أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد 13 أبريل 2025، أن تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى "المعمداني" في غزة يُعدّ جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات المتواصلة ضد المدنيين في القطاع، في سياق التفكيك المنهجي لمنظومة الحياة الإنسانية والقضاء على الملاذات الأخيرة التي يحتمي بها الأبرياء.

وفي بيان صادر عن المرصد، شدّد على أن هذا التصعيد يشكل مرحلة خطرة في استراتيجية الاحتلال الرامية إلى القضاء على أماكن "الملاذ الأخير"، مثل المستشفيات والملاجئ التي يحتمي بها المدنيون، بما فيهم المرضى والجرحى، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم يأتي في وقت حساس للغاية حيث يكتظ المستشفى بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية.

كما أكد المرصد أن إصدار جيش الاحتلال أمرًا بإخلاء المستشفى بالكامل خلال أقل من نصف ساعة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، موضحًا أن هذا القرار لا يلبي الحد الأدنى من متطلبات الإخلاء الفعّال ولا يراعي الضمانات الدولية لحماية المدنيين والمنشآت الإنسانية.

وأضاف المرصد أن مجرد طلب إخلاء مستشفى مكتظ بالمرضى في هذا التوقيت ليس خطوة إنسانية بل مطالبة مستحيلة التنفيذ، مشيرًا إلى أن تحذيرات الاحتلال تشكل جزءًا من منهجية الضغط القسري التي تهدف إلى تدمير السكان وتهجيرهم بالقوة.
وفي تعليقه على ادعاءات الاحتلال بشأن "الاستخدام العسكري" للمستشفى، اعتبر المرصد أن هذه الادعاءات ليست سوى تبريرات فارغة، يتم استخدامها بشكل متكرر لتغطية جرائم القتل والتدمير الممنهج بحق المدنيين.

وفي ختام بيانه، طالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول بالتحرك العاجل باستخدام جميع الوسائل المتاحة لوقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، وداعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية المدنيين وضمان محاسبة الاحتلال على انتهاكاته المستمرة.