دمشق: وفد من "الجهاد الإسلامي" يلتقي سفير كوبا

دمشق: وفد من
فلسطينيات

دمشق/ الاستقلال:  

الْتقى وفدٌ من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يوم الثلاثاء، بالسفير المفوض الجديد وفوق العادة لجمهورية كوبا لدى سورية "لويس ماريانو فرنانديز رودريغيز"، في مقر السفارة بدمشق.

 

وضمّ وفدُ الحركة ممثلها في سورية إسماعيل السنداوي، ومسؤول لجنة العلاقات إبراهيم موعد، والإعلامي عوض أبو دقة.

 

وهنَّأ "السنداوي" السفير "رودريغيز" بالمنصب، وشرح له تطورات المشهد الفلسطيني، قائلاً :"لا يخفى عليكم ما تقوم به الحكومة النازية الإسرائيلية ضد مقدساتنا وشعبنا المرابط، الذي يتسلَّح بالإيمان والعزم على مواجهة الاحتلال وطرده عن أرضنا".

 

وأضاف: "المقاومة تتقدَّم في وجه الاحتلال رغم الدماء والشهداء. اليوم حركة الجهاد الإسلامي تقود المواجهة في الضفة ضد (الإسرائيلي) من خلال كتائب: جنين، نابلس، طوباس وطولكرم"، مؤكِّدًا أنَّ "الوضع في الضفة المحتلَّة يتطور إلى انتفاضة مسلحة".

 

ونوَّه إلى أنَّ "المخيمات الفلسطينية في جنين ونابلس أصبحت عصيّة على الاحتلال، ولا يستطيع اقتحامها"، مشيرًا إلى أنَّ "هناك حالة ضعف تشهدها (إسرائيل)، المأزومة داخليًّا".

 

ولفت إلى أنَّ "الإمبريالية العالمية تدعم (إسرائيل) من أجل حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني".

 

وتحدَّث ممثِّل "الجهاد الإسلامي" في سورية عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، متطرِّقًا إلى "المواجهة التي يخوضها الشيخ خضر عدنان بأمعائه الخاوية منذ نحو شهرين؛ رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها مصلحة سجون العدو ضد المئات من الأسرى الفلسطينيين".

 

وبيَّن أنَّ "حركة الجهاد الإسلامي تتطلَّع لإقامة علاقات مع كل الدول الصديقة، التي تدعم نضال الشعب الفلسطيني الموحَّد حول خيار المقاومة ومواجهة المحتل".

 

بدوره، رحَّب سفير جمهورية كوبا لدى سورية بوفد "الجهاد الإسلامي"، قائلاً: "شرفٌ كبير استقبالكم، وتبادل الحديث معكم في المواضيع المشتركة، لاسيَّما التي تخص النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، الذي يواجه الاحتلال (الإسرائيلي) بقوةٍ وإرادة".

 

وأضاف: "نحن نتعلَّم كثيرًا من تجربة الشعب الفلسطيني، وهذا الشيء يجعلنا ملتزمين أكثر تجاه القضية الفلسطينية. علينا أيضًا أن نُقدِّر نضال الشعب الفلسطيني".

 

وشدَّد على "ضرورة أن يتَّخذ المجتمع الدولي قرارًا بإنصاف هذا الشعب الأبي المثابر، الذي من حقِّه أن يعيش بسلام فوق أرضه، وأن يتم إنهاء الاحتلال".

 

ولفت إلى أنَّ "أهمّ فضيلة لدى الفلسطينيين هي المقاومة، التي اعتبرها رأس المال الأساس لهم في مجابهة الإجرام (الإسرائيلي)، وطرد الاحتلال عن أرضهم".

 

وتابع: "منذ أن وُلدنا في كوبا ونحن نسمع عن نضال الشعب الفلسطيني. كل الأجيال منذ انتصار الثورة الكوبيَّة كانت منخرطة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يوجد أي محفل عالمي إلَّا ونُعلي فيه الصَّوت باسم القضية الفلسطينية".

 

وتعهَّد السفير الكوبي بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني، خصوصًا تقديم المنح الدراسية في مجال الطب"، مجدِّدًا تأكيده أنَّ "شعب فلسطين يستحق أنْ يسترجع حقوقه المسلوبة منه، والاعتراف بنضاله المشروع ضد المحتل".

 

وأوضح أنَّ "الإمبريالية العالميَّة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تُقدِّم كل الدعم لـ (إسرائيل)؛ لذلك فإنَّ الأخيرة تتصرَّف بحصانة تامَّة، ولا تعتدي على الشعب الفلسطيني فقط، وإنَّما تعتدي على سورية كذلك، وتخرق سيادتها".

 

وشدَّد على أنَّ "السياسة الأمريكية تقوم على نهب ثروات الشعوب، ولا تريدها أن تنعم بالسيادة والاستقلال".

 

وأضاف: "الشَّعبان الفلسطيني والكوبي رمزان للمقاومة، فهما لم يخضعا، ولم ينكسرا في مواجهة العدوان والحصار عقودًا طويلة".

 

وأعرب السفير الكوبيّ "رودريغيز" عن أمانيه بأن "يُكسر الحصار عن: كوبا، فنزويلا، كوريا الشمالية وسورية"، مبيِّنًا أنَّ "الأعداء يحاولون استنزافنا وزعزعة الأوضاع الداخلية في هذه البلدان؛ لكنهم لن يحققوا أهدافهم".

 

وأشار إلى أنَّ "لدى الشَّعبين الكوبي والفلسطيني كثير من التحديات، فهم مقيدون في المجال المالي والاقتصادي".

 

وأردف: "هذا التَّحدي الأساس؛ لكن رغم ذلك نعمل لتجاوز هذه العقبة"، موضحًا أنَّ كوبا "بلد فقير ومُعاقب؛ لكن يعيش بكرامة وإرادة لا تعرف المستحيل في مواجهة أكبر قوة بالعالم".

 

وتطرَّق سفير كوبا لدى وسورية إلى "منع الدَّواء والتكنولوجيا عن الشعب الكوبي، الذي يتعرض للحصار منذ 62 عامًا"، متسائلاً: عن أيّ ديمقراطية يتحدثون؟!، فيما أعداؤنا من خلال القوة يفرضون الحروب. أما التَّحدي الفلسطيني - وفق السفير الكوبي- فيكمن في تحقيق الوحدة".

 

وقال: "عليكم أن تكونوا أذكياء أكثر. أعرفُ أنَّ هذا تَحدٍّ صعب، فالعدو يستغل هذا الشيء لكي يُقسِّم أكثر، ويُضعف الجبهة الداخلية للفلسطينيين".

 

وأكمل: "ابحثوا عن نقاط تلاقي. بداية الثورة الكوبية حصل العديد من الانقسامات؛ لكن فيدل كاسترو كان لديه القدرة على جمع الكل، وتوحيدهم جميعًا، والهدف الأساس كان تحقيق النَّصر، وبفضله توحدت المقاومة الكوبية، وحققنا النصر، وكانت لحظةً تاريخيةً فارقة لازلت تُلقي بظلالها حتى الآن".

 

وأعرب عن تقديره للمقاومين الفلسطينيين، مؤكِّدًا أنهم "نماذج ملهمة، ولن يستطيع الأعداء هزيمتكم طالما أنَّ بينكم هؤلاء الملهمون".

 

وتوقَّع أن "تتغير خارطة العالم على ضوء ما سيحدث في أوكرانيا، وصعود قوَّة الصين، الهند، ودول أمريكا اللاتينية كفنزويلا والبرازيل"، لافتًا إلى أنَّ "هذا سينعكس إيجابًا على القضية الفلسطينية".

 

وبحسب السفير "رودريغيز" فإن العالم "لن ينعم بالسلام؛ إلَّا بحِّل القضية الفلسطينية". وختم بالقول: "نحن (كوبا) والشعب الفلسطيني أسرةٌ واحدة، سواء كان بالمعاناة، المقاومة والنصر، ولن نفقد الإيمان بالنَّصر، والمقاومة هي الإرث الكبير الذي تركه لنا فيدل، وتركه لكم قادتكم الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي".

التعليقات : 0

إضافة تعليق