تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الخمسين على التوالي، ولليوم السابع والثلاثين على مخيم نور شمس، مما يفاقم معاناة المواطنين في المنطقة.

وفي تصعيد جديد مساء الأحد، نفذت قوات الاحتلال اعتداءات واسعة على أهالي مخيم طولكرم، حيث تهدد العائلات المتبقية في حارة قاقون بمغادرة منازلها في سياق سياسة التهجير القسري المستمرة.

في وقت لاحق، اعتدت القوات على المواطنين في حارة أبو الفول داخل المخيم، أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم لجلب بعض المستلزمات الضرورية.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي على النساء والأطفال الذين حاولوا العودة إلى المخيم، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني للنازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب العدوان.

ووفقًا لشهود عيان، قامت قوات الاحتلال بملاحقة مجموعات من المواطنين النازحين في الحي الشرقي من مدينة طولكرم، بالقرب من المخيم، وأطلقت النار تجاههم، مما دفعهم إلى الاحتماء في أحد أزقة الحي.

وفي حادث آخر، قامت قوات الاحتلال باحتجاز الطواقم الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء محاولتها دخول المخيم، واعتدت على المسعف المتطوع فتحي نصر الله بالضرب.

كما أفادت مصادر محلية بأن 200 عائلة نزحت من منازلها في مخيم طولكرم خلال يومين فقط، بسبب تصاعد عدوان الاحتلال وتهديداته المستمرة للسكان بضرورة مغادرة منازلهم وعدم العودة إليها.

وتواصلت اقتحامات قوات الاحتلال للمنازل في أحياء مختلفة من المخيم، حيث قامت بتفتيشها وتخريب وسرقة محتوياتها، فيما حولت عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية.

وفي تطور آخر، انتشرت فرق مشاة م

ن جيش الاحتلال على طول الطريق بين مخيم نور شمس وحي إسكان الموظفين في ضاحية اكتابا شرق المدينة، حيث قامت بتفتيش منزلي المواطنين حسام وهيثم العجوز، وحققت معهما دون أن يتم الإبلاغ عن اعتقالات.

في ضاحية ذنابة القريبة من مخيم طولكرم، أجبرت قوات الاحتلال تحت تهديد السلاح خمس عائلات (رجب، أبو الغياب، فتح الله، ياسين، ورايق) على مغادرة منازلها، قبل أن تحولها إلى ثكنات عسكرية.

ووفقًا للجنة الإعلامية في طولكرم، فقد تجاوز عدد النازحين من مخيمي نور شمس وطولكرم 24 ألف نازح نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، مع إخلاء المزيد من المنازل والحارات في المخيمين. ولا يزال النازحون في مراكز الإيواء وبلدات المدينة.

وأشارت اللجنة إلى أن العدوان المتواصل أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، فضلاً عن تدمير واسع في البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات.