يحمل تداعيات خطيرة

مختص لـ"الاستقلال": مخطط زيادة عدد المستوطنين يؤكد مضي الاحتلال في السيطرة الكاملة على الضفة 

مختص لـ
تقارير وحوارات

 غزة/ دعاء الحطاب:

أكد المختص في شؤون الاستيطان علاء الريماوي، أن مخطط الاحتلال لزيادة أعداد المستوطنين في شمال الضفة الغربية من حوالي 170 ألفا حاليا إلى مليون مستوطن في العام 2050، جزء لا يتجزأ من سلسة المشاريع الاستيطانية التي تُنفذ على عدة مراحل، من خلال التعاون الوثيق ما بين المستوى السياسي والعسكري بالكيان الصهيوني وبين المستوطنين.

 

وعد الريماوي لـ "الاستقلال"، أن المخطط الاستيطاني هو بمثابة حلقة من حلقات الضم التدريجي الفعلي والمُعلن للضفة الغربية، مشيراً الى أن الاحتلال يضم 60% من مساحة الضفة وهي المناطق المصنفة "c"، واليوم يسعي لتعزيز دائرة السيطرة لمنع البناء في باقي المناطق وتوسيع الاستيطان بشكل أكبر.

 

وأوضح أن الاحتلال يسعي من وراء مخططه إلى توسيع المشروع الاستيطاني ووأد "حل الدولتين"، وصولاً لفرض سيادتها الكاملة على أراضي الضفة الغربية.

 

تغيير الطابع الديمغرافي

 

وبين أن الاحتلال يهدف الى تغيير الطابع الديمغرافي بالضفة، بحيث يغلُب عدد المستوطنين على عدد السكان الفلسطينيين البالغ عددهم 303,200، لذا يعمل رئيس الحكومة على تنفيذ مخطط لبناء مئات الوحدات الاستيطانية خلال السنوات الثلاث القادمة واستدعاء أكثر من نصف مليون مستوطن للضفة.

 

ولفت الى أن قضاء الاستيطان بكافة أبعاده السياسية والمهنية والاقتصادية أخذ الشرعية المُطلقة من حكومة الاحتلال التي تعمل دائماً على فتح أفاق كبيرة على مستوى الوجود الاستيطاني بالضفة الغربية.

 

وأوضح أن المشاريع الاستيطانية باتت تأخذ منعطفاً خطيراً للغاية، حيث باتت تضم قضاءً جغرافياً وديمغرافياً يتحرك باتجاه تعزيز تواجد الاستيطان على مساحات كبيرة ومختلفة، مما يجعل الأمر حقيقياً وليس مجرد تخمين.

 

تداعيات خطيرة

 

وحذر من التداعيات الخطيرة المٌترتبة على تنفيذ المخطط الاستيطاني، والتي تتمثل بتقسيم الأراضي الفلسطينية سياسياً وجغرافياً، وقطع الاتصال المباشر بين المدن الفلسطينية، والقضاء على فرص قيامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، إضافة الى نسف الحديث عن أفاق التهدئة بالأراضي الفلسطينية.

 

وأكد على أن مؤسسات المجتمع الدولي ومجلس الأمن لا يمكن التعويل عليهما في مسار مواجهة توسع الاستيطان بالضفة الغربية وسياسات الضغط على الاحتلال الاسرائيلي، باعتبار مواقفهما لا تتجاوز الإدانة والاستنكار، مبيناً أن المقاومة الفلسطينية والاشتباك الشعبي مع الاحتلال السبيل الوحيد الذي يمكن التعويل عليه لوقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية كافة.

 

وشدد على ضرورة أن تقرأ القيادة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني المشهد بدقه وفهم حالة الاستيطان ومستقبل الضفة الغربية، والتحرك ضمن قواعد المواجهة مع الاحتلال على أساس "قاعدة البقاء".

 

وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، الأربعاء الماضي، عن تقديم قادة المستوطنين "خطة طموح لزيادة عدد السكان الإسرائيليين شمال الضفة الغربية"، من حوالي 170 ألف نسمة إلى مليون بحلول عام 2050.

 

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه تم تقديم الخطة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتتضمن إنشاء مدن جديدة ومناطق صناعية توفر فرص عمل ومستشفى ومطاراً. وأشارت إلى أن رئيس مجلس المستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان، هو من بادر بإعداد الخطة، باعتبارها تمثل "حلا لمشكلة النقص بالمساكن في إسرائيل".

 

وقالت الصحيفة إن مجموعة من المهندسين والمعماريين وغيرهم من المهنيين "عملوا على الخطة خلال العام الماضي، بعد مناقشة مبادئها التأسيسية مع مئات من قادة المستوطنات".

 

وأضافت أن الخطة "تتضمن توسيع المستوطنات القائمة لتصبح مدنا، إضافة إلى إنشاء مدن جديدة، على أن تربط خطوط القطارات الضفة الغربية بوسط وشمال إسرائيل".

التعليقات : 0

إضافة تعليق