غزة / معتز شاهين:
تتجه الأنظار إلى القمة العربية الخماسية المرتقبة في السعودية في 20 فبراير 2025، التي يتوقع أن تشكل منعطفًا مهمًا في معالجة الأزمة الفلسطينية، في وقت تتصاعد فيه التحديات جراء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ويرى العديد من المحللين السياسيين أن القمة الخماسية تشكل فرصة تاريخية للأنظمة العربية لتوحيد مواقفها وطرح خطة عربية موحدة للتصدي لهذه المخاطر.
ويجمع هؤلاء في أحاديث منفصلة مع صحيفة "الاستقلال" على أن هذه القمة تعد اختبارًا حاسمًا لقدرة الدول العربية على تقديم حلول عملية لإعادة إعمار غزة مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، بعيدًا عن محاولات تسييس القضية التي قد تضر بمستقبلها.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السعودية الرياض في 20 فبراير 2025، قمة عربية خماسية بمشاركة قادة السعودية، الإمارات، مصر، قطر، والأردن، بالإضافة إلى مشاركة فلسطينية قد تكون من الرئيس محمود عباس أو رئيس الوزراء محمد مصطفى.
وتهدف القمة إلى مناقشة الرد العربي على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة، والتي تتضمن تهجير سكان القطاع. وستركز القمة على رفض تهجير الفلسطينيين والتأكيد على ضرورة بقائهم في أراضيهم، بالإضافة إلى بحث سبل إعادة إعمار غزة بتمويل عربي ودولي.
ويأتي هذا الاجتماع قبيل قمة عربية طارئة مقررة في 27 فبراير 2025 في القاهرة، لمناقشة التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن تقدم مصر خلال القمة رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مع التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين كسبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
عواقب خطيرة
يؤكد المحلل السياسي اليمني محمد الغابري أن القمة العربية الخماسية تمثل فرصة تاريخية للأنظمة العربية لتوحيد الصفوف وقيادة مبادرة قوية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تطرحها خطة ترامب تجاه الشرق الأوسط، وخاصة غزة.
وقال الغابري لـ الاستقلال إن القمة تشكل اختبارًا حقيقيًا للأنظمة العربية في إدارة الأزمة الفلسطينية، مع ضرورة تقديم خطة عربية موحدة للتصدي للمشروع الأمريكي الذي قد يفضي إلى تهديدات كبيرة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن خطة ترامب تتسم بالفوضى وتتعارض مع الاتفاقات السابقة بشأن وقف إطلاق النار، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي "يتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور أمني إسرائيلي، متجاهلاً الحقوق الفلسطينية".
وحول إمكانية نجاح الخطة العربية، قال الغابري إن الدول الخليجية تمتلك القدرة على تمويل إعادة إعمار غزة ويمكنها أن تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك.
وأضاف: "أي محاولة لتسييس قضية الإعمار ستضر بمصداقية هذه الدول"، محذرًا من أن الامتناع عن دعم الخطة العربية سيكون له عواقب وخيمة على المصداقية الدولية للعرب.
ولفت إلى أن القمة الخماسية تمثل منصة هامة لإثبات قدرة الأنظمة العربية على اتخاذ قرارات جريئة والتمسك بمواقف قوية تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح أن أي اتفاق بين الدول العربية يجب أن يركز على إدارة الأزمة وتقديم حلول عملية بعيدًا عن الانقسامات، مؤكدًا أن النجاح في تقديم خطة موحدة سيكون تحولًا كبيرًا في كيفية نظرة العالم إلى الأنظمة العربية ودورها في صياغة مصير القضية الفلسطينية.
ضرورة ملحة
من جهته، اعتبر المحلل السياسي عصمت منصور أن القمة العربية الخماسية المقبلة تمثل فرصة تاريخية للأنظمة العربية لقيادة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، مع التركيز أولًا على البعد الإنساني، وعدم السماح بتسييس ملف الإعمار بما يضر بالقضية الفلسطينية.
وقال منصور لـ الاستقلال إن الدول العربية تتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين من الحرب في غزة. لكنه شدد على أن هذه الجهود يجب أن تكون متزامنة مع التصدي لمحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستغلال الدمار في غزة لفرض خطط تهجير تتناقض مع تطلعات الشعب الفلسطيني.
وأشار منصور إلى أن الدول العربية قد أظهرت موقفًا مبدئيًا قويًا في رفض تلك المحاولات، مؤكدًا على ضرورة عدم السماح بتغيير الهوية الفلسطينية أو تهجير السكان الأصليين من أرضهم.
تصعيد إسرائيلي لتعطيل الخطة العربية وفيما يتعلق بالخطة العربية المقترحة، أكد منصور أن الهدف الأساسي منها هو مواجهة خطة ترامب وليس استبدالها، من خلال تقديم حلول عملية لأزمة غزة وضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وأشار إلى أن تنفيذ هذه الخطة يستدعي توحيد الصف الفلسطيني، خاصة بين حركتي حماس وفتح، حيث إن النجاح في إعادة الإعمار يتطلب تكاتف كافة الفصائل الفلسطينية.
وأضاف منصور أن الخطة العربية تواجه تحديات كبيرة، خاصة من جانب الاحتلال الإسرائيلي الذي قد يحاول عرقلة تنفيذها عبر فرض شروط تعجيزية.
ودعا إلى ضرورة وجود إرادة سياسية قوية من الدول العربية لمواجهة هذه العراقيل والتعامل مع التحديات بشكل حاسم.
وشدد على أهمية القمة العربية المقبلة في السعودية، معتبرًا إياها نقطة تحول حاسمة في مسار القضية الفلسطينية.
وأعرب عن أمله في أن تخرج القمة بتوصيات قابلة للتطبيق الفوري، لضمان أن تكون الخطط العربية بديلًا فعالًا لمحاولات ترامب لفرض حلول تضر بالحقوق الفلسطينية
التعليقات : 0