الأشقر لـ" الاستقلال": قانون اعدام الأسرى عنصري ويُشرعن الإعدامات بحقهم

الأشقر لـ
تقارير وحوارات

غزة/ سماح المبحوح:
حذّر رئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى، رياض الأشقر، من التداعيات الخطيرة لإقرار قانون إعدام الأسرى الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى، مشدداً على أنّ الأسرى يواجهون ظروفًا قاسية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد إعلان حالة الطوارئ وفرض إجراءات عقابية شديدة.
أكد الأشقر لـ" الاستقلال" أنّ الاحتلال مستمر في سياساته العقابية ضد الأسرى البالغ عددهم نحو 9500، مشيرًا إلى أن تلك السياسات تشمل التنكيل والضرب والتفتيش وسحب الإنجازات التي حققوها عبر السنين، إلى جانب الإهمال الطبي وسوء المعاملة.
وصادقت الهيئة العامة للكنيست، الإثنين الماضي، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين، الذي تقدمت به عضو الكنيست ليمور سون هرملخ من حزب "عوتسما يهوديت"، بعد تصويتٍ أيده 36 عضو كنيست مقابل معارضة 15، وأُحيل إلى اللجنة البرلمانية المختصة تمهيدًا للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة.
قانون عنصري يُشرعن الإعدامات
وصف الأشقر القانون بأنه عنصري، يستهدف الأسرى الفلسطينيين دون غيرهم، ويهدف إلى شرعنة عمليات الإعدام التي كان الاحتلال يمارسها فعليًا عبر الاغتيالات والقنص والإهمال داخل السجون، منبها إلى أن الاحتلال قتلت منذ عامين 81 أسيرا.
وأشار إلى أنّ أخطر ما في القانون هو سريانه بأثر رجعي، ما يهدد مئات الأسرى بالإعدام، محذّرا من أن جوهر القانون ليس الردع بل الانتقام السياسي وتصفية المقاومة داخل السجون.

أبرز الإجراءات العقابية
بيّن الأشقر أن الاحتلال منذ شن الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع، أغلق السجون ومنع الزيارات وسحب أدوات الحياة الأساسية، حيث سحب أدوات المطبخ ووقف المغاسل العامة وقطع الماء الساخن ووقف المخابز ومنعهم من الخروج إلى الفورة والمستشفيات لتلقي العلاج، إضافة إلى سحب قرار تحديد سقف زمني للاعتقال الإداري لمدة لا تتجاوز العامين، حيث بات الأسير يقضي أكثر من ذلك".
وشدد على أن جرائم الاحتلال ضد الأسرى تجاوزت كل حدود المنطق والخطوط الحمراء وارتكب انتهاكات خطيرة منها القتل الميداني، التجويع، الإهمال الطبي، والتعذيب الجسدي والنفسي، كما جرى بسجني سيدي تيمان وعوفر والنقب وغيرها، خاصة لأسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا خلال الحرب، إلى أن وصلت إلى حد الاغتصاب.
وأكد أن قضايا الاغتصاب ضد الأسرى والأسيرات لم تكن موجودة سابقا، لكن باتت مؤسسات الأسرى تسمع وتشاهد وتوثق روايات اغتصاب جرت لأسرى وأسيرات داخل السجون، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال أعدمت كل سبل ومقومات الحياة أمام الأسرى والأسيرات، حيث أبقتهم في قبور داخل السجون بتعليمات من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
ضيف ثقيل
وعن أوضاع الأسرى في السجون خلال فصل الشتاء، أكد أن الأسرى الفلسطينيون في السجون كافة يعيشون معاناة مضاعفة مع دخول فصل الشتاء نظراً للنقص الحاد في الملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة، خاصة السجون التي تقع في المناطق الصحراوية وهي النقب ونفحه وبئر السبع وريمون نظرًا للأجواء الباردة جدًا التي تتميز بها تلك المنطقة، إضافة إلى كون بعض الأقسام في عدد من السجون من الخيام فهي لا تقى برد الشتاء والعديد منها قديم ومهترئ مما يسمح بدخول مياه الأمطار على الأسرى.
وشدد على أن الاحتلال داخل السجون لا يسمح بإدخال الأغطية والملابس الشتوية للأسرى منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كجزء من الإجراءات العقابية التي تفرضها عليهم.
دعوات لتدخل دولي عاجل
وأشار إلى أن هذه الأجواء الباردة تستمر لعدة شهور، مما يزيد من أوضاع المرضى سوءا، كما يصيب العديد من الأسرى بالأمراض المختلفة، خاصة أمراض العظام والروماتيزم والتهابات المفاصل وآلام الظهر والأمراض الصدرية مع انعدام الرعاية الطبية والأدوية اللازمة للعلاج.
وأضاف أن الاحتلال يتعمد في فصل الشتاء زيادة معاناة الأسرى عبر العديد من الممارسات القمعية وفى مقدمتها اقتحام غرف وخيام الأسرى، لتبرير إخراجهم إلى أماكن مفتوحة في ساعات متأخرة من الليل والجلوس في العراء لساعات طويلة في ظل البرد القارص والمطر أحياناً، اضافة الى إجبارهم على إجراء العدد اليومي في الصباح الباكر جدا أو في أوقات المساء في ظل البرد أو المطر.
طالب الأشقر الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات، وتشكيل لجان دولية لمراقبة الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية.

التعليقات : 0

إضافة تعليق