القدس المحتلة- غزة/ سماح المبحوح
ما زالت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" ومنذ بداية العام الدراسي الجاري 2023_ 2024م تشن حربا شعواء على المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، مستهدفة الطلبة ومعلميهم وذويهم.
وهددت ما يسمى وزارة المعارف "الإسرائيلية" بسحب الترخيص من مدارس مدينة القدس المحتلة، في حال ثبت أنها تقوم بتدريس المنهاج الفلسطيني الكامل، الذي تطبعه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وتفرض وزارة المعارف تدريس كتباً رسمية جديدة لجميع مدارس القدس، هي كتب المنهاج الفلسطيني، لكن معدلة (محرفة)، أعادت طباعتها بعدما شطبت منها دروساً كاملة وفقرات وصوراً، بدعوى أنها تحريضية، وشمل ذلك شطب آيات قرآنية وأحاديث وأبيات شعرية ودروس كاملة، وفقرات، واستُبدل بها دروس وفقرات تحمل الرواية "الإسرائيلية".
ومع بداية العام الدراسي قبل أيام، بدأت شرطة الاحتلال بإيقاف الطلبة وتفتيش حقائبهم، كما شنت حملات دهم وتفتيش للمدارس المقدسية للتحقق من تدريسها المنهاج الفلسطيني من عدمه.
وصادرت قوات الشرطة المتمركزة على أبواب المسجد الأقصى، الأربعاء الماضي، كتب المنهاج الفلسطيني من طلبة مدارس "الأقصى الشرعية".
وأوقفت كذلك الطلبة خلال توجههم إلى المدارس الواقعة داخل المسجد، وفتشت الحقائب والكتب، وصادرت كتباً فلسطينية أصلية.
وقبل ذلك صادرت شرطة الاحتلال شحنة كتب كانت في طريقها إلى إحدى المدارس، واعتقلت سائق المركبة التي كانت تُقل الكتب، وأحد موظفي المدرسة.
واستخدمت "إسرائيل" كل الوسائل الممكنة من أجل السيطرة على نظام التعليم في القدس، عبر حرب مستمرة منذ نحو عقد من الزمن، بدأت بحذف شعار السلطة الفلسطينية عن الكتب، ثم حذف بعض الآيات، والنصوص، قبل أن يتم فرض التقويم الأكاديمي "اليهودي" على المدارس.
وفي العام الدراسي الماضي، سحبت سلطات الاحتلال الترخيص الدائم من 6 مدارس في مدينة القدس، وهي مدارس الإيمان بحجة "التحريض في الكتب المدرسية"، وهددت بإغلاق أخرى إذا ضبطت تدرس المنهاج الفلسطيني.
ويوجد في القدس نحو 150 مدرسة تخضع لإدارات متعددة؛ تابعة لبلدية الاحتلال، ومدارس خاصة، ومدارس تابعة للسلطة، ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
حرب شعواء
عضو لجنة الدفاع عن المنهاج الفلسطيني بمدينة القدس راسم عبيدات، أكد أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تشن حربا ضروسا على المنهاج الفلسطيني وقطاع التعليم بشكل عام بالمدينة المقدسة، مشددا على تصاعد الإجراءات التعسفية بحق الطلبة والمعلمين وذويهم.
وأوضح عبيدات في حديث لـ "الاستقلال" أن سلطات الاحتلال تمارس إجراءات مشددة ضد المنهاج الفلسطيني ومن يتعامل معه، من خلال التهديد والترهيب لطلبة المدارس وإدارات المدارس والمعلمين وأولياء الأمور.
وبين أن قوات الاحتلال تقف على بوابات المدارس وتقوم بتفتيش حقائب الطلاب وتصادر كتبهم المدرسية بحجة احتوائها على مواد تحريضية وصورة العلم الفلسطيني، كما تمنع بناء أو افتتاح مدارس تدرس المنهاج الفلسطيني.
وشدد على أن التعليم جزء أساسي من الخطة الخمسية التي تواصل سلطات الاحتلال تنفيذها بالقدس، والتي تستهدف العقول والثقافة والرواية الفلسطينية وتزوير التاريخ وكي الوعي لدى الطلبة، حيث رصدت حوالي 800 مليون شيكل لأسرلة التعليم.
وأشار إلى أن الحكومة "الإسرائيلية" الحالية والحكومات السابقة تعمل وفق الخطة الخمسية لتخصيص ميزانية شرقي القدس المحتلة (2018-2023) كشرط للانتقال إلى المنهاج "الإسرائيلي".
وتركز تلك الخطة (الخمسية)، والتي تمت الموافقة عليها في آب/أغسطس 2023، على تعزيز انتقال طلبة شرقي القدس المحتلة إلى المنهاج "الإسرائيلي"، وتنشأ هذه التحيزات في الميزانية من منطلق فرض السيادة والحكم وليس من مصلحة التعليم" وفق عبيدات.
ونبه إلى افتقار شرقي القدس إلى 2986 فصلاً دراسياً، عدا عن حاجة عدد من المدارس للترميم والصيانة، وانتقال الطلبة لمدارس جديدة لعدم وجود ساحات وملاعب بمداسهم الحالية.
ولفت إلى خوض أهالي بلدة جبل المكبّر إضرابا منذ بدء العام الدراسي الذي دخل السبت من الاسبوع الماضي أول أيامه، ورفضهم إرسال أولادهم للمدارس، رفضًا لإجراءات سلطات الاحتلال بحق التعليم ومحاولة تطبيق المنهاج "الإسرائيلي" المحرَّف.
الطالب حمزة عرفة بالصف الرابع بالمدرسة الشرعية بالمسجد الأقصى، أحد الذين تم تفتيش حقائبهم ومصادرة كتبهم وفق المنهاج الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمركزت على أبوابه.
وأوضح حمزة لـ "الاستقلال" أنه منذ بداية العام الدراسي يوم السبت الماضي، وقوات الاحتلال تمنع دخولهم لمدارسهم قبل تفتيش حقائبهم، وتفرض عليهم حمل الكتب ذات المنهاج الإسرائيلي.
وبين أن الكتب المدرسية المحرفة وفق المنهاج الإسرائيلي لا تحتوي على آيات قرآنية ولا أناشيد وطنية، ولا صورة للعلم الفلسطيني، ولا أي كلمة دالة على فلسطين.
وأشار إلى حجم الصعوبات والمعيقات التي يعاني منها وزملائه الطلبة حين توجههم لمدارسهم، عدا عن قلة الصفوف وحاجتها للصيانة لقدم الجدران، وافتقارها للملاعب.
التعليقات : 0