رام الله – غزة/ قاسم الأغا:
أكَّد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين سعيد نخلة، إنَّ كل انتهاكات الاحتلال وإجراءاته العدوانية التي تستهدف شعبنا الفلسطيني وأرضه مقدَّساته وحقوقه كافَّة لن تفلح بفرض سياسة الأمر الواقع عليه، وتدفعه للتراجع عن مواصلة طريق المشاغلة والمقاومة.
وقال القيادي نخلة من الضفَّة المحتلة في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"،الثلاثاء، "إنَّ تصعيد الاحتلال غير المسبوق على شعبنا، ولا سيَّما في السنوات الأخيرة؛ يعكس المأزق الحقيقي لديه؛ بفعل عمليات المقاومة وتمدّدها لتطال مدن الضفَّة كافَّة، وصولًا إلى ضرب عمق الكيان.
وأضاف: "على كيان الاحتلال أن يعي بأنَّ كل إجراءاته العدوانية وسياساته التهويدية والاستيطانية سترتدّ عليه وعلى مستوطنيه نارًا وجحيمًا، ولن تُولّد إلَّا مزيدًا من المقاومة"، مشيرًا إلى أنَّ موازين القوى بدأت تتغير لصالح شعبنا الفلسطيني، وهذا ما تثبته الانتفاضة المسلَّحة التي تشهدها الضفَّة المحتلَّة.
وشدَّد على أنَّ تمسك شعبنا الفلسطيني بالمقاومة سبيلًا وحيدًا لمقارعة الاحتلال دليل على أنَّه شعب حيّ لن يموت، ولن يقبل الاستسلام أو التَّسليم للاحتلال والتعايش معه، كما يفعل البعض، في إشارة منه إلى السلطة الفلسطينية والمسؤولين المتنفّذين فيها.
وفي هذا الصَّدد، ندَّد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي بمواصلة أجهزة أمن السلطة سياسة التنسيق والتعاون الأمني مع كيان الاحتلال، وملاحقتها واعتقالها للمقاومين بالضفَّة المحتلَّة، داعيًّا إيَّاها إلى التراجع عن كل السِّياسات التي تشكل خدمة ومصلحة للكيان.
وقال: "على السلطة وأجهزتها الأمنية الانحياز إلى شعبنا ومقاومته ووقف أشكال الاستدعاء والملاحقة والاعتقال للمقاومين الشُّرفاء، خصوصًا أنَّها تتزامن مع هجمة الاحتلال المسعورة لوقف الانتفاضة المشتعلة بالضفة ووأد فكرة المقاومة".
وأشادَ بحالة الاحتضان الشعبي الواسع للمقاومة في كل جغرافيا فلسطين التاريخية المحتلة، موضحًا أنَّ هذه الحالة التي تتنامى وتتصاعد بشكل كبير، ولا سيَّما في مدن وبلدات ومخيمات الضفَّة تشكّل سيفًا للمقاومين ودرعًا حاميًا لهم.
محمل الجدّ
أما بشأن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة في فلسطين المحتلة وخارجها، على وقع تصاعد العمليات الفدائية بالضَّفة، فقد حذَّر القيادي نخلة العدوّ من مغبَّة عودته لسياسة الاغتيالات، مؤكِّدًا ضرورة أخذ كل ما يهدِّد أو يلوّح به الكيان على محمل الجدّ.
وأضاف: "من الضروريّ جدًّا أنْ تتعاطى قيادة المقاومة مع هذه التهديدات بالحيطة والحذر والجدّية الكاملة تحسبًا لغدر الاحتلال، والتجهّز لرد قوي ورادع له، حال لجوئه لأيَّة حماقات".
وكان "كابينت" الاحتلال، خَوَّل رئيس حكومته "بنيامين نتنياهو"، ووزير حربه "يوآف غالانت"، اتِّخاذ خطوات تستهدف المقاومين و"مرسليهم"؛ ردًّا على تصاعد العمليات الفدائية في الضفَّة الفلسطينية المحتلَّة.
وجاء قرار "الكابينت" بعد اجتماع عقده الثلاثاء الماضي، في جلسة استمرّت ثلاث ساعات، بحسب بيان صادر عن مكتب "نتنياهو"، فيما يرجِّح سياسيون ومراقبون فلسطينيون أنَّ القرار "ضوء أخضر" للبدء بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينيَّة بالضفَّة المحتلَّة وقطاع غزة والخارج.
يأتي ذلك في وقتٍ تستعد فيه منظومة الكيان الأمنية والعسكريَّة لموجة واسعة من العمليات الفدائيَّة، ولا سيَّما عمليات إطلاق نار "نوعيَّة وقاتلة" ضد أهداف لقُوَّات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف مدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة المحتلة.
مسار "خيانيّ"
في سياق آخر، أدانَ القيادي بحركة الجهاد الإسلامي استمرار مسلسل التَّطبيع بين أنظمة عربيَّة رسميَّة، واستعداد أخرى للانخراط في هذا المسار "الخياني" الذي لا يخدم إلَّا كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، منوِّهًا إلى أنَّ "التَّطبيع" يخالف إرادة شعوب الأمَّة العربيَّة والمسلمة التي تثبت رفضها القبول بفكرة التَّعايش مع هذا الكيان المجرم.
وهنا، أشار إلى الضغوط الشعبية في ليبيا التي أفضت إلى إقالة وزيرة خارجيَّة البلاد من منصبها، بعد لقائها بوزير الخارجية في كيان الاحتلال، مطالبًا بوجوب تصعيد حالة رفض الشعوب وأحرار العالم للتَّطبيع أو أيَّة خطوات تصبّ في هذا الاتِّجاه.
وبعد موجة غضب واحتجاجات شعبيَّة واسعة، قرَّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبيَّة عبد الحميد الدبيبة، الأحد، وَقْف وزيرة الخارجيَّة "نجلاء المنقوش" عن العمل احْتياطيًّا وأحالها للتحقيق على خلفية لقائها التطبيعيّ مع وزير خارجية الكيان "إيلي كوهين" في إيطاليا.
وجاء القرار بعدما كشفت خارجية الاحتلال في بيان لها الأحد، عن اجتماع وصفته بـ "السِّري"، عُقد بين "كوهين" و"المنقوش" في العاصمة الإيطاليَّة روما الأسبوع الماضي، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسميَّة بين البلدين.
التعليقات : 0