تهديدات "نتنياهو" بحق داعمي المقاومة.. هروب من العجز والفشل

      تهديدات
تقارير وحوارات

غزة / معتز شاهين:

يرى مختصان بالشأن الإسرائيلي، أن تهديدات "بنيامين نتنياهو" رئيس حكومة الاحتلال باحتمال توجيه ضربة عسكرية للمقاومة في قطاع غزة أو خارج فلسطين المحتلة أو في منطقة أخرى؛ يؤكد عجزه ومنظومته الأمنية عن مواجهة موجة العمليات الفدائية بالضفة الغربية المحتلة.

 

وأجمع المختصان في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، أن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بدعم الفصائل الفلسطينية، محاولة يقودها "نتنياهو" من أجل تعويم حالة الفشل الأمني والعملياتي، والتهرب من استحقاق أن جرائم المستوطنين السبب في تصاعد تلك العمليات.

 

وصعد مؤخراً رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادته العسكريون لغة التهديد والوعيد ضد الجهات الداعمة والمساندة لعمليات المقاومة في الضفة الغربية، والتي أدت خلال الأيام الماضية إلى قتل 3 مستوطنين وإصابة عد آخر بجراح مختلفة.

 

وألمح نتنياهو خلال تصريحات برفقة وزير جيش الحرب "يوآف جالانت"، من موقع عمليّة الخليل إلى أن إيران تقف خلف عمليات المقاومة، من خلال دعمها حلفاءها من الفصائل.

 

وقال "نتنياهو": "نعيش ذروة عمليات يتم توجيهها ودعمها عبر إيران وحلفاءها في المنطقة، نعمل على مدار الساعة للوصول لمنفذي العمليات ومن يحاول قتل مواطني إسرائيل وسنحاسب القريبين والبعيدين".

 

وكانت كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس الثلاثاء، أن جيش الاحتلال قريب من تنفيذ ما يعرف بضربة استباقية أو "نشاط عملياتي" كبير في خارج فلسطين أو في قطاع غزة. بحسب قولها.

 

وقال مراسل القناة 12 العبرية نير دفوري: "إن "إسرائيل" على وشك تنفيذ ما أسماه بـ"نشاط عملياتي كبير" في خارج فلسطين أو في قطاع غزة، بعيداً عن الحديث عن عملية عسكرية كبيرة وموسعة في الضفة المحتلة والتي تشكك المصادر الصهيونية بنجاعتها".

عجزه منظومته الأمنية

ويرى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلية نهاد أبو غوش، أن تهديدات "بنيامين نتنياهو" رئيس حكومة الاحتلال باحتمال توجيه ضربة عسكرية للمقاومة في قطاع غزة أو خارج فلسطين المحتلة أو في منطقة أخرى؛ يؤكد عجزه ومنظومته الأمنية عن مواجهة موجة العمليات الفدائية بالضفة الغربية المحتلة.

 

وقال أبو غوش لـ" الاستقلال" أن اتهام رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، إيران بالوقوف خلف العمليات الفدائية بالضفة المحتلة، محاولة لتعويم حالة الفشل الأمني والعملياتي في مواجهة العمليات الفدائية في الضفة، وكذلك محاولة لامتصاص حالة الغضب الشديد لدى لمجتمع "الإسرائيلي".

 

وأكد ، أن كل ما يجري من عمل مقاوم في أنحاء الضفة الغربية المحتلة هو متوقع لكونه رد طبيعي على جرائم الاحتلال.

 

وقال: "إن الأداء السياسي والأمني للاحتلال فيه كثير من نقاط الضعف والفشل، لذلك هو يحاول أن يلفت الأنظار إلى تهديدات خارجيه، تارة يلقى التهم على إيران وحزب الله، وأخرى إلى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بغزة". 

 

وأَضاف أبو غوش، أن تهديدات الاحتلال التي تصدر عقب تنفيذ أي عمل مقاوم هي فارغة المضمون، بدليل التقييمات والمؤشرات التي صدرت مؤخراً أن حكومة "نتنياهو"، تعتبر أكثر الحكومات فشلا في تاريخ الاحتلال من حيث توفير الأمن الشخصي".

 

وأعلنت القناة 12 العبرية، في وقت سابق، حصيلة القتلى "الإسرائيليين" منذ بداية العام الجاري 2023 جراء العمليات الفلسطينية المقاومة في الضفة الغربية المحتلة أو صواريخ المقاومة في قطاع غزة، إلى 34 قتيلاً، منهم 28 بعمليات إطلاق نار، و4 في هجمات دهس، و1 طعن، و1 بصاروخ من غزة.

 

ولم يستبعد المختص أبو غوش، أن يفرض الاحتلال خلال الفترة المقبلة حصار خانق ومزيد من العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني، قد تصل الى معاقبة السلطة الفلسطينية، واجتياح كامل للمناطق المصنفة (أ) بالضفة الغربية.

 

ولفت إلى أن خيار تصدير الأزمة إلى الخارج سواء اتجاه إيران أو حزب الله اللبناني وارد لدى حكومة الاحتلال وهي تعمل عليه إعلاميا الآن عبر تصريحات قادتها السياسيين والعسكريين، ولكن هذا الخيار كلفته باهظة جداً، في ظل تنامي القدرات العسكرية لمحور المقاومة في المنطقة، وعدم مقدرة "إسرائيل" فتح أكثر من جبهة.

 

هروب نحو التصعيد

ومن جهته، قال المختص بالشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، إن الاحتلال يعمل على نقل أزمته المتعلقة بالعمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة الى أطراف خارجية، في محاولة للتهرب من استحقاق أن جرائم الاحتلال ومستوطنيه هو السبب الرئيسي في تصاعد العمليات الفدائية بالضفة.

 

وأَضاف فروانة لـ "الاستقلال"، أن الاحتلال يعيش مأزق كبير بفعل العمليات الفدائية النوعية التي أصبحت تُنفذ على فترات متقاربة، الامر الذي دفع "بنيامين نتنياهو" البحث عن مخرج لأزمته بتوجيه أصابع الاتهام نحو إيران وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في غزة.

 

وأوضح، أن الاحتلال يبحث عن مُبرر لتدهور الأوضاع بالضفة المحتلة، وهو يبذل جهدا حثيثاً من أجل ربطها بأطراف خارجية تتمثل في إيران وفصائل المقاومة في غزة، متوقعاً أن يقود ذلك الى حملة تصعيد عسكري ضد القطاع على غرار معركة "ثأر الأحرار"، لكون أنه فشل سابقا في تحقيق أهدافه خلال اجتياح جنين في يوليو.

 

وأشار فروانة، إلى أن "نتنياهو" يتعرض لضغوطات شديدة من قبل الجمهور "الإسرائيلي"، وزادت حدتها عقب عملية الخليل أول أمس الأحد، ولذلك هو يبحث عن مخرج لأزمته، لافتا إلى أن برنامج حكومة "نتنياهو" جاء تحت عناوين "إعادة الامن الشخصي للجنود والمستوطنين"، الأمر الذي فشل في تحقيقه حسب المؤشرات والتقييمات الأخيرة لوسائل اعلام عبرية.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق