تهدف لسرقة الأراضي والممتلكات وطرد السكان

"الخطة الخمسية" .. خديعة "إسرائيلية" لتعزيز قبضتها على القدس

تقارير وحوارات

غزة/سماح المبحوح:

يوما بعد الآخر، ينكشف زيف حكومة الاحتلال المعادية للفلسطينيين، من خلال حياكة المؤامرات والخطط الهادفة لتهويد مدينة القدس وأسرلتها على عكس ما يشاع أنها تطويرية.

 

وصادقت حكومة الاحتلال على خطة خمسية لتقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية للسنوات 2024-2028 في القدس المحتلة.

 

وجاءت المصادقة بالإجماع بعد إصرار وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، المعروف بمواقفه الفاشية والعنصرية، على إخراج البند المتعلق بتعزيز التعليم العالي للشبان المقدسيين، بمبلغ 200 مليون شيكل، من الخطة.

 

وفيما يتعلق بتعزيز التعليم العالي في القدس المحتلة، تقرر تشكيل لجنة "لمراقبة تحويل الأموال"، مؤلفة من مندوبي وزارة المالية ووزارة القدس و"تراث إسرائيل" وبلدية القدس، من أجل وضع خطة لمنح المؤهلات المطلوبة لدمج عرب شرقي القدس بالتشغيل بإنتاج مرتفع.

 

وتشمل الخطة الخمسية أيضا استثمارات في البنية التحتية والتعليم وتشجيع التشغيل والرفاه وجودة البيئة، والتزام الحكومة في هذه الخطة ببناء 2000 شقة للفلسطينيين في القدس المحتلة سنويا.

 

وبعد ضغوط مارسها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، المعروف هو الآخر بمواقفه العنصرية، ستشمل الخطة بندا يقضي بتمويل زيادة عدد أفراد الشرطة ومفتشي البلدية وإضافة كاميرات مراقبة وإقامة مراكز أخرى للشرطة في القدس المحتلة.

 

وتبلغ تكلفة بند الصحة في الخطة 98 مليون شيكل فقط، بادعاء أنها ستمول دعما للمستشفيات في القدس المحتلة وتعزيز عيادات الأم والطفل والصحة النفسية.

خطة فاشلة

سكرتير الحزب الديمقراطي العربي، وعضو لجنة المتابعة بالداخل المحتل، محمود مواسي، أكد على فشل الخطة الخمسية التي أُقرت من قبل حكومة الاحتلال لتطبيقها بالقدس خاصة شرقي المدينة، مشيرا إلى أن الخطة مجرد "استهلاك إعلامي".

 

وقال مواسي في حديثه لـ "الاستقلال" إن الخطة الخمسية أقرت ذاتها من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدار السنوات الماضية، ولم يتم تنفيذها، وبالتالي هذه المرة لن تختلف عن المرات السابقة، إذ لن يتم تطبيقها وستبقى حبراً على ورق".

 

وأضاف:" الحكومات الإسرائيلية حريصة على تجميل صورتها أمام العالم وإيهامه وإيهام الشعب الفلسطيني أنها حريصة على التطوير والبناء في أنحاء القدس كافة، لكن الواقع مغاير لما يتم الحديث عنه، فغرب القدس يختلف عن شرقها".

 

وأشار إلى الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون شرقي القدس، فهم يفتقرون لأدنى الخدمات، بنى تحتية متهالكة، تمييز عنصري بالمستشفيات والعيادات، وأيضا المعاملة السيئة التي يتلقونها في المؤسسات التعليمية والاجتماعية، كذلك المحاولات الدائمة لأسرلة وتهويد المدينة.

 

وشدد على مساعي الحكومات الإسرائيلية للنيل من المواطن المقدسي وطرده القسري من بيته وسرقة ممتلكاته ومنحها للمستوطنين.

 

 ولفت إلى انتشار المخدرات بين أوساط المقدسيين بطريقة منظمة من قبل عصابات المستوطنين، كإحدى الوسائل التي تهدف لضرب النسيج الاجتماعي والأخلاقي للمقدسيين وجعلهم ينحرفون عن بوصلة تحرير وطنهم.

تهويد القدس

الكاتب والمحلل السياسي عليان الهندي اتفق مع سابقه بأن الخطة الخمسية التي أقرتها مؤخرا حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي خطة قديمة، تحمل في مضمونها مخاطر على أهالي شرق القدس.

 

وأوضح الهندي لـ "الاستقلال" أن الخطة الخمسية قديمة وليست جديدة، حيث أقرت في العام الـ 2017، لتطويب الأراضي بهدف مصادرتها بحجة أنها أملاك غائبين، وإلغاء النوادي الرياضية واستحداث بدلا عنهم المراكز الاجتماعية، كذلك أسرلة التعليم من خلال فرض المنهاج الإسرائيلي وإلغاء الفلسطيني، وتهويد كل شيء في المدينة.

 

وشدد أن الخطة تأتي لخدمة أهداف حكومة الاحتلال غير المعلنة والتي خصصت مليارات الشواكل من أجل تنفيذها، منها زيادة الفوارق والفجوات بين شرقي القدس وغربها، وسرقة الأراضي والممتلكات وطرد سكانها.

 

وأشار إلى سياسة التمييز العنصري الممارس بحق أبناء شرقي القدس والمخططات والمؤامرات التي تحاك ضدهم، لافتا إلى أن أحياء المدينة باتت أشبه بمخيمات اللاجئين، التي تفتقر للبنى التحتية والخدمات والاعمار من البلدية ووزارة التطوير الإسرائيلية، عدا عن حملات الاعتقال والملاحقة الشرسة وفرض الغرامات الباهظة ضد شبابها.

التعليقات : 0

إضافة تعليق