غزة / معتز شاهين:
قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، إن السلطة الفلسطينية "تكافح" من أجل ملاحقة المقاومين في مخيم جنين، وتضخ في سبيل ذلك إمكاناتها كافة، وذلك بعد إحكام خطتها الأمنية في مدينة نابلس، عبر تنفيذ حملة اعتقالات طالت عدداً من المقاومين.
وأضاف خريشة في حديث خاص مع صحيفة "الاستقلال" الثلاثاء، أن أجهزة أمن السلطة تعمل في إطار خطة أعددتها عقب التوقيع على البيان الختامي لاجتماع شرم الشيخ "الأمني" الذي جمع السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ومصر والأردن والولايات المتحدة، يوم 19 آذار/مارس 2023.
وأوضح، أن "إسرائيل" غيرت مؤخراً من أدواتها وأساليبها للقضاء على المقاومين بالضفة المحتلة، وذلك عبر عقد مؤتمرات أمنية مشتركة مع "إسرائيل" وبعض الجهات الإقليمية برعاية أمريكية، بالإضافة إلى ممارسة الضغط الأمريكي و"الإسرائيلي" على السلطة الفلسطينية من خلال التلويح بقطع المساعدات المالية عنها.
وبيّن خريشة، أنه وتطبيقاً لما سبق والتزاما منها، بدأت أجهزة أمن السلطة بخطة أمنية لاستهداف المقاومين في نابلس وحققت "نجاحا نسبياً"، واليوم هي تحاول تطبيق ذات السيناريو في جنين.
وقال: "السلطة تعتقد واهمة أنه بإمكانها القضاء على حالة المقاومة في جنين بعد فشل الاحتلال في ذلك"، منوهاً إلى أن جنين تختلف عن غيرها فهي هزمت الاحتلال مرات عديدة، واليوم باتت الحاضنة الشعبية فيها تشكل جدار حماية للمقاومين، مع إدراكها أن الاعتقال السياسي هدفه اجتثاث المقاومة.
وبيّن خريشة، أن السلطة تلتزم باتفاق شرم الشيخ وتعمل على اعتقال المقاومين بزعم تهدئة الأوضاع، في المقابل الاحتلال يواصل جرائمه، مذكّراً باغتيال الاحتلال ثلاثة مواطنين، الاثنين الماضي، بدم بارد أثناء تواجدهم في مركبة مدنية ببلدة عرابة بمخيم حنين".
ولفت، إلى أن كتائب المقاومة في الضفة المحتلة تعمل على توحيد الصف الفلسطيني، ودائما ما تؤكد على أن بندقيتها لن توجه إلا للاحتلال، مشيراً إلى أن السلطة تدرك صدق نوايا تلك الكتائب، وبالرغم من ذلك فهي تزيد من تغولها على المقاومين من خلال الاعتقالات، في محاولة فاشلة منها لحرف بوصلتهم.
والأحد الماضي، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي فــي فـلـسـطـيـن بيانا استنكرت فيه محاولات الزج باسمها وبمقاتليها بحوادث إطلاق النار التي تتعرض لها مراكز ومقرات السلطة وأجهزتها الأمنية بالضفة الغربية.
وأكدت حركة الجهاد على أن منهجيتها وبوصلتها الواضحة، في قتال الاحتلال "الإسرائيلي" وأنها لن تحيد عن ذلك.
كما حذر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، من زج المقاومين بأي اقتتال داخلي، معتبراً ذلك محاولة بائسة من قبل السلطة لتبرير سياسات وسلوك أجهزتها الأمنية ضد المقاومين الذين يتعرضون للاعتقال والملاحقة، مشدداً على أن ذلك لن يخدم إلا الاحتلال والجهات المتنفذة بالسلطة.
وجدد خريشة تأكيده بالقول: "لا يوجد مقاوم فلسطيني يقاتل الاحتلال على عقيدة حاملاً روحه على أكفه لديه الاستعداد بالدخول في صراع داخلي مع شعبه".
وشدد، على أن المقاومة بوصلتها منذ نشأتها واضحة نحو قتال الاحتلال، رُغم الممارسات اللاأخلاقية التي تمارسها أجهزة أمن السلطة بحق كوادرها، مبيناً أنه قد يكون هناك خصوم سياسيون، لكن لا يتم التعاطي معهم بذات الطريقة السيئة التي يقودها المتنفذون في السلطة.
عزل السلطة
وبيّن خريشة، أن السلطة الفلسطينية تعزل نفسها شيئا فشيئا، عن الشعب الفلسطيني، من خلال سياساتها التعسفية ضد المقاومين، خاصة في الوقت الحرج الذي تتصاعد في اعتداءات المستوطنين وجرائم القتل اليومية، وعدم قدرتها على توفير الحماية لأبناء شعبنا، وقدرة المقاومين على لجم هذه الممارسات.
وحذر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، من استمرار سياسة استهداف السلطة للمقاومين، وعدم الاستجابة لنداءات الكل الفلسطيني بوقف تلك السياسة والإفراج عن المعتقلين من السياسيين والمقاومين.
وأكد أن إجراءات السلطة بحق المقاومين، سيكون له تداعيات خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية، وسيزيد من تغول الاحتلال على الدم الفلسطيني أكثر وأكثر.
وفي هذا السياق، استنكر خريشة تجاهل المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان، لإجراءات السلطة تلك، باعتبارها تصب في خدمة ومصلحة الاحتلال.
ودعا خريشة، الأمناء العامين للفصائل، وخاصة المنخرطين في منظمة التحرير الفلسطينية، الذين شاركوا في اجتماع الأمناء، في القاهرة يوم 30/ يوليو الماضي، ممارسة ضغطاً فعلياً على السلطة لوقف سلوكها، من خلال التلويح على الاقل بالاستقالة من اللجنة التنفيذية ومقاطعة الاجتماعات.
التعليقات : 0