"أفْشلت مخطَّطاته بـعزْل ساحات الاشتباك والمواجهة"

خبير إيرانيّ لـ "الاستقلال": "الجهاد الإسلامي" فرضتْ "الرَّدع المؤثِّر" في معاركها مع العدوّ

خبير إيرانيّ لـ
تقارير وحوارات

"الجهاد" تمتلك رؤية شديدة الوضوح وباتت تشكِّل خطرًا وجوديًّا على الكيان الصهيوني

غَزَّة – طهران/ قاسم الأغا:

أكَّد الخبير في الشَّأن السِّياسيّ من إيران د. مهدي عزيزي، أنَّ حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين استطاعت في كل المعارك التي قادتها ضد كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، ولا سيَّما في معركة "وحدة السَّاحات" أنْ تفرض معادلات الانتصار على الكيان، وتفشل كل مخطَّطاته الهادفة إلى عزل ساحات المواجهة ضده.

 

وقال د. عزيزي من طهران في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" السبت: "الجهاد الإسلامي تمكَّنت من تغيير المعادلات مع العدو الصهيوني، واستطاعت أن تفرض عليه معادلة الردّ والرَّدع المؤثِّر في كل جولات القتال التي خاضتها معه".

 

وأضاف أنَّ "حركة الجهاد امْتازت خلال معركة وحدة الساحات وما قبلها وما بعدها بإمكانياتها وقدراتها الصاروخيَّة والهجومية والدفاعيَّة المتطوِّرة، والتي فاجأت فيها العدوّ، وأثَّرت لجهة تغيير المعادلات معه من الجوانب الميدانية والعسكريَّة والسياسية أيضًا".

 

وأشار إلى أنَّ "العدوَّ الصهيوني بات يتخوَّف حقيقةً من حركة الجهاد الإسلامي، ومن ردودها المؤثرَّة في أيَّة معارك مقبلة، وفاعلية حضورها في كل ساحات المواجهة والاشتباك على امْتداد أرض فلسطين المحتلَّة، وهذا ما يفسِّر اسْتهداف الكيان المركَّز للحركة، خصوصًا في السنوات الأخيرة".

 

ولفتَ الخبير في الشَّأن السِّياسيّ من إيران إلى أنَّ "حركة الجهاد عمَّقت من الفشل داخل الكيان الصهيوني ولا سيمَّا من الناحية العسكرية، من خلال إظهار عجز المسؤولين العسكريِّين والسياسيِّين الصهاينة أمام الحركة، وعدم مقدرتهم على استئصالها والحدِّ من قدراتها وحضورها الذي يُعدّ الأبرز والأكثر تقدّمًا بين قوى وفصائل المقاومة على أرض فلسطين المحتلَّة".

 

وقال: "لا نبالغ عند القول إنَّ حركة الجهاد الإسلامي باتت تشكِّل خطرًا وجوديًّا على الكيان الصهيوني من النواحي السياسية والعسكرية والفكريَّة؛ لأنّ لدى الحركة فكرة ورؤية وخطاب شديد الوضوح، مفاده التمسُّك بالمشاغلة والاشتباك مع العدوّ الصهيوني انطلاقًا من كل السَّاحات، وطرده من كل جغرافيا أرض فلسطين التاريخيَّة، مهما كانت الأثمان".

 

وأردف: "لحركة الجهاد خطاب تمتاز وتتمايز به عن مختلف القوى والحركات الفلسطينيَّة، ولديها كما في كل مرَّة القدرة الكبيرة على تحدِّي ومواجهة العدوّ الصهيوني، والمراكمة من قوَّتها وإمكانياتها، بصورة تفاجئ الجميع".

 

وجدَّد التأكيد على أنَّ "الجمهورية الإسلاميَّة الإيرانية لن تتوقَّف عن تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على كل أرضه، وستواصل دعمها لقوى وفصائل المقاومة الفلسطينية كافَّة، وهذا موقف طهران الثابت والرَّاسخ تجاه تلك القوى والفصائل في فلسطين المحتلة، منذ انْتصار الثَّورة الإسلاميَّة في إيران".

 

ونوَّه الخبير السِّياسي الإيرانيّ إلى أنَّ "هنالك تأثير إيجابي كبير على المقاومة الفلسطينية منذ ذلك الانتصار، على الصُعُد العسكريَّة والسياسيَّة والمعنويَّة للشعب الفلسطيني، وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني والانخراط معه في مفاوضات سلام عبثيَّة، مقابل العمل لناحية تعزيز صمود شعب فلسطين ودعم حقوقه كافَّة التي يواصل الكيان اغتصابها أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وتواطؤ أنظمة في المنطقة".

 

وأمس السَّبت، وافقت الذِّكرى السنوية الأولى لمعركة "وَحدة الساحات" التي خاضتها "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين؛ لصدِّ عدوان الاحتلال على شعبنا الفلسطيني، واغتياله عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في "سرايا القدس" الشَّهيد القائد تيسير الجعبري.

 

وعصر يوم الجمعة 5 أغسطس/ آبْ 2022، بدأت "سرايا القدس" المعركة بقصف مستوطنات كيان الاحتلال، وتوسيع دائرة النَّار لتطال مستوطنات "غلاف غزة" كافَّة وصولًا إلى عمق الكيان (ما بعد تل أبيب)، وسبقها رفع "السَّرايا" حالة الجهوزية لدى مقاتليها؛ للرِّد على جريمة اعتقال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في الضفَّة المحتلَّة بسام السعدي، من منزله بجنين والاعتداء عليه والتَّنكيل به، تزامنًا مع خطورة الوضع الصحي للأسير خليل عواودة، الذي كان في إضراب مفتوح عن الطَّعام آن ذاك؛ رفضًا لاعتقاله الإداري في سجون الاحتلال. 

 

واستمرَّت المعركة نحو (53) ساعة، إذ قصفت فيها "سرايا القدس" مستوطنات الكيان بـ 1000 صاروخ على الأقلّ، قبل أنْ يستجدي الاحتلال تدخل الوسيط المصري لوقف إطلاق النَّار مع حركة الجهاد الإسلامي، مساء السابع من أغسطس/ آب 2022.

شُهداء المعركة

وخلال معركة "وَحدة الساحات" زفَّت "سرايا القدس" كوكبة من قادتها ومقاليها الذين ارْتقوا بعمليات اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال الحربيَّة.

 

وفي أول أيام المعركة، زفَّت "السَّرايا" الشَّهيد القائد عضو مجلسها العسكري قائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري، والقائد الميداني سلامة عابد، والشُّهداء المجاهدين: أحمد عزَّام، ويوسف قدُّوم، ومحمد نصر الله المدهون، ومحمد البيُّوك، وفضل زعرب، بسلسة اغتيالات في غزة وشمالها وخان يونس.

 

وفي ثاني أيام المعركة، زفَّت "سرايا القدس" شهيداها تميم حجازي، وأسامة الصُّوري، اللذين ارتقيا خلال عملية اغتيال، فيما زفَّت "السَّرايا" باليوم الثالث للمعركة عضو مجلس العسكريّ وقائد المنطقة الجنوبية فيها الشَّهيد القائد خالد منصور، والشّهيدين القائدين: زياد المدلَّل، ورأفت الزَّاملي "شيخ العيد"، الذين ارتقوا بجريمة اغتيال استهدفتهم بمنطقة "مخيَّم الشعوت" في رفح جنوب قطاع غزة.

 

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد شهداء المعركة، 49 شهيدًا، منهم 19 طفلاً، و4 سيِّدات، في حين أصيب أكثر من 350 مواطنًا بجروح منها "خطرة" وحالات بتر في الأطراف.

 

في المقابل، كشفت وسائل إعلام عبريَّة أنَّ الكيان تكبَّد خسائر فادحة في معركة "وَحدة الساحات"؛ جراء صواريخ "سرايا القُدس"، وتمثل ذلك بإصابة (64) "إسرائيليا"، وتضرر 114 مبنى بشكل مباشر، وتضرر 97 سيارة، بقيمة بلغت 350 مليون شيقل بغضون ساعات.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق