تزامنت مع غياب جبهات مهمة

محلل سياسي لـ "الاستقلال": حملة أمن السلطة في جنين جاءت بدعم دولي وتوقيت مدروس

محلل سياسي لـ
فلسطينيات

الاستقلال / خاص:

أكد الكاتب والمحلل السياسي عصمت منصور، أن الحملة الأمنية في شمال الضفة الغربية المحتلة جاءت مدعومة إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى أنها تزامنت مع غياب جبهات مهمة واقتراب التوصل إلى حل جزئي في غزة.

 

وأوضح منصور في تصريح خاص لـصحيفة "الاستقلال"، الاثنين، أن الحملة التي أطلقها رئيس السلطة الفلسطينية وأصر على تنفيذها تحظى بدعم (أمريكي وإسرائيلي وإقليمي)، ما يعكس أبعادًا سياسية تتجاوز الساحة المحلية.

 

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين فلسطينيين وأميركيين قولهم إن دوافع العملية الامنية في جنين هو محاولة منع تكرار نموذج سوريا في الضفة الغربية، لأن عباس وفريقه كانوا قلقين من أن ما حدث بحلب ودمشق قد يلهم الجماعات الإسلامية الفلسطينية.

 

وفيما سبق أشار منصور، إلى أن "جنين ليست حلب، والضفة ليست سوريا"، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية تختلف عن نظام الأسد في موقعها على خارطة التحالفات، حيث تبدو أقرب إلى موقع هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني.

 

وبينما يشير التضخيم الإعلامي إلى إمكانية توسع الحملة، استبعد منصور امتدادها إلى مناطق أخرى، معتبرًا ذلك غير مبرر في الوقت الحالي.

 

وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت في مخيم جنين، السبت بعد قيام أجهزة أمن السلطة بما سمتها عملية “حماية الوطن”، وأسفرت عن استشهاد القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص رجال أمن السلطة.

 

في غضون ذلك عم الإضراب الشامل، أمس الأحد، كافة مناحي الحياة في مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، فيما تحولت المدارس إلى التعليم الإلكتروني، وذلك تنديدا بممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

 

وأغلقت المحال التجارية أبوابها في المدينة والمخيم، كما أعلنت مديرية التربية والتعليم في جنين تحويل التعليم إلى نظام إلكتروني لهذا اليوم.

 

وكانت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أعلنت السبت، عن تعليق خدماتها في مخيم بسبب الاشتباكات المسلحة المستمرة منذ نحو أسبوع.

 

يأتي الإضراب على إثر حالة التوتر التي تسود مدينة جنين والمخيم، في أعقاب الحملة التي تشنّها الأجهزة الأمنية الفلسطينية على المخيم شمال الضفة.

 

واستشهد خلال الحملة مواطنان في المخيم، أحدهما من قادة كتيبة جنين، ومطلوب للاحتلال الإسرائيلي، فيما تتواصل اشتباكات مسلحة متقطعة بين عناصر الأمن ومقاومين تحصّنوا داخل المخيم.

 

ودعا مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، القيادة السياسية والأمنية الفلسطينية إلى وقف العملية الأمنية في مدينة جنين ومخيمها فورا، والذهاب إلى حوار وطني جاد ومسؤول بشكل عاجل.

 

وقال مجلس المنظمات الحقوقية، في بيان له، إن العملية التي تقوم بها أجهزة الأمن في جنين، أدت إلى وفاة عدد من المواطنين ووقوع إصابات، مشيرا إلى أن ذلك تطورات الخطيرة المتلاحقة غير محمودة العواقب ويهدد السلم الأهلي والمجتمعي.

التعليقات : 0

إضافة تعليق