فقدان الأمن.. شعور يُلازم المستوطنين بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية

فقدان الأمن.. شعور يُلازم المستوطنين بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية
تقارير وحوارات

غزة / معتز شاهين:

لا تتوقف خسائر الاحتلال "الإسرائيلي" عند عدد القتلى والأضرار المادية، جراء عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حيث أخذت تبعات أكثر تأثيراً ترافق الحياة اليومية للشارع الإسرائيلي وجمهور المستوطنين.

 

الخوف، وفقدان الشعور بالأمان عند الخروج ليلاً، كلتاهما ارتفعت نسبتهما لدى الجمهور "الإسرائيلي" في ظل استمرار العمليات الفدائية، حسب أحدث استطلاع للرأي العام في "إسرائيل".

 

وخرج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، بـ"نتيجة صادمة"، وهي الانخفاض الكبير في نسبة الشعور بالأمن، إذ أجاب 55% من المستطلعة آراؤهم أن شعورهم بالأمن انخفض بشكل كبير، بالمقارنة مع ما نسبته 41% العام الماضي. ويرى مختصون أن رقعة وحدة العمليات الفدائية في المناطق الفلسطينية المحتلة، اتسعت بفعل جرائم الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. وبين هؤلاء في أحاديث مع "الاستقلال"، أن الاحتلال يعيش حالة من القلق والرعب من تصاعد أعمال المقاومة في الضفة، مشددين على أنه لن يفلح في خفض تلك العمليات أو وأدها لكونها خياراً شعبياً لمواجهة إرهاب جيشه وقطعان مستوطنيه.

 

أزمة الثقة

 

بدوره أكد الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي د. هاني العقاد، أن الاحتلال "الإسرائيلي" وقادته ومستوطنيه يعيشون في قلق ورعب كبيرين عقب العمليات النوعية التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلتان.

 

وقال العقاد في حديث لـ "الاستقلال"، إن الاستطلاع "الإسرائيلي" أظهر حالة فقدان الامن لدى الجمهور "الإسرائيلي"، وهذا يعطي دلائل مؤكدة بان دولة الاحتلال، وحكومة "نتنياهو"، فاشلة سياسياً وأمنياً على المستوى الداخلي.

 

وأَضاف، أن نتائج الاستطلاع عكست حالة حقيقية يعيشها المستوطنون في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأن منظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية، لا تستطيع بكل ما تمارسه من عمليات اقتحام واغتيال وهدم للبيوت أن تردع الفلسطينيين من أجل توفير الامن "للإسرائيليين".

 

وشدد العقاد، أنه لا يُمكن تحقيق الامن داخل دولة الاحتلال في ظل عدم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وتزايد أعمال الاستيطان والتهويد والضم واقتحام المسجد الأقصى المبارك.

 

وذكر، أن المقاومة الفلسطينية، استطاعت أن تحدث هزة في الثقة بين الجمهور "الإسرائيلي" والمنظومة الأمنية والعسكرية بالكيان خاصة أن الأخيرة فشلت في تحقيق أي شيء رُغم انها تستخدم اقصى ما تملك من قوة ضد الفلسطينيين.

 

وبين العقاد، أن المنظومة الأمنية بالكيان تأخذ الشارع "الإسرائيلي"، إلى مربعات التوتر مشدداً على أن ذلك لا يصاحبه بالمطلق هدوء وأمن واستقرار، وأن الذي يدفع الثمن دائما جمهور المستوطنين.

 

وأشار المختص إلى أن حكومة "نتنياهو" لا تريد ان تحقق الامن والاستقرار، بل تسعى إلى تحقيق مشروعها الصهيوني الخاص بحيث تبقى على رأس الهرم السياسي "الإسرائيلي" وإن كان على حساب المستوطنين.

 

نتائج عكسية

 

وقال الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، إن حكومة الاحتلال بزعامة "بنيامين نتنياهو" فشلت فشلا ذريعا في توفير الامن والأمان للجمهور "الإسرائيلي"، كما تحدثت في برنامجها الانتخابي واتهمت حينها حكومة "يائيرلابيد" وقبلها "نفتالي بينت"، بأنها أضعفت القدرات الأمنية في جيش الاحتلال.

 

وأضاف فروانة في حديثه لـ "الاستقلال"، أن استمرار العمليات الفدائية في الضفة والقدس، انعكس على المستوطنين وجعلهم يفقدون الشعور بالأمان، لكون هذه العمليات أصبحت تتم في فترات متلاحقة، وتحقق إصابات وقتلى.

 

وأوضح أن شعور المستوطنين دوماً بالخوف والهلع وأن تكون الطرقات غير آمنة لهم، صنع أزمة ثقة بينهم، وبين المنظومة الأمنية والعسكرية حيال استمرار العمليات الفدائية وقدرتها على القضاء عليها.

 

وشدد فروانة، أن أكثر ما يرعب قادة الاحتلال والمستوطنين، هو حالة الإلهام التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني الذين ينفذون عمليات نوعية في قلب دولة الاحتلال لتكون ردا مباشرا على كل جريمة جديدة يرتكبها بحق أبنائهم وارضهم ومقدساتهم.

 

وذكر "الإجراءات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين جلبت نتائج عكسية على المستوطنين وجعلتهم يفقدون الشعور بالأمن، لكون الاحتلال يبحث عن الحل العسكري، وأن الفلسطينيين يتعاملون بردة الفعل الفورية".

 

ولفت المختص إلى أن اتساع رقعة العمليات الفدائية وإلحاق الخسائر المادية والبشرية بين جنود الاحتلال في الضفة، رسالة واضحة للاحتلال ومستوطنيه بأن لا فرصة لهم للعيش بسلام وأمان واستقرار على أرض فلسطين.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق