عكست فشلًا كبيرًا لمنظومة الاحتلال الأمنيَّة والاستخباريَّة

محلّلان لـ "الاستقلال": عملية "حوَّارة" النَّوعيَّة تَدْشين لتحوُّلات حقيقيَّة في العمل المقاوم بالضّفَّة

محلّلان لـ
تقارير وحوارات

الضفة المحتلة – غزة/ قاسم الأغا:

اتَّفق محلِّلان سياسيَّان فلسطينيَّان أنَّ عمليَّة "حُوَّارة" الفدائيَّة، التي أسفرت مساء السبت عن مقتل مستوطنين اثْنين وانسحاب منفّذيها بسلام، تدشّن لمرحلة جديدة من المقاومة "النوعيَّة والدقيقة" القادرة على مباغتة ومفاجأة الاحتلال وتجاوز كل العراقيل والمعيقات الأمنيَّة.

 

وأكَّد المحلِّلان المختصَّان في الشَّأن "الإسرائيلي" لصحيفة "الاستقلال" أنَّ عملية إطلاق النَّار بـ "حُوَّارة"؛ تعكس فشلًا كبيرًا لمنظومة الاحتلال الأمنيَّة والاستخباريَّة، وتآكل لما تُعرف بـ "قوَّة الرَّدع" لدى الكيان، الذي تعصف به أزمة داخليَّة عميقة وغير مسبوقة الأبعاد.     

 

وقُتل مستوطنين اثنَيْن، مساء أمس السبت؛ جرَّاء إصابتهما بجروح خطيرة في عمليَّة إطلاق نار قرب بلدة "حُوَّارة" جنوبيّ نابُلس، شمال الضفَّة الفلسطينيَّة المحتلَّة.

 

وذكرت هيئة الإسعاف بالكيان أنَّ "مستوطنَيْن اثْنيْن (60 و30 عامًا) قُتلا بعد إصابتهما بجروح قاتلة، في عملية إطلاق نار من سيارة مارَّة أثناء وجودهما في مغسلة للسيارات قرب منطقة حُوَّارة"، في حين أعلن جيش الاحتلال أنَّ "قوَّاته باشرت بملاحقة المشتبه فيهم بتنفيذ إطلاق النَّار، وسارعت بنشر الحواجز في المنطقة".

 

وباركت فصائل المقاومة عملية "حوارة" البطوليَّة التي أدَّت لمقتل مُستوطنَيْن اثْنين، مؤكِّدةً أنَّها رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا، والْتزام بعهد الانتقام لدماء الشُّهداء وتدنيس المُقدَّسات.

عُنصر المُفاجأة

المُحلِّل السياسيّ المُختصُّ في الشَّأن "الإسرائيلي" إسماعيل المسلماني، وصف العمليَّة الفدائية ببلدة حُوَّارة، جنوبيّ نابلس، بـ "النوعيَة والدَّقيقة"، مشيرًا إلى أنَّها العمليَّة الفدائيَّة العاشرة التي تشهدها البلدة ذاتها منذ مطلع العام الجاري؛ الأمر الذي يشكِّل استنزافًا جديدًا للاحتلال وقُطعان مستوطنيه المجرمين.

 

ورأى المحلِّل المسلماني في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، السبت، أنَّ العملية تأتي في إطار الردّ الطبيعي على جرائم الاحتلال وتغوّل مستوطنيه اللَّامتناهي ضد شعبنا الفلسطيني، ولا سيمَّا بالضفة المحتلَّة.

 

وأضاف: "عمليَّة حُوّارة امْتازت وتميَّزت بعنصر المفاجأة من ناحية التَّوقيت، الذي يمارس فيه الاحتلال عدوانًا شاملًا على شعبنا، والمسجد الأقصى والمدينة المقدسة، والأسرى الأبطال، إضافة إلى حرب الاستيطان والتَّهويد التي تطال الضفَّة الغربية".

 

ولفت إلى أنَّ هذه العمليَّة تعدُّ ضربة جديدة للمنظومة الأمنية للاحتلال، ودليل على تآكل ما يسمِّيها قوَّة الرّدع، خصوصًا وأنَّ منفذيّ العملية تمكنوا من الانسحاب من مسرح التَّنفيذ بسلام، مقابل عجز قوات الاحتلال من الوصول إليهما".

تحوُّلات حقيقيَّة

من جانبه، رأى المحلِّل المختصّ في الشَّأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن أنَّ "عمليَّة حُوَّارة تثبت مجدَّدًا أنَّ كلَّ عمليات الاغْتيال والاعْتقال التي تقوم بها قوَّات الاحتلال في مدن وبلدات ومخيَّمات الضفَّة المحتلة باتت دون جدوى، وفقدت أيّ تأثير حقيقيّ يؤدي إلى كبح الفعل المقاوم الذي أصبح يبتكر الحُلول في مواجهة تغوُّل الاحتلال وسوائب المستوطنين".

 

وقال المُحِّلل عبد الرحمن في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" السبت، إنَّ "عمليَّة إطلاق النّار بحُوَّارة لا سيما على مستوى الأداء والتَّنفيذ الذي بدا بأنَّه يقترب من الاحترافية؛ تُشير دون أدنى شكّ أنَّنا أمام مرحلة قد تشهد تحولات حقيقيَّة على مستوى طُرق عمل المقاومة، وبما يشمل أيضًا النَّتائج المترتبة عليها".

 

وتابع المحلِّل المختصّ في الشَّأن السياسي والعسكري: "بالمحصِّلة يبدو أنَّنا أمام مرحلة تجاوزنا فيها العمل المقاوم غير المُنظَّم، والذي كان يعتمد على جسارة الشَّباب المقاوم ورغبتهم في القتال فقط، إلى مرحلة تتميَّز بالتخطيط المُسبق والتَّنفيذ المحكم، وقراءة مسرح العمليَّات بشكل مهنيّ ومحترف".

 

وبدَعوى ملاحقة منفذي عملية إطلاق نار في "حُوَّارة"؛ شدَّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها في محيط نابلس، وأغلقت حاجزيّ "حُوَّارة" و"زَعْترة" العسكريَّيْن بالاتِّجاهين جنوب المدينة، وبوابة تل "المربعة"، ودوار "دير شرف" غربًا، بحسب مصادر محليَّة.

 

وأضافت المصادر ذاتها أنَّ قُوَّات الاحتلال شدَّدت أيضًا من إجراءاتها على حاجز "بيت فوريك" شرقًا، إذ يشهد أزمة خانقة؛ بسبب إجراءات التَّفتيش، كما يشهد حاجز "صرّة" العسكري تفتيشًا دقيقًا وأزمة خانقة للخارجين.

 

وأشارت إلى أنَّ بلدة "حُوَّارة" تشهد انتشارًا مكثّفًا لقوات الاحتلال التي اعتقلت ثلاثة مواطنين من داخل مغسلة مركبات في البلدة، وأجْبرت أصحاب المحلَّات التجارَّية على إغلاقها، في وقتٍ أغلقت فيه القُوّات البوابة الحديدية على مدخل بلدة "بيتا"، واقتحمت بلدات: "عوريف"، و"جماعين"، و"بيتا"، و"عينابوس"، جنوب مدينة نابلس.

التعليقات : 0

إضافة تعليق