عدم الالتزام بوقف إطلاق النار يُنبئ بمخاطر جسيمة

عطايا لـ "الاستقلال": ما يجري بـ "عين الحلوة" مشروع صهيوني أمريكيّ لشطب حق عودة اللاجئين

عطايا لـ
تقارير وحوارات

بيروت – غزة/ قاسم الأغا:

أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ممثِّل الحركة في لبنان إحسان عطايا، أنَّ "ما يجري من أحداث دامية في مخيَّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب)، ومن عبث بأرواح الآمنين وممتلكاتهم، وعدم الالتزام الكامل بالمحاولات التي بذلت حتى الآن من أجل وقف إطلاق النار؛ يُنبئ بمخاطر جسيمة تُهدِّد المقاومة الفلسطينيَّة خارج فلسطين المحتلة، التي من المفترض أنْ تكون مساندة للمقاومة الفلسطينيَّة في داخل فلسطين المحتلَّة".

 

وقال عطايا في حوار مع صحيفة "الاستقلال" ، إنَّ "تفجير الأوضاع الأمنيَّة في مخيَّم عين الحلوة، أو أي مخيم آخر في لبنان؛ لا يخدم سوى المشروع الصهيوني الأمريكيّ في المنطقة، وهو مرتبط بشكل أو بآخر بمدى تفهُّم المعنيين لخطورة ما يجري، وقدرتهم على ضبط الوضع لتدارك المخاطر المحدقة بقضيتنا الفلسطينيَّة، ولا سيَّما بعد تصاعد المقاومة المُسَّلحة في الضفَّة المحتلة، والتَّصدي الأسطوري للعدوان الإجرامي الصهيوني على مخيم جنين".

 

وأضاف: "لا يمكن عزل ما يجري بمخيَّم عين الحلوة اليوم عمَّا يجري من حالة نضاليَّة ومقاومة راقية ومُتقدِّمة في داخل فلسطين المحتلة، إذ يسعى العدو جاهدًا إلى طَمس ما جرى من إنجازات مُهمَّة في مسيرة المقاومة الفلسطينيَّة، وفي مقدمتها وحدتها الميدانيَّة المتجلية في جنين التي شكلت خطرًا حقيقيًّا عليه".

 

شطب العودة

 

وفي هذا الصدد، نبَّه إلى أنَّ "العدوّ الصهيوني المأزوم على أكثر من مستوى يحاول الهروب إلى الأمام، من خلال تحريك أدواته؛ لنقل الأزمة إلى الوُجود الفلسطيني بمخيَّمات اللجوء في لبنان، وتظهير مُشكلة السِّلاح الفلسطيني إلى الواجهة، والتي يعمل العدو مع حلفائه، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكيَّة، لشطب حقِّ عودتهم إلى ديارهم من جهة، ومن جهة أخرى حتى لا يُشكِّلوا في المستقبل ظهيرًا داعمًا للمقاومة الفلسطينية في الداخل، لذا يسعى العدوّ الصهيونيّ عبر أدواته إلى اسْتمرار نزيف الدَّم في المخيَّمات الفلسطينية، لتحقيق غاياته الخبيثة".

 

وعن توقيت الأحداث الداميَّة والاشتباكات التي شهدها "عين الحلوة"، ووصف مسؤولين لبنانيين له بـ "التوقيت المشبوه"، على وقع الظرف الإقليمي والدولي الراهن، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وممثِّلها في لبنان: "ربَّما توجد بعض المؤشِّرات التي استند إليها هؤلاء المسؤولون اللبنانيون تؤكِّد كلامهم".

 

واسْتدرك: "لكنّ ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ ما يُخطَّط له في المنطقة عمومًا، وفي الإقليم على وجه الخصوص؛ لا يمكن عزله عن محاولات الإدارة الأمريكيَّة وحلفائها إحكام السيطرة والهيمنة على المنطقة، وكسر قُوى المقاومة وإضعافها ومحاصرتها وتطويعها، لحماية الكيان الصهيوني المُهدَّد في وجوده، بعد المعارك التي خاضتها المقاومة الفلسطينية عمومًا، وحركة الجهاد الإسلامي خصوصًا ضده في غزَّة وجنين".

 

جهود متواصلة

 

وبشأن جهود حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية في لبنان لجهة تطويق الأحداث الدامية في "عين الحلوة"، وإعادة الاستقرار الأمني إلى المخيَّم؛ أوضح أنَّ "جهودًا كبيرة بُذلت وما زالت، على مختلف المستويات؛ من أجل تثبيت وقف إطلاق النَّار بالمخيَّم، وعدم تدهور الوضع إلى الأسوأ".

 

وتابع: "لقد توصَّلت هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى الاتِّفاق على وقف فوري لإطلاق النار، وسحب المسلَّحين، وتشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورّطين في كل ما حصل، وتسلمهم للسُّلطات الرَّسمية المختصّة، وذلك بالتعاون مع القوى والجهات اللبنانية الحريصة على المصلحة المُشتركة في الاستقرار والسّلم الأهلي".

 

وأشار إلى أنَّ "جميع المستويات (الفلسطينية واللبنانيَّة) تَسعى بكل ما أوتيت من قُوَّة، وتبذل الجهود كافَّة؛ من أجل بسط الهدوء والأمن في مخيم عين الحلوة، كضرورة للحيلولة دون تردِّي الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه، وانْعكاسها على الجوار اللبناني الشَّقيق".

 

وشدَّد "عطايا" على أنَّ "تأمين الحياة الكريمة لشعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان، يساعده على إفشال المُخطَّطات المشبوهة التي تستهدف وجوده وهُويّته وأمنه، وعلى تعزيز مقاومته من أجل تحرير أرضه، وتحقيق عودته إلى دياره ووطنه، وعلى التَّصدي لمشاريع التوطين والتهجير التي يعمل الأعداء على تمريرها، عبر تقليص خدمات وكالة أونروا، أو ضرب الاستقرار الأمني في المخيمات، أو زَرْع الفتن بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد".

 

ومنذ صباح الخميس، يشهد مخيم "عين الحلوة" جنوب لبنان حالة من الهدوء النسبي بعد اشتباكات مُسلَّحة وصفت بالأعنف بين مُسلَّحين محسوبين على فصائل متشدِّدة وحركة "فتح"، اندلعت منذ السبت الماضي، والتي أسفرت أيضاً عن مقتل 13 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين، وفق مصادر طبيَّة لبنانيَّة.

 

ولم يُسجَّل خلال الـ48 ساعة الفائتة سوى حادثة مقتل أحد العناصر المتشددة في حي الطوارئ، فيما أتاح وقف إطلاق النار لبعض الفلسطينيين العودة الى المخيم أو الخروج من أماكن تواجدهم لتفقّد منازلهم وممتلكاتهم التي تعرضت للدمار أو الحرائق بفعل القذائف الصاروخية.

 

وكانت الاشتباكات تجدّدت بشكل مفاجئ مساء الأربعاء، بعد ساعات من توصُّل هيئة العمل الفلسطيني المشترك لاتِّفاق وقف إطلاق النار، وتشكيلها لجنة ميدانية لتثبيت الاتِّفاق وتكليف لجنة تحقيق في اغتيال قائد قُوَّات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، ورفع الغطاء عن مرتكبي الجريمة.

 

ومخيَّم "عين الحلوة" الذي أسسته اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر إبَّان نكبة فلسطين منذ 1948، يُعدُّ من أكبر مخيَّمات اللَّاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذ يضم نحو 70 ألف لاجئ فلسطيني، على مساحة لا تزيد عن كيلومتر مربع واحد.

 

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجَّلين لدى وكالة "أونروا" في لبنان نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني في 12 مخيَّمًا، و156 تجمعًا، منهم 200 ألف على الأقل يتلقون المساعدات التي تشمل المعونة الغذائيَّة والتَّعليم والرِّعاية الصحيَّة من الوكالة الأمميَّة.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق