غزة / معتز شاهين:
أجمع مختصان في الشأن السياسي على أن اقتراح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن غير قابل للتطبيق، مؤكدين أن الهدف منه هو إحداث تغيير جذري في غزة وتحويلها إلى مشروع اقتصادي بعيد عن محور المقاومة. وبيّن المختصان في أحاديث منفصلة مع صحيفة «الاستقلال» يوم الأحد أن اقتراح «ترامب» لا يمثل محاولة لحل المشكلة الإنسانية، بل هو جزء من أهداف سياسية أوسع. كما ربطا الاقتراح بـ»صفقة القرن» التي أطلقها ترامب سابقًا.
وطرح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» يوم الأحد خطة لـ «تطهير» غزة، مقترحًا نقل مليون ونصف مليون فلسطيني إلى مصر والأردن في محاولة لتحقيق السلام حسب قوله.
ووصف «ترامب» غزة بأنها «مكان مدمر»، مؤكدًا أن الخطوة قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل، في ظل الوضع الإنساني الصعب نتيجة الحرب.
وفي ردود الأفعال الفلسطينية، دانت حركة «الجهاد الإسلامي» بأشد العبارات مقترح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، معتبرة إياه يندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقالت الحركة: «إن تصريحات ترامب المدانة والمستهجنة تتساوق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف، واستمرار لسياسة التنكر لوجود الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه. كما أنها تندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه».
بدوره، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تصريحات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الأخيرة بترحيل سكان غزة تمثل دعمًا صريحًا لجريمة الإبادة الجماعية وتكريسًا للسياسات الإسرائيلية الاستعمارية.
وأضاف المرصد في بيان له أن أي خطط لنقل المدنيين تحت الاحتلال قسرًا مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة التي تنص بوضوح على حظر الترحيل القسري للسكان الواقعين تحت الاحتلال.
بالون اختبار
بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي الأردني حلمي الأسمر اقتراح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن بأنه «تافه» وغير قابل للتطبيق.
وقال الأسمر في حديث لصحيفة «الاستقلال» يوم الأحد إن هذا الاقتراح ليس سوى محاولة لدغدغة مشاعر اليمين المتطرف في «إسرائيل» والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن حظه من التطبيق «صفر مكعب».
وأضاف الأسمر أن هذا الاقتراح قد يكون مجرد «جس نبض» و»بالون اختبار» للضغط على الأردن ومصر، خاصة بعد تجميد المساعدات للأردن.
وفي رد على تصريحات ترامب، أشار إلى أن الفلسطينيين في غزة قد عبروا عن رفضهم لهذا الاقتراح، حيث احتشد الآلاف في وادي غزة (نتساريم) مطالبين بالعودة إلى الشمال، ونصب خيامهم فوق بيوتهم المدمرة.
وشبه المحلل السياسي تصريحات «ترامب» بمصير فرعون، مؤكدًا أن كل الغزاة الذين مروا على الأمة العربية والإسلامية رحلوا، وبقي أهل الأرض في فلسطين والأردن ومصر وكل بلاد العرب.«جس
,أكدت المحللة السياسية رهام عودة أن اقتراح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ليس مجرد محاولة لحل المشكلة الإنسانية، بل هو جزء من أهداف سياسية أوسع.
وأوضحت عودة في حديث خاص مع صحيفة «الاستقلال» يوم الأحد أن هذا الاقتراح هو بمثابة «جس نبض» لفحص مدى قبول الفلسطينيين لفكرة الهجرة الطوعية، مع استبعاد قبول مصر والأردن لهذه الخطوة.
وأضافت أن «ترامب» ربما يخطط لتخصيص الاقتراح ليشمل ترحيل شخصيات من المقاومة الفلسطينية بدلاً من المواطنين العاديين، وذلك ضمن محاولة لدعم رئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» في تنفيذ مخططه لمنع حركة حماس من حكم قطاع غزة.
وربطت عودة هذا الاقتراح بـ»صفقة القرن» التي أطلقها «ترامب» خلال ولايته السابقة ولم تُستكمل، معتبرة أن الهدف من ذلك هو إحداث تغيير جذري في غزة وجعلها جزءًا من مشروع اقتصادي منفصل ضمن كيان سياسي جديد يشبه الإدارة الذاتية، بعيدًا عن محور المقاومة.
وأكدت المحللة السياسية أن هذه الخطة غير قابلة للتطبيق، مشيرة إلى رفض مصر والأردن لفكرة تهجير الفلسطينيين.