غزة/ الاستقلال
قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن قوة خاصة تابعة لجيش الاحتلال حاولت صباح اليوم الإثنين تنفيذ عملية اختطاف في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مستهدفة أحد قيادات المقاومة، لكنها أُحبطت بعد اشتباك مباشر.
ووفق ما أفادت به المصادر، فإن القوة الإسرائيلية – المكوّنة من تسعة عناصر – دخلت منطقة "الكتيبة" متنكرة بزي نسائي، مستقلة حافلة بيضاء بلوحة فلسطينية، وقد بدت كأنها تنقل عائلة نازحة من المناطق الشرقية للمدينة، التي تشهد تصعيدًا مستمرًا من قبل الاحتلال.
المعلومات تشير إلى أن المركبة وصلت نحو السادسة صباحًا، قبل أن تندلع اشتباكات فجائية عقب نزول أفراد القوة من الحافلة، حيث تزامن ذلك مع قصف جوي عنيف استهدف منزلًا مجاورًا، وأسفر عن استشهاد ستة مواطنين، تبعه قصف مكثف لمناطق أخرى في خان يونس.
وأكد شهود عيان أن القوة كانت تحمل فراشًا وأغطية كتلك التي ينقلها النازحون، غير أن التحقيقات أظهرت لاحقًا أن تلك الأغراض كانت تغطي قفصًا معدنيًا مخفيًا بداخله أسلحة، ويُرجح أنه خُصص لنقل أسير فلسطيني في حال نجاح المهمة.
ورجّحت المصادر الأمنية أن العملية كانت تستهدف القيادي أحمد سرحان، مسؤول "العمل الخاص" في ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية، والذي رصد تسلل القوة واشتبك معها من مسافة قريبة، ما أدى إلى استشهاده، وإفشال العملية بالكامل.
وفي ظل غطاء ناري مكثف، انسحبت الحافلة من الموقع بعد أن اختطفت زوجة سرحان وطفله، وسط اعتقاد لدى الاحتلال بأن الشهيد كان يمتلك معلومات تتعلق بأسرى إسرائيليين محتجزين لدى المقاومة.
وتركت القوة المتسللة خلفها أدلة على وجودها، شملت بنادق فارغة، قنابل دخانية، ألبسة نسائية، إلى جانب الصندوق المعدني المغطى بأمتعة النازحين.
وفي بيان صدر لاحقًا، أوضحت ألوية الناصر صلاح الدين أن الشهيد سرحان واجه القوة المتوغلة في منزله ببسالة، وأفشل مخططها الذي لم يستغرق أكثر من 20 دقيقة، رغم كثافة الغارات الجوية التي طالت أحياء "الكتيبة"، و"جورة العقاد"، و"السطر الغربي"، ومنطقة المواصي، بالإضافة إلى مستودع طبي بمجمع ناصر.
وتُظهر المعطيات أن الاحتلال استغل موجات النزوح من المناطق الشرقية كغطاء لتمويه تحركاته، حيث أجبر السكان مساء الأحد على مغادرة منازلهم باتجاه الغرب، تمهيدًا لتنفيذ العملية.
وأكدت المصادر الأمنية أن الاحتلال اعتمد أساليب عدة لإنجاح مهمته، منها استخدام أزياء نسائية لإخفاء هويات القوة، ونقل السلاح داخل معدات مدنية، إضافة إلى تمهيد ناري واسع، إلا أن ذلك لم يمنع فشل المهمة.
وشددت على أن هذه العملية تمثل محاولة إسرائيلية جديدة – لكنها فاشلة – للوصول إلى أسرى لدى المقاومة، رغم استنفارها العسكري وإخلاءها لمناطق سكنية لتأمين خط انسحاب للقوة في حال الطوارئ.
يُذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عملية مماثلة في يونيو/حزيران 2024 عبر شاحنة مدنية خلال محاولة تحرير أسرى في مخيم النصيرات، واستخدم حينها ذات الأسلوب من نيران كثيفة وقصف مفاجئ.
كما سبق لكتائب القسام أن أحبطت في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 عملية تسلل مماثلة في شرق خان يونس، بعد اشتباك مباشر مع قوة إسرائيلية خاصة أجبرتها على الانسحاب تحت غطاء ناري.


التعليقات : 0