تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس والثمانين عدوانها العنيف على شمالي قطاع غزة، مصعدة القصف والدمار وسط حصار خانق وأوضاع إنسانية متدهورة.

واستهدفت صائرات الاحتلال الحربية صباح السبت منطقة شارع سراري في جباليا البلد، ما أسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة آخر.

ولم تقتصر اعتداءات الاحتلال على الغارات الجوية، بل شملت إطلاق نيران مكثفة من آلياته العسكرية على مخيم جباليا بعد منتصف الليل.

في الوقت ذاته واصلت قوات الاحتلال استهداف المنشآت الصحية، حيث اقتحمت مستشفى كمال عدوان شمال القطاع يوم الجمعة، وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى على إخلاء المكان، واحتجزت العشرات منهم، بينهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن مستشفى العودة يتعرض أيضًا لاستهداف مباشر منذ بداية العدوان، معربة عن قلقها بشأن مصير الكوادر الطبية والمصابين الذين كانوا داخل مستشفى كمال عدوان.

وطالبت وزارة الصحة المؤسسات الدولية بتدخل عاجل لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية، ونددت بالعجز الكبير الذي تواجهه مستشفيات القطاع، حيث باتت غير قادرة على استيعاب المصابين في ظل تزايد أعداد الشهداء والجرحى.

في مدينة بيت حانون، تحاصر قوات الاحتلال نحو 300 عائلة، وسط استمرار القصف العنيف ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وأشار السكان المحليون إلى نقص حاد في مياه الشرب وانعدام المواد الأساسية، مما يهدد حياة المحاصرين.

وأدى العدوان الإسرائيلي على شمال غزة منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى استشهاد وفقدان أكثر من 4 آلاف شخص، وإصابة 12 ألف آخرين، بالإضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية والقطاعات الحيوية.

ووفق بيانات وزارة الصحة، فقد خلّفت الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 152 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وسط مجاعة ودمار واسع بدعم أمريكي مستمر.