جغرافيا المقاومة تتمدد

عودة الخليل لواجهة العمل المقاوم.. تؤرق الاحتلال وتفاقم من أزمته الأمنية

عودة الخليل لواجهة العمل المقاوم.. تؤرق الاحتلال وتفاقم من أزمته الأمنية
تقارير وحوارات

 

الخليل-غزة / معتز شاهين:

لا يخفى على أحد الممارسات العدائية الميدانية التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والتي على أثرها تحركت الروح الثورية للشعب الفلسطيني في مقدمتها العمل العسكري المقاوم الذي انتقل مؤخرا من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها.

 

وشهد جنوب الضفة سلسلة من العمليات الفدائية كان آخرها عملية إطلاق النار، يوم الأحد الماضي، قرب مستوطنة "كريات أربع" بالخليل، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجراح خطيرة، وسط مخاوف لدى منظومة أمن الاحتلال من عودة الخليل لواجهة العمل المقاوم من جديد.

 

وكشفت قناة "كان" العبرية مساء الاثنين، بأن هناك مخاوف في المنظومة الأمنية من تصاعد وتيرة العمليات في منطقة الخليل.

 

وقال المراسل العسكري للقناة "روعي شارون": "إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تخشى من زيادة نشاط المقاومة في مدينة الخليل وظهور المقاومين فيها وتنفيذ العمليات ضد المستوطنين وجنود الاحتلال".

 

وحسب "شارون" فأن 80%؜ من العمليات خلال الفترة الماضية تركزت في مناطق نابلس وجنين والخشية الآن من انتقالها جنوباً.

فشل أمني "إسسرائيلي"

وأرجع الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، خشية الاحتلال من عودة الخليل لواجهة العمل المقاوم من جديد، بسبب الحجم الجغرافي والديموغرافي وتنوع التضاريس فيها، الأمر الذي يُمكّن المقاومين من تنفيذ عمليات فدائية، ومن ثم الانسحاب من المكان والقدرة على التخفي.

 

وقال الصباح لـ "الاستقلال"، إن الاحتلال أغرق مدينة الخليل، بالسلاح بهدف زرع بذور الفتنة فيها، وإلهاء أهلها بالنزاعات الداخلية، وتحييدها عن مواجهة الاحتلال، لكنه اليوم أصبح يخشى من تحويل الصراع من مواجهات بالحجارة إلى معارك بأسلحة يتزايد انتشارها يوما بعد يوم.

 

وأَضاف، أن خشية الاحتلال لا تُكمن في عودة الخليل وحدها لوجهة العمل المقاوم، وإنما الخشية الحقيقة تُكمن في الداخل الفلسطيني المحتل، بسبب استمرار الجريمة المُنظمة والتي تفتك بالفلسطينيين هناك دون أن يقدم الاحتلال شيئا للحد منها.

 

وبيّن الصباح، أن انتقال العمليات الفدائية من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، أفشل محاولات الاحتلال في تحييد تلك المنطقة عن ساحة المواجهة، لافتاً إلى أن التحذيرات الأمنية "الإسرائيلية" تدق الآن ناقوس الخطر الشديد إزاء تحرك مدينة الخليل لما تحتويه من حاضنة شعبية ضخمة للمقاومة قد تتحول من مؤيد للفعل المقاوم إلى مبادر ومنفذ له بأي لحظة.

 

وأكد، أن الاحتلال يعيش الآن أزمة حقيقة خاصة بعد عمليتي (حوارة والخليل) الأخيريتين، وسيبحث عن أعمال عنيفة تتعدى الضفة المحتلة، قد تصل إلى معركة خارجية، لاعتقاده أن ذلك قد يجلب اتفاقاً دوليا ينهي حالة التوتر السائدة في الضفة.

 

 

ولفت المحلل السياسي، إلى أنه بفعل عمليات المقاومة الناجحة، بدأت تعلو أصوات داخل كيان الاحتلال تنادي بالبحث عن حل سياسي كون أن الحل الأمني لا يجلب حلاً، ما يدفعنا كفلسطينيين أن نراكم على الفعل المقاوم، عبر تشكيل برنامج مقاوم وسياسي وطني واحد مُوحد لكل الشعب الفلسطيني وقواه، هدفه استمرار تلك العمليات.

تمدد جغرافيا المقاومة

 

بدوره، لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن تمتد وتتسع رقعة العمليات الفدائية وأن تصل إلى جنوب الضفة الغربية المحتلة وخاصة مدينة الخليل، سيّما وأن جرائم الاحتلال ومستوطنيه تتصاعد يوما تلو الآخر ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

وأتفق عوض خلال حديثه مع "الاستقلال"، مع سابقه بالقول: "إن اشتعال المقاومة المسلحة في الخليل، يؤرق الاحتلال ويفاقم من أزمته الأمنية، ارتباطاً بالحجم الجغرافي والديموغرافي للمدينة، الأمر الذي سينعكس على الاحتلال ويدفعه إلى حشد عدد كبير من قواته إلى جنوب الضفة".

 

وأضاف، أن أبرز التحديات التي يواجها الاحتلال في مدينة الخليل هو وجود (500) مستوطن داخل المدينة، و(5000) مستوطن في محيطها في أكثر من مستوطنة يجعلهم صيداً سهلاً لرجال المقاومة الفلسطينية.

 

ولفت عوض، إلى أن عودة الخليل لواجهة العمل المقاوم يقلق الاحتلال جداً، لأن انتقال المقاومة المسلحة بقوة من شمال الضفة ووسطها إلى الجنوب، يضع الاحتلال أمام انتفاضة مسلحة وجماهيرية تعم أرجاء الضفة الغربية كافة.

 

وأشار المحلل السياسي، إلى أن الخليل لها تاريخ حافل بالمقاومة وأن تحريك خلاياها ليس بالأمر الصعب، وأن خيارات الاحتلال محدودة، وهو ما عكس فشله في جنين ونابلس وطولكرم، لافتاً إلى أن استخدام ذات الأدوات بالخليل سيراكم ذات الفشل.

 

وارتفع عدد قتلى عمليات المقاومة المنطلقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة منذ بداية العام الجاري إلى 34 قتيلاً، مقارنةً مع 33 قتيلًا في العام الماضي بأكمله، منهم 28 بعمليات إطلاق نار، و4 في هجمات دهس، و1 طعن، و1 بصاروخ من غزة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق