بقلم رئيس التحرير / أ. خالد صادق
في يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق السابع عشر من نيسان من كل عام، يبقى موضوع الاسرى وقضيتهم من أولى أولويات شعبنا الفلسطيني وفصائله المختلفة، ويولى موضوع الاسرى اهتماما خاصا من فصائلنا الفلسطينية المقاومة, في وقت تحتدم فيه المعركة بين اسرانا والاحتلال الصهيوني الذي يحاول تضييق الخناق عليهم, وحرمانهم من إنجازات حققوها عبر سنوات طويلة من التضحيات, ومعارك خاضوها راح ضحيتها شهداء اطهار, ومؤخرا تم طرح قانون جديد على الكنيست الصهيوني لإعدام الاسرى الفلسطينيين, وقالت مؤسسات الأسرى إن سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل اعتقال نحو (4900) أسير، بينهم (31) أسيرة، و(160) طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن (18 عاما) ومن بين الأسرى أكثر من (1000) معتقل إداريّ، بينهم (6) أطفال، وأسيرتان، هما رغد الفني، وروضة أبو عجمية, وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو 23 أسيرًا، بالإضافة إلى أن هناك (11) أسيرًا من المحررين في صفقة «تبادل الأسرى»، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل أوسلو وحرروا عام 2011 وأعيد اعتقالهم عام 2014، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي, وأن عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا وصل إلى قرابة الـ400 أسير، فيما بلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد (554) أسيرًا، وأعلى حكم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبدًا، وبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة (236) شهيدًا، وذلك منذ عام 1967، أما عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم، فقد بلغ 12 أسيرًا شهيدًا، والأسرى المرضى أكثر من (700) أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، منهم 24 أسيرًا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة, وسجلت المؤسسات المختصة منذ مطلع العام الجاري نحو 2300 حالة اعتقال، بلغ عدد الأطفال المعتقلين أكثر من (350) غالبيتهم من القدس، فيما بلغ عدد النّساء والفتيات اللواتي تعرضن للاعتقال (40) وفق احصائيات رسمية.
يأتي يوم الأسير الفلسطيني في الوقت الذي يواصل فيه الشيخ خضر عدنان المعتقل في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، إضرابه عن الطعام لليوم الـ 72 على التوالي، ووفقاً لعائلة الشيخ عدنان، فهو يعاني من وضع صحي صعب للغاية، إذ نقل محامي حقوق الإنسان للعائلة أن الأسير عدنان يحتضر حيث يُعاني من إغماء متكرر وتقيؤ الدم وصعوبة شديدة في شرب الماء وسط إهمال كبير ومتعمد من سلطات الاحتلال, ويخوض خضر عدنان معركة الأمعاء الخاوية للمرة السادسة من بين أربعة عشر اعتقالا في سجون الاحتلال الإسرائيلي, وقد حذر نادي الأسير الفلسطيني، من استشهاده وقال إنّ الأسير عدنان، وصل إلى مرحلة في غاية الخطورة، وهو معرض للاستشهاد في أية لحظة، خاصّة أن سلطات الاحتلال، وحتّى اليوم ترفض التعاطي مع مطلبه، مؤكدا أنّ الأسير عدنان يرفض أخذ المدعمات، أو أي نوع من العلاج، وكذلك إجراء الفحوص الطبيّة. فيما اكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إن الوضع الصحي للأسير وليد دقة المصاب بالسرطان في النخاع الشوكي، والمعتقل منذ 38 عاما، حرج وخطير، وخضع الأسير دقة لعملية جراحية في الرئتين بعد تعرضه لانتكاسة جديدة، وتم استئصال جزء كبير من رئته اليمنى، وهو حاليا في غرفة العناية المشددة. وقد جاء هذا التدهور الخطير بحالة الأسير دقة، في 20 آذار/ مارس الماضي، نتيجة سياسة الإهمال الطبي، لغرض القتل المتعمد في سجون الاحتلال. ويحتاج دقة إلى عناية صحية مكثفة للرئتين والكلى والدم، وإلى إجراء عملية زرع نخاع بالغة الحساسية -علما بتوفر أكثر من متبرع-، تقتضي بيئة علاجية لا يتوفر الحد الأدنى منها في ظل ظروف الأسر، والحراسة المشددة عليه التي تمارسها إدارة السجون. وكان الاحتلال أصدر بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ 37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح 39 عاما، ومؤخرًا ثبتت إصابته بنوع نادر من السرطان في النخاع، وهو بحاجة إلى علاج ومتابعة حثيثة، علمًا أنّه يقبع في «سجن عسقلان».
انه عام جديد ثقيل على الاسرى داخل سجون الاحتلال ، عام من الظلم والقهر أكثر حقداً وكرهاً ونداً تجاوزت فيه «إسرائيل» كل الخطوط الحمراء بقرارات مُجحفة بحقهم، العام الأكثر انتهاكاً وقساوةً، أمعنت فيه في عدوانها عليهم، مستخدمة كافة الوسائل والامكانيات، اعتقالات متصاعدة وقرارات صهيونية ظالمة من أعلى الهرم واغتيالات لمعتقلين، وهي سياسة تفاقمت العام الحالي بحق المعتقلين في سجون الاحتلال, رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أكد أن الأسرى في سجون الاحتلال ترتفع أعدادهم عاماً إثر عام ، وتزداد كربتهم، فيما تكبر التحديات التي تواجهها الحركة الأسيرة نظراً للتحولات التي تحدث في بنية المؤسسة «الإسرائيلية»، وذهابها لتثبيت منهج عنصري فاشي. ولفت إلى أن كثيراً من قوى العالم المؤثرة وذات المصداقية باتت تعلم أن «إسرائيل» دولة فاشية لذلك الأسرى يتعرضون لسياسات اجرامية متوحشة, ودعا إلى ضرورة تقييم التجربة ودراسة حجم التحديات وبناء سياسات وطنية تستجيب للتحديات المطروحة أمام الحركة الاسيرة, بما يمكن من توفير مظلة حماية للأسرى, بألا يستفرد بهم من دولة الاحتلال، والعمل بشكل دؤوب من أجل تحريرهم من الأسر، لتبقى معركة الاسرى مع الاحتلال مشتعلة ولا تنتهى ولن تنتهي الا بتحررهم من سجونه النازية.
التعليقات : 0