"الجهاد" لن تَحيدْ عن معادلة مشاغَلة العدو

المدلَّل لـ "الاستقلال": "تسهيلات" الاحتلال "المزعومة" للسلطة "رشوة" لمسؤوليها لإجهاض المقاومة

المدلَّل لـ
تقارير وحوارات

الضفة ساحة الاشتباك الحقيقي مع الاحتلال ومقبرة لمشروعه الاستعماري

 مُواصلة السلطة جريمة الاعتقالات السياسيَّة إمعان في خدمة الاحتلال

دمشق – غزَّة/ قاسم الأغا:

أدانَ عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلَّل بشدَّة استمرار أجهزة السلطة الأمنية ملاحقة واعتقال كوادر الحركة والمقاومين والأسرى المحرَّرين بالضفَّة الفلسطينيَّة المحتلَّة، واصفًا سياسة السلطة تلك بـ "الخدمة المجانية" للاحتلال "الإسرائيلي".

 

وقال المدلَّل في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس السبت، إنَّ مواصلة السلطة سياسة الاعتقالات السياسيَّة إمعان منها بحرف البوصلة وخدمة الاحتلال وإحداث خلل بالصفّ الفلسطيني، مستدركًا: "إلَّا أنَّنا في الجهاد الإسلامي حريصون على أنْ تظلّ بندقيتنا مشرعة فقط صوب العدوّ الصهيوني".

 

وأضاف: "الاعتقالات المُستمرَّة وصمة عار على جبين السلطة وأجهزتها الأمنيَّة، وهي بلا أَدنى شَكّ خدمة مجانيَّة منها للاحتلال الصهيوني، كما أنَّها محاولة من السلطة لأنْ تصنع ما لم يستطع الاحتلال صنعه، أي إخماد المقاومة الفلسطينية ورأس حربتها، حركة الجهاد الإسلامي".

 

وأشار إلى أنَّ "تصعيد المقاومة وتوسيع عملياتها الفدائيَّة بالضفَّة المحتلة؛ يعتبر الردّ الأمثل على السلطة وسياساتها الممنهجة ضد المقاومة وكوادرها"، موضحًا أنَّ "حركة الجهاد على تواصل دائم مع من أسماهم بـ"الشرفاء" من قادة حركة "فتح" والقادة الوطنيون من أجل الضغط على السلطة ودفعها لوقف سياسة الاعتقالات المجرَّمة وطنيًّا وأخلاقيًّا وقانونيًّا".

 

ورأى المدلل، أنَّ ما يدَّعيه الإعلام العبريّ حول اعْتزام المستوى السياسي والأمنيّ بالكيان تقديم ما يسمَّها "تسهيلات اقتصادية" للسلطة الفلسطينيَّة، تُعدُّ "امتيازات خاصَّة للمسؤولين فيها، وهي رشوة مغمَّسة بدماء شعبنا الفلسطيني".

 

وتابع: "ما يُقدّمه الاحتلال كما يزعم من تسهيلات لا يمكن أنْ تُمرَّر على شعبنا؛ لأنها تهدف إلى إجهاض المقاومة ووقف العمليَّات الفدائية المُتنامية، التي تشهدها الضفة المحتلَّة".

 

وفي هذا الصَّدد، أكَّد عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي أنَّ "حركته والمقاومة الفلسطينية عموماً، لن تحيد عن معادلة المشاغلة والردّ المستمرّ والنوعي على الاحتلال ومُستوطنيه وتدفيعهم ثمن جرائمهم واعتداءاتهم الإرهابيَّة غير المسبوقة على شعبنا وأرضه ومقدَّساته وأسراه".

 

وقال: "إنّ إمعان العدوّ الصهيوني في عدوانه السَّافر على المسرى والأسرى لن يمرّ دون عقاب، وسيدفع شعبنا بالتمسّك والالتفاف أكثر حول المقاومة".

المقاومة حاضرة

أما بشأن تلويح الاحتلال بشنِّ عدوان عسكري جديد على جنين ومخيّمها، فقال: "إنها لا تعدو كونها "ترّهات" للاستخدام الصهيوني الداخلي، خصوصًا على وقع جمهور المستوطنين الذي لم يعد يثق بمسؤوليه".

 

وشدَّد على أنَّ "أي عدوان صهيوني جديد على أهلنا في جنين؛ سيقابل بردٍّ قوي من المقاومة، التي أثبتت قوّتها وحضورها، وما معركة "بأس جنين" مؤخراً، إلَّا تأكيد عملي على أنَّ أيَّة حماقات أخرى من الاحتلال بالاعتداءات أو الاقتحامات سيكون مهْلكةَ له".

 

وأردف: "نحن لا نأمن غدر العدوّ الصهيوني؛ ونؤّكد على أنَّ العدوّ لن يحصد إلَّا مزيدًا من الخزي والعار إذا ما ارتكب أيّ عدوان جديد على شعبنا الفلسطيني، ولا سيَّما في جنين ومخيَّمها".     

  

وهنا، لفت القيادي المدلل، إلى أنَّ "المرحلة الراهنة تُثْبت بأنَّ شعبنا استطاع أن يكسر هيبة الاحتلال الصهيوني، ويُحبط مخطّطاته ويربك حساباته في تنفيذ وعوده لإقامة ما يسّميها (دولة إسرائيل) على أنقاض أرضنا الفلسطينية المحتلَّة".

 

وقال المدلَّل: "أمام المقاومة القويَّة والحيَّة لم يستطع الاحتلال وائتلافه الحكومي الأكثر فاشيَّة وعدوانيَّة أنْ يُحقِّق أهدافه، فالمقاومة باتت أقوى بكثير مما كانت عليه، بل إنَّ الشَّعب الفلسطيني بأكمله يُقاوم، فالمقاومة بالنسبة له (الشعب الفلسطيني) باتت جزءاً لا يتجزأ من وعيه وثقافته".

معركة "كسر عظم"

ونوَّه إلى أنَّ "شعبنا الفلسطيني، وأمام تطوَّر الأدوات والخبرات لدى المقاومة بالضفة المحتلة، ذاهب إلى معركة "كسر عظم" مع الاحتلال، الذي هو أضعف بكثير ممّا كان عليه، أمام حيويَّة شعبنا وقُوَّة المقاومة"، مبيِّنًا أنَّ "الضفة ساحة الاشتباك الحقيقي مع الاحتلال ولن تكون إلَّا مقبرة للمشروع الاستعماري الصهيوني".

 

وجدَّد عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التأكيد على رفض حركته كل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، ومنحه شرعية زائفة من قِبَل أيّ نظام عربيّ، مشيرًا إلى أنَّ المقاومة أعاقت قطار التطّبيع، وهي التي تتقّدم بمحورها المُقاوم، فيما المُطبِّعين ومشروعهم في تراجع.

 

وقال: "المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني لن تتوقّف، وهي في عقل ووجدان كل عربي ومسلم، خصوصًا ما صنعته حركة الجهاد الإسلامي من انتصارات في معارك: وحدة السَّاحات، وثأر الأحرار، وبأس جنين".

 

وأوضح أنَّ تلك المعارك أحدثت تغييرًا في وجهة الشعوب العربية تجاه الإيمان بالمقاومة، وبنهج الجهاد الإسلامي، وأنَّه النَّهج الأصوب في دحر الاحتلال والوقوف سدًّا منيعًا وصلبًا أمام المشروع الصهيوني، الهادف إلى التمدُّد نحو كل العواصم العربيَّة".

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق