نتائجُهُ ستُصيبُها في مَقتَل

اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار.. مكسَبٌ للفلسطينيّين و"قنبلة موقوتة" في وجهِ "إسرائيل"

اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار.. مكسَبٌ للفلسطينيّين و
تقارير وحوارات

غزة / معتز شاهين:

أجمعَ مختصّان في الشأن السياسي الفلسطيني أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يمثّل نصرًا تاريخيًا للشعب الفلسطيني، وهزيمة مُدوِّية للاحتلال؛ نتيجة لفشله الذريع في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة.

 

ووصف المختصّان خلال حديثهما مع "الاستقلال" الاتفاق بـ"القنبلة الموقوتة" التي ستخلق أزمات داخلية في "إسرائيل"، مؤكّدين أن توقيع الاحتلال على هذا الاتفاق يُعدُّ اعترافًا رسميًا بهزيمته، وفي الوقت ذاته يمثّل مكسبًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية، ويفتح آفاقًا جديدة في تعزيز موقفها على الصعيدين السياسي والعسكري.

 

ومساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة على أن يسري ظهر يوم الأحد المقبل.

 

وقال في مؤتمر صحفي: "مع موافقة جانبَي التفاوض حماس والاحتلال الإسرائيلي، يتواصل العمل الليلة على استكمال الجوانب التنفيذية".

 

وأَضاف رئيس الوزراء أنه سيستمر لاستكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق؛ تمهيدًا للبدْءِ بتنفيذه اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، مُشيرًا إلى أن الدول الثلاث (قطر، مصر والولايات المتحدة) ستعمل معًا لضمان الالتزام ببنود الاتفاق وتنفيذه بشكلٍ كامل.

 

وفي أول تعقيب فصائلي فلسطيني أكّدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الشعب الفلسطيني ومقاومته فرضوا اتفاقًا مُشرِّفًا لوقف العدوان وتبادل الأسرى؛ بفضل صمودهم وتضحيات المجاهدين.

 

وتوجّهت الحركة بالتحيّة لشهداء فلسطين وأبناء الشعب الفلسطيني والمجاهدين، مؤكّدة التزامها بمواكبة تنفيذ الاتفاق وضمان تنفيذه بالكامل، كما شكرت قطر ومصر على جهودهما لإنجاح الاتفاق.

قنبلة موقوتة

أكّد الكاتب والمحلِّل السياسي الأردني حلمي الأسمر، أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يُعدُّ نصرًا كبيرًا للشعب الفلسطيني وهزيمة مُدوِّيَة للاحتلال الإسرائيلي ومنظومته الاستعمارية الغربية، وأن معركة "طوفان الأقصى" مثّلَت نقطة فاصلة في التاريخ الفلسطيني.

 

وقال الأسمر في حديث خاص مع صحيفة "الاستقلال"، الأربعاء، إن هذا الاتفاق يأتي في سياق الفشل الذريع للعدوّ الإسرائيلي في تحقيق أيٍّ من أهدافه المُعلنَة خلال عدوانه الأخير على غزة، واصفًا المقاومة والشعب في قطاع غزة بأنهم كانوا "قلعة صمود" أوقفت آلة الحرب الإسرائيلية.

 

وأوضح أن أحد أبرز أسباب نجاح الوساطة هذه المرة كان ضغطًا دوليًا، وخاصة من قِبَل الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى جانب الفشل الإسرائيلي الذريع في تحقيق أيٍّ من أهدافه العسكرية والسياسية أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته البطولية.

 

ووصف الأسمر الاتفاق بأنه "قنبلة موقوتة" ستنفجر في قلب دولة الاحتلال، مؤكِّداً أن هذا الاتفاق سيؤدِّي إلى أزمات داخلية على المستويات السياسية والاجتماعية والعسكرية، مضيفاً أن "القيادة الإسرائيلية ستواجه وقتًا قريبًا من المحاسبة؛ بسبب الإخفاقات المتتالية التي أدخلت الكيان في وحل غزة".

 

وعن بنود الاتفاق، أشار الأسمر إلى أنها ركّزت بشكل كبير على تحسين الوضع الإنساني في غزة، ممّا يُعدُّ بداية فرج للمحنة التي يعيشها سكان القطاع، ومع ذلك، حذّر من إمكانية تعطيل الاتفاق من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، مشدِّدًا على أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها تفاوض من موقع قوة، كدولة عُظمى، رغم الجراح والخذلان.

 

وأثني المحلِّل السياسي على هذا الاتفاق، مؤكّداً على أنه يمثّل انتصارًا مرحليًا على طريق الانتصار الكامل، وأن الشعب الفلسطيني ماضٍ في مقاومته مهما تخلّى عنه العالم وأن المقاومة ستظل صامدة حتى تحقق أهدافها الكبرى.

عواملُ النجاح

ويرى الكاتب والمحلِّل السياسي عدنان الصباح، أن التوقيع على الاتفاق الأخير بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية يأتي كنتيجة لعدة عوامل رئيسية، أهمها الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة وتصاعُد العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة.

 

وأشار الصباح لـ"الاستقلال"، أمس الأربعاء، إلى أن الاحتلال والإدارة الأمريكية أدركوا فشل الضغط العسكري في تحقيق أهدافهم، بينما تزايدت الضغوط الداخلية والخارجية على الاحتلال بسبب الخسائر المتواصلة وصمود شعب غزة.

 

وأوضح أن توقيع الاحتلال على اتفاقية مع المقاومة يُعتبر اعترافًا علنيًا بهزيمته، مؤكّداً أن هذا الاتفاق هو مكسبٌ كبيرٌ للشعب الفلسطيني؛ لأنه يؤكّد فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة أو تحقيق أهدافه العسكرية.

 

ولفت الصباح، إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كان من أبرز بنود الاتفاق، خاصةً مع التركيز على تقديم الدعم الإغاثي العاجل لشعب غزة في ظلّ الظروف القاسية التي يعيشها.

 

في هذا السياق، أكّد الصباح أن المساعدات ستصل بسرعة بفضل دعم قطر ومصر؛ ممّا يساهم في تخفيف معاناة المواطنين الفلسطينيين في القطاع.

 

ولفت الصباح النظرَ إلى أن شعب غزة يشعر بالفخر والعِزّة رَغم الدمار الذي لحق بالقطاع نتيجة القصف المكثّف، مؤكّدًا أن ثمن الحرية تمّ دفعُه بدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق