غزة / قاسم الأغا:
حَذَّر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلَّل، الاحتلال "الإسرائيلي" من مغبَّة لجوئه لتفعيل الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلَّة أو خارجها، في ظلِّ عجزه عن إيقاف العمليات الفدائية وتنامي الانتفاضة المسلَّحة بالضفَّة الغربيَّة.
وقال المدلَّل في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، أمس الجمعة، "إنَّ تهديدات العدوّ الصهيوني اليائسة والجوفاء بالعودة إلى الاغتيالات قديمة جديدة، لا يمكن أنْ تخيف المقاومة وتدفعها للتراجع أو تؤثِّر على دافعيّتها، بل ستجعلها أكثر قوَّة وعزمًا على الاستمرار في مشاغلة وضرب الاحتلال ومستوطنيه بكل الأرض الفلسطينية المحتلَّة".
وأوضح أنَّ "تلك التهديدات التي يعيد الاحتلال التَّلويح بها مجدّدًا تأتي ضمن محاولاته إعادة الثقة المفقودة بين جمهور المستوطنين ومسؤوليهم"، مضيفًا أنَّ "ذلك الجمهور فاقد للثّقة ويشهد حالة من التفكّك على المستويات كافَّة".
وكان "كابينت" الاحتلال "الإسرائيلي"، خَوَّل رئيس حكومته "بنيامين نتنياهو"، ووزير حربه "يوآف غالانت"، اتِّخاذ خطوات تستهدف المقاومين و"مرسليهم"؛ ردًّا على تصاعد العمليات الفدائية في الضفَّة الفلسطينية المحتلَّة.
وجاء قرار "الكابينت" بعد اجتماع عقده الثلاثاء الماضي، في جلسة استمرّت ثلاث ساعات، بحسب بيان صادر عن مكتب "نتنياهو"، فيما يرجِّح سياسيون ومراقبون فلسطينيون أنَّ القرار "ضوء أخضر" للبدء بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينيَّة بالضفَّة المحتلَّة وقطاع غزة والخارج.
يأتي ذلك في وقتٍ تستعد فيه المنظومة الأمنية والعسكريَّة لموجة واسعة من العمليات الفدائيَّة، ولا سيَّما عمليات إطلاق نار "نوعيَّة وقاتلة" ضد أهداف لقوات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف مدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة المحتلة.
توسيع دائرة المقاومة
وهنا، جدَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي التأكيد على موقف حركته بضرورة توسيع دائرة المقاومة في الضفَّة المحتلة، كونها محطّ الاشتباك الحقيقي وبداية النّهاية للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين؛ لذا فإنَّه من الطبيعي اتّساع المقاومة في كل الضفَّة".
وتابع أنَّ "المقاومة بالضَّفة وصلت إلى مستوى تطوُّر نوعي في التخطيط والتنفيذ والمباغتة والإرادة والجرأة في ضرب عمق الكيان، بالرغم من حالة الاستنفار والتأهّب الكبيرَين لدى منظومة الاحتلال الأمنيَّة والعسكريّة"، منوِّهًا إلى أنَّ "مقاومة الضفَّة فرضت على العدّو هاجسًا وإرباكًا وقلقًا وجوديًّا حقيقيًّا على الكيان".
يعكس حجم الفشل
في السِّياق، أشار المدلَّل إلى أنَّ ملاحقة واعتقال قوات الاحتلال قادة "الجهاد الإسلامي" ومقاوميها بالضفَّة المحتلة، وآخرهم المحرَّر القيادي ماهر الأخرس؛ يعكس حجم الفشل الكبير للمستويين السياسي والأمني في الكيان، أمام تصاعد المقاومة وتمدد مراكزها من شمال الضفة حتى وسطها وليس انتهاءً بجنوبها.
وقال إنَّ اعتقال الاحتلال للقيادي الأخرس؛ يأتي بفعل الضربات التي يتعرض لها العدوّ الصهيوني من المقاومة ومقاتليها بالضفَّة، الذين استطاعوا اختراق المنظومة الأمنية والعسكريّة للعدوّ، ويواصلون مفاجأته بمزيد من العمليات الفدائيَّة النوعيَّة؛ ردًّا على حرب الإبادة والتَّهويد الشاملة التي تطال شعبنا ومقدّساته وكل جغرافيا أرض فلسطين التاريخيَّة المحتلَّة.
وأضاف أنَّ المقاومة لن تتوقف عن ردع وإيلام الاحتلال ومواصلة استنزاف قوَّاته وقُطعان مستوطنين الإرهابيّين، مؤكِّدًا أنَّ "نتنياهو وحكومته الفاشيَّة الفاشلة فشلوا في إعادة ما يصفوه بقوَّة الرَّدع، التي أهدرتها المقاومة بضرباتها المتلاحقة".
وفي هذا الصدَّد، شدَّد على أنَّ "الملاحقات والاعتقالات من الاحتلال لقادة ومقاتلي الجهاد الإسلامي والمقاومة بالضَّفَّة المحتلة محاولات يائسة لإنهاء المقاومة واجتثاثها؛ إلَّا أنَّه ورغم كل تلك المحاولات والإجراءات الإجرامية للعدوّ فإنَّ مقاومة شعبنا في حالة اتِّساع وقوَّة، وترسَّخت في وعيه وأدائه على الأرض، وباتت هي خياره الوحيد".
ولفت إلى أنَّ "كيان الاحتلال يعيش حالة ضعف وتراجع في قوَّة ردعه، واستطاعت المقاومة أنْ تصنع معادلة توازن الرعب مع الكيان الصهيوني؛ الذي يتخبّط ويحاول أنْ يعكس فشله وعجزه أمام المقاومة عبر الملاحقات والاعتقالات والإعدامات وغيرها من الجرائم ضد أبناء شعبنا".
إجراءات مشابهة للاحتلال
وأدان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي مواصلة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفَّة ملاحقتها واعتقالها للمقاومين والأسرى المحرّرين وطلبة الجامعات وأصحاب الرَّأي، والتي تتزامن مع إجراءات مشابهة للاحتلال، مشدِّدًا على رفضه تلك الانتهاكات من السلطة، ووجوب الكفّ عنها.
وقال: "نرفض اعتقالات السلطة التي لا تخدم إلَّا العدو الصهيوني، وهي وصمة عار على جبينها، ونؤكِّد أنَّها لن تفتّ في عضد المقاومين، بل على العكس تمامًا ستدفعهم نحو مزيد من العمل المقاوم"، مبيّنًا أنَّ تصعيد المقاومة عملياتها بالضفَّة الردّ الأمثل على السلطة وسياساتها الممنهجة.
التعليقات : 0