الضّفَّة المحتلَّة – غَزَّة/ قاسم الأغا:
أكَّد المُحلِّل السياسيّ المُختصُّ في الشَّأن "الإسرائيلي" جُمُعة التايه، أنَّ تصعيد كيان الاحتلال من إجراءاته العدوانيَّة ضد شعبنا الفلسطيني وأسراه، وحربه التهويديَّة في المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدَّسة، وتغوّله الاستيطانيّ بالضفَّة الغربيَّة، وكل الأرض الفلسطينية المحتلَّة؛ تعكس إمعان الكيان بحكومته الأكثر فاشيَّة وإرهابًا العبث بصواعق تفجير الأوضاع.
وقال المُحلِّل "التايه" في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" أمس الجمعة، إنَّ "الحرب الشاملة التي يشنُها كيان الاحتلال على الشعب الفلسطيني والأسرى في سجونه والأقصى ومدينة القدس وجغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلَّة يعبِّر عن برنامج وسياسات الائتلاف الحكومي لهذا الكيان برئاسة "بنيامين نتنياهو"، وأقطابه الفاشيِّين كـ "بن غفير" و"سموتريتش".
تصدير للأزمة
وأشار إلى أنَّ "الكيان يعمل على جبهات عدَّة في محاولة لتصدير أزمته الداخليَّة العميقة وغير مسبوقة الأبعاد، والبحث عن مكاسب داخلية، انطلاقاً من إرضاء جمهور المستوطنين المتطرفِّين"، مبيِّنًا أنَّ "مشروع الاحتلال القائم على اتِّخاذ كل الإجراءات لجهة تصفية المقاومة ووقف تناميها بالضفَة المحتلة باءت بالفشل الذَّريع".
وبالتركيز على الأزمة الداخليَّة في كيان الاحتلال، أوضح المُحلِّل السياسيّ المُختصُّ في الشَّأن "الإسرائيلي" أنَّ "الكيان يتمزَّق سياسيًّا واجتماعيًّا وكذلك جيش الاحتلال وبروز صراع بين مسؤوليه والمستوى السياسي؛ وعليه فإنَّ الجيش فقد جهوزيتَّه لشنِّ أيِّ تصعيد أو حرب مقبلة سواء على جبهة واحدة أو على جبهات متعدِّدة؛ ما يعمِّق من أزمة الكيان ويزعزع من جبهته الداخليَّة".
ونوَّه إلى أنَّ تطوّر المقاومة وتصاعد عملياتها بالضفَّة المحتلة؛ يفاقم من مأزق الكيان، "وبالتَّالي نحن أمام مرحلة قد تدفع الاحتلال للقيام بعدوان عسكري أوسع من عدوانه الأخير على جنين ومخيّمها، والذي لم يُحقِّق العدو من خلاله أيًّا من أهدافه المُعلنة، في القضاء على المقاومين، أو ضرب البنية التحتيَّة للمقاومة".
وفي وقتٍ سابق، نقلت وسائل إعلام عبريَّة عن مسؤولين في جيش الاحتلال اعتزامه توسيع عدوانه "بحريَّة أكبر" بالضفة الفلسطينية المحتلة، على غرار العدوان الواسع الأخير على جنين ومخيّمها مطلع يوليو/ تمُّوز الماضي.
وقال موقع "والَّلا" العبريّ إنَّ العدوان الأخير على مدينة جنين ومخيمها المُسمَّى بـ "البيت والحديقة" مُجرَّد بداية لعمليات عدوانيَّة أوسع بالضفَّة، وجنين ومخيَّمها وشمال الضفَّة خصوصًا؛ بهدف "توجيه ضربات لقواعد المقاومة وبنيتها التحتيَّة"، وفق تعبير الموقع.
وتأتي تلك التَّصريحات للمسؤولين الأمنيِّين بالكيان، على وقع استمرار العمليات الفدائيَّة الفلسطينيَّة، وتلقِّي منظومته الأمنيَّة والاستخباريَّة عشرات الإنذارات السَّاخنة عالية الخطورة عن احتمالية تنفيذ عمليَّات في الضفَّة المحتلة، وفي مدن كيان الاحتلال.
وأوضح الموقع العبريّ ذاته، أنَّ "ما حدث لمجموعة (عرين الأسود) في نابلس من عمليات اغتيال مستمرَّة؛ سنفعله ضد كتيبة جنين في جنين والمخيّم".
وأضاف: "عمليات من هذا النوع تتيح للجيش عمليات مستقبلية في قلب جنين، وصولًا للقضاء على المسلَّحين الذين بقوا في المخيم حتى لو تطلب الأمر أشهراً عدَّة".
وفي 5 يوليو/ تمُّوز الماضي، وتحت ضربات "كتيبة جنين" بـ "سرايا القُدس"؛ انسحب جيش الاحتلال من جنين ومخيَّمها بعد عدوان استمرّ يومين شارك فيه أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات.
وأسفر العدوان عن استشهاد 12 مواطنًا، منهم 4 أطفال، وإصابة عشرات المواطنين، وتدمير منازل المواطنين والبُنى التحتيِّة والطرقات وشبكات المياه والكهرباء.
استراتيجيَّة فاشلة
ورأى المُحلِّل "التايه" أنَّ "سياسات واستراتيجيَّة" الاحتلال التي يصفها بـ "الأمنيَّة" للسَّيطرة على الشعب الفلسطيني، ووأد مقاومته، ولا سيَّما المسلَّحة، فشلت أمام تمسّك الفلسطينيين بالصمُّود والمقاومة نهجًا طريقًا وحيدًا؛ لتحرير أرضهم ومقدّساتهم واسترداد حقوقهم كافَّة.
وحول دور السلطة الفلسطينية في مواجهة انتهاكات الاحتلال واعتداءاته "غير المسبوقة"، نبَّه إلى أنَّ "العَجْز أقل ما يُقال أمام هذا الدور؛ لأنَّها تبنَّت مشروع ما يُسمَّى "السلام" مع الكيان، مقابل استبعادها كل الخيارات الأخرى، إلى جانب ملاحقة واعتقال أصحاب خيار المقاومة؛ إرضاءً للاحتلال وكسباً لثقته".
لذلك فإن المطلوب من شعبنا الفلسطيني وقواه وفصائله، تعزيز احتضانهم لنهج المقاومة ودعم المقاومين وتبنّيِهم، وشحذْ كل الأدوات والوسائل والطَّاقات؛ لضمان بقاء واستمرار حالة مشاغلة ومقاومة الاحتلال ومستوطنيه على امتداد جغرافيا الأرض الفلسطينية المحتلَّة.
وفي هذا السِّياق، بيَّن "التايه" أنَّ الضفَّة المحتلَّة تشهد "ثَورة حقيقيَّة" لم يسبق لها مثيل من ناحية الظُّروف والعوامل والأدوات الرادعة للاحتلال، إذْ إنَّ الكتائب الممتدة في مختلف مدن وبلدات ومخيّمات الضفَّة، خصوصًا التابعة لسرايا القدس تعمل باستراتيجية مقاومة متواصلة استطاعت فرض معادلات وتحديَّات جديدة على الكيان.
التعليقات : 0