رأي الاستقلال (2778)

من الذي يمد لـ "إسرائيل" حيل النجاة

من الذي يمد لـ
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال عدد (2778)

تعبر الإدارة الامريكية عن غضبها من سياسة حكومة الصهيونية الدينية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو, بتقديم حلول ومقترحات من شأنها ان تنقذ «إسرائيل» من ازماتها وتعيد تصويب مساراتها السياسية بما يخدم مصلحة «إسرائيل» التي ترعى مصالح أمريكا ودول أوروبية في المنطقة, الغضب الأمريكي من سياسة «إسرائيل» ليس له علاقة بتحقيق رغبات السلطة الفلسطينية وتحريك عجلة المفاوضات, انما الامر يتعلق بإنقاذ «إسرائيل» من نفسها, ومد حبل النجاة اليها لإخراجها من مسار الهلاك الذي تمضي به وهى مغمضة العينين, بعد ان أصبحت الأحزاب الدينية الصهيونية التي تستمد مواقفها من اساطير التوراة, هي التي تقود سياسات حكومة نتنياهو وتحدد مساراتها, أوساط دبلوماسية إسرائيلية، كشفت جانبا من كواليس الغضب الأمريكي، من حكومة نتنياهو، والضغوط التي مورست عليها، وتحدثت الأوساط الدبلوماسية، عن «تسريبات وصلت إلى حد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمحيطين به بأنها  أيام عاصفة مرت على من اسماها «دولة الاحتلال» خلال الاحتجاجات على التغييرات القانونية، مؤكدا أننا قلقون للغاية مما يحصل فيها، ولا يمكنهم المضي في هذا الطريق، وأنه لا ينوي دعوة نتنياهو للبيت الأبيض في المستقبل القريب», وحتى لا تخدعنا حالة الغضب الأمريكي من الحكومة الصهيونية فإننا نؤكد ان الدوافع لا تصب في مسألة الانحياز الى حقوق الفلسطينيين, صحيفة يديعوت احرونوت قالت ان «حكومة نتنياهو تعرضت للقصف بتحذيرات من الإدارة الأمريكية التي أعربت عن مخاوفها من الإضرار بصورة إسرائيل، من خلال الإعلان غير العادي الذي نشره البيت الأبيض في ذروة التظاهرات العفوية التي اندلعت إثر إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، وهو تحذير علني مخالف لتوجيهات واشنطن، التي بموجبها تمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية لحلفائها», لاحظوا ان أمريكا تخشى من احتدام الخلاف الداخلي الصهيوني.

 

موقف دول التطبيع العربي من السياسة الإسرائيلية لا يختلف كثيرا عن الموقف الأمريكي, فهو نابع من جذور السياسة الامريكية تجاه إسرائيل, فدول التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني تقدم أيضا طوق النجاة لإسرائيل, لأنها تحتاج «إسرائيل» القوية والمستقرة التي تظن انها يمكن ان تحميها وتحفظ مصالحها, وهى لا تمعن النظر في حالة التراجع والضعف الإسرائيلي, فلا تكاد تراها, لان الصورة المرسومة في مخيلتها عن إسرائيل تشبه تماما صورة «أبو رجل مسلوخة» التي كنا نخوف أطفالنا منه ونحن نسرد لهم الحكاوي والقصص الخيالية, أوفير فينتر الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية قال، «العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية المطبّعة اعتبرت بالنسبة لدولة الاحتلال أصولا استراتيجية، مما دفع قادة هذه الدول العربية من الخليج إلى المحيط باللجوء إلى اتفاقيات التطبيع، ولذلك فإن إلحاق الضرر بهذه العلاقات سيؤثر سلبا على الاتفاقات المستقبلية، في ضوء انشغال الأوساط العربية منذ فترة طويلة بالأزمة الداخلية في إسرائيل وتداعياتها», وأكد أن «الدول العربية المطبعة تتخوف من الأضرار الناجمة عن التطورات الإسرائيلية الداخلية على اقتصادها، لاسيما قطاع التكنولوجيا الفائقة؛ ويرجع ذلك لخسارة الاستثمارات الرأسمالية في إسرائيل، وانخفاض ثقة المستثمرين في مناخ الأعمال فيها، وانخفاض المساهمات من يهود العالم، والضباب العام المحيط بالاتجاه الذي تسير فيه دولة الاحتلال», لذلك فان الدول العربية المطبعة تقدم طوق النجاة للإسرائيليين أيضا بميزان مصلحتها لإرضاء الإدارة الامريكية, وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) قالت انه جرى اتصال  هاتفي بين بنيامين نتنياهو والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، «بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة». وذكرت أنّ بن زايد أكد لنتنياهو حرص بلاده على العلاقات الثنائية، واصفاً العلاقة مع إسرائيل بـ «الخيار الاستراتيجي لصالح السلام والتنمية والذي ننشده للمنطقة بأسرها», وهذا الموقف الاماراتي تتبناه كل دول التطبيع العربي بلا خجل.

 

موقف السلطة الفلسطينية وهى الحلقة الأضعف في المنظومة الدولية والإسلامية والعربية والفلسطينية تعبر عنه أجهزة امن السلطة الفلسطينية التي تلاحق الفلسطينيين وتحديدا من أبناء حماس والجهاد الإسلامي, وتقوم باعتقالهم وتقديم معلومات عنهم للاحتلال الصهيوني, وهى تواصل التنسيق والتعاون الامني مع الاحتلال الصهيوني والذي يصفه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «بالمقدس», سلطة عباس اكثر جهة رسمية تقدم طوق نجاه لإسرائيل, اذا ما وقعت «إسرائيل» في أي مشكلة, فلا يمكن للشعب الفلسطيني ان ينسى مشروع غولدستون الذي يدين الصهاينة بجرائم حرب في غزة سنة 2009، إذ قررت السلطة سحبه آنذاك، وغيره من القرارات اللاحقة, كما سحبت السلطة مؤخرا, مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي ضد البناء الاستيطاني الصهيوني, ولا تستطيع السلطة اتخاذ أي موقف على غير رغبة الإدارة الامريكية, يمكن ان يدين «إسرائيل» ويعرضها او قادتها السياسيين والعسكريين للملاحقة القضائية في محكمة الجنائيات الدولية, والمواقف التي اتخذتها السلطة بإنقاذ «إسرائيل» من الملاحقة القانونية متعددة وكثيرة, وأصبحت «إسرائيل تدرك ان السلطة اضعف بكثير من ان تلاحقها, او تدين سياستها تجاه الشعب الفلسطيني, وباتت السلطة معزولة تماما, ولا تعبر عن الموقف الفلسطيني, انما تقوم بدور بات منوط بها تماما وهو «طفاية حريق» للازمات, وطوق نجاة لإسرائيل امام العام, وهى تؤمن ان دورها يتلخص في حماية امن «إسرائيل» ومصالحها وتشجيع التطبيع العربي معها.

 

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق