"كسوة المدارس".. هم ثقيل على جيوب الغزيين

تقارير وحوارات

غزة/ رواء الفرا:

 

مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد لطلبة المدارس، تزداد احتياجاتهم من قرطاسية وملابس وأحذية، ما يشكل عبئا كبيرا على ذويهم خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة المحاصر.

 

وأضحت مناسبات غزة ومواسمها هماً ثقيلاً سواء على التاجر والمواطن على حد سواء، فكلاهما أصبح واقعا بين رحى صعوبة الظروف المأساوية التي يمر بها قطاع غزة بفعل ظروف الحصار وبسبب تفشي البطالة وانتشار الفقر.

 

ويواجه قطاع غزة حصارا خانقا منذ أكثر من 16 عاما، الأمر الذي أثر على الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية للأهالي، وتسبب في ارتفاع نسبة البطالة لنحو 50% الذي يعني أن نصف سكان القطاع يعيشون بلا دخل يومي، فضلا عن ارتفاع نسبة الفقر لقرابة 60% ، وتعطل نحو ربع مليون عامل ، مما يعمق الكارثة الإنسانية بالقطاع ويزيد من معاناة العمال .

 

ظروف صعبة

 

المواطنة أم تيسير البحطيطي، وهي أم لخمسة أبناء جميعهم بالمرحلة الابتدائية والإعدادية، تقول إنها وعلى الرغم من اقتراب بدء المدارس ما زالت غير قادرة على شراء كسوة وقرطاسية لأبنائها، نظرا للوضع الاقتصادي السيء، وعدم وجود دخل.

 

وتضيف المواطنة البحطيطي لـ"الاستقلال":" زوجي عاطل عن العمل، وبالكاد نستطيع توفير أدني مستلزمات الحياة من طعام وشراب، كيف سنستطيع شراء القرطاسية والملابس وغيرها؟".

وأشارت البحطيطي إلى أنها تحاول بكل الوسائل توفير ما تستطيع توفيره من مستلزمات ضرورية، لكل واحد من أبنائها، لافتة إلى أنها ستعمل على شراء جزء من الكسوة على أن تعتمد على ما تبقى من كسوة العام السابق.

 

موسم الفرح مفقود

الأم البحطيطي تسعى جاهدة إلى توفير ما يسعد أطفالها لكون أن موسم العودة للمدارس يشبه تماما بهجته الأعياد، فالجميع يرتدي الملابس الجديدة ويذهب للمدارس في أجواء من السعادة.

 

وتكمل البحطيطي بالقول:" نريد إسعاد أبناءنا وأن نشتري لهم كل شيء جديد، ولكن ليس لدينا القدرة على ذلك".

 

وأشارت إلى أنها تعتمد على المساعدات من بعض المؤسسات وأهل الخير في توفير جزء من المستلزمات المدرسية لأبنائها الخمسة لكون كواحد منهم يحتاج إلى أكثر من 200 شيكل لتوفير الكسوة كاملة له.

 

نفس المعاناة

حال المواطنة أم جمال، الأم لأربع أبناء اثنان بالمرحلة الابتدائية والاخران بالمرحلة الثانوية لا يختلف عن سابقتها والعديد من الأسر في قطاع غزة، حيث أنهم يعيشون نفس المعاناة ونفس الظروف التي تقسو يوما بعد يوم .

 

وتقول أم جمال لـ" الاستقلال" : هذا عام في منزلي ثانوية عامة، يحتاج لكسوة مدرسية بالإضافة لدروس خصوصية، بعيداً عن إخوته البقية الذين أيضا يحتاجون لكسوة مدرسية كاملة لا نستطيع توفيرها في ظل ارتفاع الأسعار وتغيير المتطلبات للطلبة الذي باتوا يطلبون مستلزمات إضافية لم تكن موجودة في السابقة. "

 

وأضافت:" زوجي يعمل بائع متجول لا تكاد يومياته تزيد عن عشرة شيكل، فلا أدرى بهذا المبلغ علينا احضار الطعام والشراب أم توفير المستلزمات المدرسية التي تفوق طاقتنا بشكل كبير.

 

ونتمنى كأي والدين تلبية جميع متطلباتهم لإسعادهم والحصول على عمل يلبي جميع احتياجات المنزل.

 

لا تلبي الطموحات

 

وكالعادة يتأمل التجار أن يعوضهم كل موسم خسائر سابقة، فالتاجر محمد نسيم صاحب محل ملابس وسط مدينة غزة، كان يتأمل أن يجني أرباح خلال موسم المدارس تعوضه عن الخسائر التي تكبدها خلال موسم عيد الأضحى.

 

ويقول نسيم لـ"الاستقلال": كنت قد استوردت بضاعة لعيد الفطر وبسبب الإجراءات على المعابر وصلت بعد العيد، قمت بعرضها في السوق مع موسم عيد الأضحى لكن لم تحقق لي نسبة مبيعات تعوضني تكلفتها".

 

ويضيف:" اشتريت بضائع تحضيرًا لموسم المدارس وها نحن ننتظر أن يرزقنا الله ويعوضنا الخسائر التي تكبدناها".

 

وعن تقييمه للحركة الشرائية، يقول نسيم:" حتى الآن الأسواق لم تشهد التحرك المطلوب، نأمل أن تشتد الحركة الشرائية مع اقتراب العام الدراسي الأسبوع القادم".

 

ولفت إلى الأسعار مترفعة نوعاً ما على المواطن الذي يعاني ظروفاً مادية صعبة ويتراوح سعر المريول ما بين 60-20 شيقل بينما البنطلون يصل ما بين 35-45 شيقل والقميص الجينز يصل إلى 40-50 شيقل، مضيفا" نحاول التأقلم مع السوق فيما يتعلق بقلة الطلب من خلال تخفيض الأسعار، لكن ذلك أيضاً لم يجد نفعاً".

التعليقات : 0

إضافة تعليق