"تحييد أكثر من 70% من قدراته"

الدفاع المدني بغزة لـ "الاستقلال": نواجه تحديات غير مسبوقة والاحتلال يتعمد استهدافنا

الدفاع المدني بغزة لـ
تقارير وحوارات

غزة/ خالد اشتيوي:

أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل، أن طواقم الدفاع المدني على مدار أكثر من 410 أيام على اندلاع حرب الإبادة في قطاع غزة تعمل في ظروف قاسية وسط عدوان إسرائيلي متواصل ومتصاعد في أنحاء القطاع كافة.

وأضاف بصل في حديثه لـ "الاستقلال"، مع اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023، واجه الدفاع المدني تحديات غير مسبوقة تتطلب استجابة سريعة وفعالة، خاصة مع استمرار حرب الإبادة.

وتابع: «لا يكاد يمر يوم أو ساعة إلا ويمارس الاحتلال عدوانه مرتكباً مجزرة بقصف منزل، سيارة، شارع أو حتى مواطنين ومراكز إيواء وهو ما يستدعي أن يكون الدفاع المدني على أهبة الاستعداد حتى في ظل الخطر الذي يهدد حياتهم».

وفي ذات السياق، أعلن الدفاع المدني مساء الثلاثاء، عن توقف عمل معظم مركباته في محافظة غزة لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.

وأوضح في بيان، أن طواقم الدفاع المدني باتت منذ منتصف الشهر الجاري غير قادرة على الاستجابة لكثير من نداءات المواطنين والوصول إلى أماكن الحوادث والاستهدافات الإسرائيلية، وهذا ينذر أننا أمام كوارث ومشاهد إنسانية مؤلمة تضاف إلى معاناة شعبنا في قطاع غزة بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي.

استهدافات مباشرة

وبين أن قطاع غزة ما زال يشهد حرباً دامية مستمرة حتى الآن، كان للدفاع المدني نصيب كبير من الاستهدافات المباشرة لطواقمه وتعرضهم للقتل والإصابة وللاعتقال أيضا، وعلى الرغم من ذلك لم يتخلوا عن مهامهم الإنسانية قبل الخدماتية في مساعدة الناس والتوجه المباشر لمكان الحدث لانتشال الشهداء والمصابين.

وأوضح بصل، أن الحصار واستهداف مقدرات الدفاع المدني أدى إلى تحييد أكثر من 70% من قدراته»، لافتاً بأن المجتمع الدولي مدعو لتحمل مسؤولياته ودعم جهود الدفاع المدني بدلاً من التخاذل، امام انتهاكات» إسرائيل» المتصاعدة وخرقها لكافة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.

وأكد أن الدفاع المدني منذ بداية الحرب قدم 87 شهيدا إلى جانب 301 مصاب كما اعتقل الاحتلال 20 عنصرا، في حين بلغ إجمالي المراكز والمقرات المدمرة والمتضررة 17 مركزا ومقرا ، شملت تدمير 14 مركزا كليا و 3 جزئيا.

واستشهد مساء الثلاثاء رجل الإنقاذ «علي محمد مصطفى عمر»، وإصابة آخرين جراء قصفت طائرات الاحتلال بشكل مباشر طواقم الدفاع المدني أثناء محاولتهم انتشال الشهداء والإصابات من تحت أنقاض منزل تم قصفه في حي الصبرة جنوب غزة».

ولفت إلى أن إجمالي المركبات المدمرة والمتضررة بلغ 56 مركبة شملت تدميرا كليا 12 مركبة إطفاء وإنقاذ ومركبتي إنقاذ و4 مركبات تدخل سريع، وصهريج مياه و 8 مركبات اسعاف ومركبة سلم إنقاذ هيدلوليكي و 13 مركبة إدارية. أما المدمرة جزئيا فهي 11 مركبة اطفاء وإنقاذ و 3 مركبات إسعاف ومركبتي صهريج مياه.

وأشار بصل إلى أن الاحتلال استهدف 6 مرات بشكل مباشر مراكز الدفاع المدني، واستهدف الطواقم اثناء مهمات ميدانية 17 مرة.وتابع: أن جيش الاحتلال دمر مخزون الدفاع المدني من معدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف بقيمة مليون وثلاثمائة ألف دولار.

ونوه بصل إلى أن الاحتلال أخرج طواقم الدفاع المدني عن الخدمة كلياً في محافظتي رفح والشمال والوضع أصبح كارثيا هناك، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 5 من عناصر الدفاع المدني واستهداف 3 آخرين بشكل مباشر وقصف مركبة الإطفاء الوحيدة شمال القطاع، في حين أن الأهالي هناك بقوا دون خدمات إنسانية، ويقتل الاحتلال كل من يحاول تقديم الخدمة لهم.

تحديات معقدة

وشدد بصل على أن الدفاع المدني بغزة يواجه تحديات كبيرة ومعقدة، تنعكس بشكل مباشر على قدرته في توفير الخدمات الإنسانية الفورية والضرورية، حيث يواجه العديد والكثير من التحديات أهمها انعدام المعدات اللازمة للتعامل مع حجم الدمار الكبير الذي يتسبب به الاحتلال، إلى جانب نقص الوقود والزيوت، حيث تواجه الطواقم صعوبة كبيرة في تأمين الوقود والزيوت اللازمة لتشغيل مركبات الإطفاء والإنقاذ، مما يحد من قدرتها على الحركة ويؤثر على عمليات الاستجابة.

وأضاف: سوء البنية التحتية، والطرق غير المعبدة والمدمرة، بالإضافة إلى تواجد قوات الاحتلال في العديد من المناطق حيث تستهدف كل من يقترب منها دون اكتراث سواء مدنيين أو طواقم اسعاف ودفاع مدني وحتى الصحفيين، كل ذلك يعرقل وصول طواقمنا للأماكن المستهدفة.

ولفت النظر إلى غياب الدعم الدولي، إذ لا توجد مؤسسة دولية ترعى احتياجات الدفاع المدني، مما يُصعب إدخال قطع الغيار والمعدات اللازمة لإصلاح المركبات المتضررة والعديد من المستلزمات الضرورية الأخرى.

ودعا المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة المؤسسات الدولية والمعنية كافة إلى ضرورة التدخل العاجل وتقديم الخدمة وما يلزم لطواقم الدفاع المدني لمساعدتهم على إكمال مهمتهم الإنسانية أمام الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكداً أنه لم يتم إدخال أي من المعدات التي تلزم الدفاع المدني ولا حتى الوقود اللازم لتنقل المركبات وسيارات الإطفاء والإنقاذ.

معطيات رقمية

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني كشفت عن معطيات رقمية تظهر حجم تعاظم الكارثة الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار حرب الإبادة الصهيونية.

وقدرت المديرية في تصريح صحفي سابق، وجود 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وقرابة 1760 شهيداً تبخرت جثامينهم لم يعد لهم أي أثر ؛ بفعل استخدام الاحتلال أسلحة محرمة تتسبب بتبخر الجثامين.

ويؤكد الدفاع المدني أن “هناك 2210 جثامين تم اختفاؤهم من مقابر متفرقة في قطاع غزة، وجثامين شهداء تم فقدانهم من المناطق التي يتوعدها الاحتلال الإسرائيلي».

واستطاعت طواقم الدفاع المدني على مدار حرب الإبادة الجماعية وفق آخر إحصائية، انتشال 35 ألف و580 شهيداً من بين 40 ألف شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات.

وأعاق الاحتلال انتشال 14420 شهيداً ، وانتشل المواطنون من هؤلاء الشهداء 4420 ، وبقي 10 آلاف تحت الأنقاض، كما ونقلت طواقم الإسعاف التابعة للدفاع المدني 8973 شهيداً.

وانتشلت طواقم الدفاع المدني 82 ألف و 800 جريح ومصاب من أصل أكثر 92 ألف مصاب، فيما نقلت طواقم الإسعاف التابعة للدفاع المدني 21 ألف و 240 مصاباً، مشيرة إلى إعاقة الاحتلال انتشال 7552 مصاباً من مناطق متفرقة بقطاع غزة.

وحول إجلاء الأهالي، تمكنت طواقم الدفاع المدني من إجلاء 25 ألف و 430 عائلة من مناطق خطرة على مستوى قطاع غزة.

وقال الدفاع المدني إن إلقاء الاحتلال لقرابة 85 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة تسببت في تدمير ما يزيد عن 80 % من البنية الحضرية ، و 90% من البنية التحتية، منها 17% أسلحة لم تنفجر ، وتعتبر مخلفات خطيرة تهدد الحياة».

التعليقات : 0

إضافة تعليق