوم الاحد، إن السيد حسن نصر الله، يبعث برسائل طمأنه لجمهوره عبر خطاباته بأنه على يقظة، وأخرى من أجل ردع الاحتلال عن القيام بأي حماقة".

 

وأَضاف: " حزب الله أراد القول إن لبنان المنشغل بقضاياه الداخلية، يبقى الحزب على يقظة للطرف الإسرائيلي وتدخلاته وسوف يكون جاهزاً لهذه التدخلات"، معتقداً بأن التصعيد بالوقت الحالي ليس بمصلحة الطرفين، خاصة وأن "إسرائيل" غير جاهزة له، لكنه في ظل المتطرفين في حكومة "نتنياهو" لا يُستبعد شيء.

 

وأِشار المدلل، إلى أن حالة عدم الاستقرار التي تُمر بها لبنان في الوقت الحالي لن تُشكل غطاء لـ "إسرائيل" للدخول الى هذه المنطقة الشمالية، لكون أن حزب الله جاهز للرد لأي تداخل من قبل "الإسرائيلي".

 

وذكر، أن حالة الشد بين حزب الله و"إسرائيل" على الجبهة الشمالية تكاد تكون شبه ثابتة، بمعنى أنها تهدأ لتثور من جديد، مشيراً إلى أن كل طرف يحاول ان يرسل رسائل للأخر بانه جاهز للمواجهة رُغم انه لا يفضل هذه المواجهة.

معادلة جديدة

ويرى الكاتب والمختص بالشأن "الإسرائيلي" عدنان الافندي، أنه لا توجد مصلحة "إسرائيلية" جدية وحقيقية للذهاب إلى مواجهة مع "حزب الله"، نتيجة الظروف الداخلية التي تعيشها دولة الاحتلال، على إثر الاحتجاجات المتواصلة للأسبوع الـ 30 على التوالي، وما نتج عنها حالة من رفض الخدمة في صفوف جنود الاحتياط والطيارين.

 

وقال الافندي لـ "الاستقلال"، إن تصريحات قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين بأنهم سيعيدون لبنان إلى "العصر الحجري" في حالة أقدم حزب الله على تنفيذ أي عمل مقاوم، تأتي في سياق التخوف الإسرائيلي من تنامي قوة "حزب الله".

 

وأَضاف، أن الاحتلال يتردد في فتح مواجهة جدية مع "حزب الله" على الجبهة الشمالية، لوجود تقارير "إسرائيلية" تفيد بان قوة حزب لله باتت كبيرة وتعاظمت وأنه في حال كان هناك مواجهة مع الحزب فان المعركة القادمة ستكون في قلب العدو.

 

وأوضح الافندي، أن "حزب الله" لن يبادر بتصعيد الأوضاع، ولكنه إذا ارتكبت "اسرائيل" حماقة ضده، لن يتوانى في الرد بشكل مباشر، وهذا الأمر قد يؤدي إلى اندلاع حرب كبيرة في الجبهة الشمالية.

 

وعن ظهور "فرقة الرضوان" العلني على الحدود، اعتبره، المحلل السياسي، تحدياً واضحاً للاحتلال، ومن شأنه تثبيت معادلة جديدة على أرض الواقع، سيكون لها ما بعدها خلال الأيام القادمة، في إشارة منه، إلى ما أعلن عنه "حزب الله" حول الخيمتين التي نصبهما في مزارع شبعا المحتلة، قد تتحولان إلى أبنية من باطون، وقد يقيم "الحزب" أبراج مراقبة.

 

وكان "حزب الله" اللبناني قد دفع بنخبة مقاتليه في "فرقة الرضوان" إلى الظهور أمام عدسات الكاميرا "الإسرائيلية" التي رصدت عناصر من الفرقة يتجولون مقابل الشريط الشائك وعلى مسافة أمتار قليلة من جيش الاحتلال، مكتفياً بالتصوير.

 

وفي السياق، نشرت قناة "المنار" فيديو مدته 27 ثانية لمراسلها وهو يصور رئيس أركان جيش الاحتلال "هرتسي هاليفي"، إضافة إلى كبار الضباط في المنطقة الشمالية، في رسالة مباشرة أن هؤلاء في مرمى نيران "حزب الله" إذا أراد ذلك، وفق ما أشارت إليه معظم الصحف "الإسرائيلية".

نقلت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الاحد، عن مكتب رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن الأخير وافق على التوصيات وأساليب العمل التي اقترحها الجيش "الإسرائيلي" والمنظومة الأمنية حول التعامل مع الجبهة الشمالية".

 

وأضاف المكتب: "هذا القرار تم بحضور وزير الحرب يوآف جالانت ووزير ما يُعرف بـ "الشؤون الاستراتيجية" ورؤساء "الأركان" و"الموساد" و"الشاباك" و"مجلس الأمن القومي".

 

 

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق