الاعتداء على أسرى النقب.. قمع "إسرائيلي" تنفيذاً لعنصرية "بن غفير"

     الاعتداء على أسرى النقب..  قمع
تقارير وحوارات

 

غزة/ دعاء الحطاب:

يواصل الاحتلال الإسرائيلي بقيادة حكومة المتطرفين زيادة الخناق والضغط على الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، وذلك باقتحام غرفهم والتنكيل بهم والعبث بمقتنياتهم، وسحب الإنجازات التي حصلوا عليها بالإضرابات والتضحيات على مدار السنوات الماضية، في تطبيق فعلي لسياسة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والذي أوعز بتضييق الخناق على الأسرى في زيارته الأخيرة لسجن النقب.

 

وتسود حالة من التوتر الشديد في أقسام سجن النقب كافة، عقب اقتحام وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال صباح أمس الخميس، قسمي "4،3" في سجن النقب بطريقة وحشية، ونقلت أسرى القسم إلى جهة مجهولة.

 

وأجرى المتطرف "ابن غفير" الاثنين الماضي، زيارة استفزازية لسجن النقب؛ للاطّلاع على سير الإجراءات التي أقرّها بحق الأسرى، والتي تهدف إلى التضييق عليهم وسلبهم أبسط الحقوق التي حصلوا عليها بعد معارك طويلة مع إدارة السجون.

 

وتوعد الوزير المتطرف "ابن غفير" الأسرى بالاستمرار في التنكيل والتضييق عليهم، مهدّداً بفرض المزيد من الشروط وتشديد الإجراءات، وذلك خلال زيارته التي جاءت في وقتٍ تشهد فيه السجون حالة من الغليان، رفضًا لسياسات إدارة السجون العنصرية القمعية بحق الأسرى.

 

وأصدر "ابن غفير" سلسلة قرارات ضد الأسرى منذ توليه منصبه، تضمنت منع الإفراج المبكر عن الأسرى الإداريين، وإغلاق المخبز في السجن، والتقليل استخدام الحمامات والمياه إلى الحدّ الأدنى، كما ألغى علاجات الأسنان على حساب سلطات الاحتلال.

نوايا مُبيته

رئيس هيئة شؤون الأسري والمحررين قدورة فارس، أكد أن الهجمة الشرسة التي تنفذها إدارة السجون ضد الأسرى في سجن النقب الصحراوي، تبرهن وجود نوايا مُبيته لدى الاحتلال لتنفيذ جريمة بحق الأسرى وإلحاق الأذى بهم، بتعليمات مباشرة من الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.

وقال فارس لـ "الاستقلال"، إن إدارة السجون صعّدت مؤخرًا من عمليات الاقتحام في سجن النقب، وكان آخرها عملية الاقتحام التي نفّذتها وحدات كبيرة من قوات القمع (اليمّاز، ودورو، وكيتر) لقسمي (4،3)، صباح أمس بطريقة وحشية ونقلت الأسرى المحتجزين فيه إلى جهة غير معلومة.

 

وأضاف:" أن هذا الاقتحام يأتي بعد عدة أيام على اقتحام قسم (26) في سجن النقب وزيارة الوزير المتطرف بن غفير للسجن، وما رافق ذلك من تهديدات للأسرى".

 

ويذكر أن إدارة السجون الإسرائيلية نفذت عدة اقتحامات كبيرة لأقسام في سجن (النقب) منذ مطلع العام الحالي، وفرضت عقوبات جماعية على المئات من الأسرى، كان أبرزها العزل الجماعي، وفرض غرامات مالية بحقّهم، إضافة إلى عملية العزل الانفرادية، ونقل مجموعة من الأسرى بشكل تعسفي إلى سجون أخرى.

 

وأوضح أن الأسرى رفضوا الإجراءات الفاشية بحقهم، باعتبارها أنها لا تهدف لغايات أمنية ولا يوجد لها أي مبررات سوى استخدامها كوسيلة للاحتكاك والمواجهة مع الأسرى، ونافذة للممارسة القمع العنجهية بحقهم.

 

وشدد على أن الخيارات كافة مفتوحة أمام قيادة الحركة الوطنية الأسيرة، للرد على جرائم قوات القمع بحق الأسرى، وصد الهجمة الجديدة التي بدأها "بن غفير" من سجن النقب.

 

وحذر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من انفجار الأوضاع في السجون كافة في ظل استمرار التضييق على الأسرى، محملاً الاحتلال وإدارة سجونه المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى في سجن النقب بعد تعرضهم لعمليات نقل وتفتيش واعتداء وحشي.

سابقة خطيرة

وبدوره، أكد المتحدث باسم مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، محمد الشقاقي، أن الهجمة القمعية لسجن النقب، وافراغ قسمي (4،3) من الأسرى ونقلهم إلى سجون وأقسام أخرى، سابقة خطيرة تقدم عليها إدارة السجون الإسرائيلية، مشددًا على أن الحركة الوطنية الأسيرة لن تسمح بتمرير هذه الجريمة. 

 

وبين الشقاقي لـ "الاستقلال، أن إدارة السجون تهدف من وراء الإجراءات القمعية إلى إغلاق قسمي (4،3) الخيام في سجن النقب لإحداث خلل في البنية التنظيمية للحركة الوطنية الأسيرة، بالإضافة الى نزع الاستقرار وقتل الروح داخل أجساد الأسرى الفلسطينيين بالسجون.

 

وأوضح أن ما يجري في سجن النقب عبارة عن ترجمة فعلية لزيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للسجن قبل أيام، والذي أوعز بتضييق الخناق على الأسرى واقتحام غرفهم وأقسامهم.

 

وشدد على أن استعراض القوة الذي جري صباح الخميس في سجن النقب، واقتحام قوات المتسادا والحشود العسكرية الكبيرة أمام الأقسام كافة لن يرهب أسرانا البواسل ولن تنال من عزيمتهم الصلبة.

 

ونوه الى أن الحركة الوطنية الاسيرة أكدت رفضها لهذه الجريمة، وأنها ستقوم بكبح جماح الإدارة المتطرفة بكافة الخطوات والإجراءات التصعيدية النضالية.

 

وما يزال التواصل مقطوعا عن أسرى حماس والجهاد الإسلامي المتواجدين في قسم (٥) وقسم (٢٧) منذ أمس حيث أغلقت إدارة السجن القسمين عليهم. وفق الشقاقي.

خطوات تصعيدية

وأعلن أسرى تعرضوا لهجوم همجي من قوات القمع الإسرائيلية في سجن النقب، أمس الخميس، دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام.

 

وأعلنت الحركة الأسيرة، في تصريح لها، من مكتب إعلام الأسرى، إغلاق أقسام الأسرى في السجون كافة ردًا على الاعتداء الإسرائيلية المتواصلة.

وقالت الحركة الأسيرة إنها تدرس سلسلة خطوات وإجراءات تصعيدية ضد إدارة سجون الاحتلال بعد عمليات الاقتحام المتواصلة من وحدات القمع الخاصة في سجن النقب.

التعليقات : 0

إضافة تعليق