رأي الاستقلال (العدد2772)

فجر ساخن عاشته القدس: الأقصى يحتاج لقول وفعل

فجر ساخن عاشته القدس: الأقصى يحتاج لقول وفعل
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال (العدد2772)

بالأمس خرج علماء المسلمين في العديد من العواصم العربية والإسلامية, بمناشدات للامة للدفاع عن مسجدها الأقصى المبارك أولى القبلتين, وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي المساء كان جنود الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين وقوات ما يسمى حرس الحدود تقتحمون باحات المسجد الأقصى ودخل ببساطيرها «النجسة» المصلى القبلي والمسجد المبارك فتعتدي على المصلين بوحشية كبيرة, وتمنع الاعتكاف, وتبطل صلواتهم حيث يقوم جنود الاحتلال بمنع المصلين من اكمال الصلاة ويدوسون على السجاجيد بأقدامهم ويدفعون المصلين المصطفين للصلاة لإخراجهم منها, سمعنا أصوات الحرائر وهم يستغيثون, وسمعنا أصوات الشيوخ وهم يستنجدون, واصوات الشباب المرابط في الأقصى وهم يئنون من شدة الضرب الذي يتعرضون اليه, بينما أصحاب الوصاية على المسجد الأقصى منشغلون بموائد رمضان والسهرات الرمضانية الحمراء, على أصوات الموسيقى والغناء, حيث يعتبرون امن وصايتهم لا تعدوا كونها دفع رواتب الموظفين, وإصلاح التلفيات في الأقصى, ومده بالموكيت والسجاجيد, ولم يخطر ببالهم يوما ان الوصاية تعني الدفاع عن حرمة المسجد الأقصى, ومنع اليهود من تدنيسه, ومنع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, الم يشهد اجتماع العقبة الأمني توافقا عربيا إسرائيليا أمريكيا بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى, والبدء بالتقسيم الزماني والمكاني, وإتاحة الفرصة لليهود لتقديم قرابينهم وممارسة صلواتهم التلمودية في باحات الأقصى, الم تبارك أمريكا والدول العربية في اجتماع شرم الشيخ الأمني خطوات الاحتلال التصعيدية بحق الفلسطينيين, واستخدام القوة المفرطة لتحقيق الأهداف, وغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى وتنامي الاستيطان بشدة, وضرورة انهاء كل اشكال المقاومة ضد «إسرائيل».

 

 

فجر ساخن عاشته القدس, ونداءات علماء المسلمين لم تخرج من مكانها الذي القيت فيه الكلمات, وفي كل مرة يتعرض فيها الأقصى للخطر, تغزو عقولنا كلمات رئيسة الوزراء الصهيونية المقبورة جولدا مائير, التي قالت في أعقاب احراق أحد المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك 21 في آب/ أغسطس 1969, «عندما حرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستسحق. لكن، عندما حل الصباح، أدركت أن العرب في سبات عميق». كلمات قاسية لا زال الفلسطينيون يتذكرونها, ويناشدون الامة ان تستفيق, وان تدافع عن أقصاها, لقد كنا نعتقد ان رمزية هذا الشهر الفضيل شهر الانتصارات والفتوحات الإسلامية, ستكون كافية لتحريك الشارع العربي والإسلامي للوقوف في وجه الاحتلال, ومنعه من تقسيم الأقصى, وتدنيس حرمة المقدسات, فاين يكمن سر هذا السكون واصابة المسلمين بحالة من التبلد امام الفظائع التي يرتكبها الاحتلال, هل المشكلة تكمن في عدم قدرة العلماء المسلمين على التأثير في الشعوب ودفعها للدفاع عن مسرى نبيها, ام المشكلة تكمن في ان الشعوب أصبحت لا تبالي بما يحدث لمقدساتها, وان الجوانب العقائدية مست في داخلها وبدأت تتبلد وتخفت شيئا فشيئا, ما حدث في الأقصى الليلة الماضية كان كفيلا بتحريك كل العواصم العربية والإسلامية, وما تبع هذا الفعل الفلسطيني الشنيع, هو شن غارات على قطاع غزة, واستهداف مواقع للمقاومة الفلسطينية, التي ردت بصواريخها على انتهاكات الاحتلال لحرمة المسجد الأقصى المبارك, ماذا بقى للفلسطينيين ان يفعلوا حتى تتحرك الامة دفاعا عن أقصاها ومسرى نبيها, ماذا بقى بعد استغاثة الحرائر والشيوخ والعلماء, ما هو الشيء الذي يمكن ان يحرك الامة ويدفعها للإعلان عن الغضب إزاء ممارسات الاحتلال بحق أقصاها ومسرى نبيها, هل لهذه الدرجة استطاعت الأنظمة العربية تدجين العقول وترويضها, وتقوقعت الامة في ثياب الخوف والفزع منها.

 

 

أصحاب الوصاية على الأقصى وسلطة عباس اكتفوا بدعوة الجامعة العربية للانعقاد, والبحث فيما فعله الاحتلال من انتهاكات لحرمة المسجد الأقصى, والذي من شأنه ان يقوض «فرص التهدئة» حسب قولهم, والتي تم التوافق عليها في اجتماع العقبة وشرم الشيخ الأمني, هذا اقصى ما يمكن ان يفعلوه, ان يضمنوا استمرار التهدئة بلا قيود على الاحتلال, وان يقبل الفلسطينيون بسياسة الامر الواقع, دون أي خطوة فعلية لوقف انتهاكات الاحتلال للأقصى, كما قال محمد اشتية رئيس حكومة عباس, ان على المجتمع الدولي الضغط على «إسرائيل» لوقف جرائمها, انه يريد العودة للمفاوضات, فالسلطة مستعدة ان تفاوض على الأقصى, المهم الجلوس على طاولة المفاوضات, العالم لا يحترم الضعفاء ولا يتعاطى معهم, لذلك ستبقى السلطة التي تدور في رحى دول التطبيع العربي «محلك سر» ولن تحقق أي إنجازات للشعب الفلسطيني, لذلك يجب ان تبقى المقاومة ممسكة بزمام المبادرة, وتدير دفه المواجهة مع الاحتلال بوعي كبير, وما حدث في ملحمة سيف القدس البطولية من إنجازات حصدتها المقاومة في نهاية المعركة, يمكن ان يحدث مجددا, لان الشعب يؤمن بمقاومته, والتظاهرات التي تخرج في القدس والضفة وغزة وفي الأراضي المحتلة عام 48م كلها توجه نداءات للمقاومة, وتستغيث بالمقاومين للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني, لذلك لخص الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة ما يحدث في الأقصى بالقول: «إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديداً جديّاً على مقدساتنا، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة».. هذه هي الرسالة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق