كتب رئيس التحرير خالد صادق
الخط الاصفر مصطلح جديد على الغزيين يعني بالنسبة لهم ان من يجتازه فمصيره الموت ومن يجتازه يشكل خطرا على جيش الاحتلال وهو اي الخط الاصفر يمثل نحو خمسة وخمسين بالمائة من مساحة قطاع غزة او يزيد ما يعني ان اكثر من نصف سكان القطاع لا يستطيعون الوصول الى منازلهم وعليهم ان يعيشوا مشردين في هذا البرد القارس بعد ان غرقت خيامهم بالامطار واصبح الكثير منهم بلا مأوى ويعيشون ظروفا حياتية صعبة ومريرة وكأن كل واحد منهم ينتظر لحظة الموت ان تباغته في اي وقت فالموت لا يقتصر فقط على نيران الاحتلال ربما يأتيك الموت جوعا او غرقا بمياه الامطار او بردا لعدم توفر الملابس والاغطية والفراش او بسبب ندرة الدواء او بسبب الامراض والاوبئة المنتشرة في قطاع غزة بسبب ما يلقيه الاحتلال على قطاع غزة من اسلحة محرمة دوليا وتلوث البيئة وتكدس القمامة وانتشار الحشرات والقوارض وانحسار الناس متلاصقين في اماكن ضيقة وفي بيئة لا تصلح للعيش ولا تتوفر فيها ادنى مقومات الحياة.
لم يكن احد يتوقع ان الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مؤخرا بين المقاومة والاحتلال الصهيوني يتيح له ان يبقى مستمرا في القتل المشرعن خلف ما يسمى بالخط الاصفر وان يبقى ينسف البيوت ويجرف الاراضي ويدمر ما تبقى من مزارع وحقول فلا زال القتل مستمرا بذريعة تشكيل خطر على الجيش الصهيوني ونسف البيوت خلف الخط الاخضر على اشده ولا يكاد يتوقف وهناك من يتحدث عن تقسيم القطاع لشطرين ما قبل الخط الاصفر وما بعده والاحتلال يقوم بتوسيع المنطقة الصفراء الخاضعة له مخالفا الاتفاق ويقوم بضم المزيد من الاراضي وجعلها مناطق صفراء فمنذ وقف اطلاق النار وحسب ما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بلغ إجمالي الشهداء: 345 شهيدا و إجمالي عدد الإصابات: 889 وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدايته إلى 69,775 شهيدًا 170,965 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م وهذه الارقام لا تعني شيئا للادارة الامريكية والعالم والكل يتعامل معها على انها مجرد ارقام فالادارة الامريكية تتوافق مع الاحتلال الصهيوني في كل سياسته وكل الخطوات التصعيدية التي يتخذها في قطاع غزة ولا تتوقف عن توجه اللوم لحماس والمقاومة الفلسطينية ولم نسمع كلمة واحدة منها تطالب اسرائيل باحترام الاتفاق والتوقف عن القتل. حتى بعد ان تسلمت الادارة الامريكية ادخال المساعدات الى قطاع غزة لم يتغير شيء المجاعة مستمرة والكميات الداخلة لقطاع غزة محدودة والمواد الضرورية اللازمة للايواء والعيش لم نر منها شيئا وهى شريك مباشر في الجريمة منذ بدايتها حتى الان لكنها تتلون ك الحرباء للخداع فقط.
لا زال المجهول المخيف والمرعب ينتظر سكان قطاع غزة وكأن هناك اجماع عالمي على حكم بالاعدام و الاندثار لسكان القطاع وادوات القتل متعددة ومتنوعه وتأخذ اشكالا مختلفة وغزة بلا نصير وبلا سند تواجه وحدها وتتصدى بصدرها العاري لكل هذا القتل سواء كان قتلا شرعيا حسب منطق العالم خلف الخط الاصفر او قتل بالاغتيال والقصف بحجة تشكيل خطر على امن اسرائيل.
القتل يأخذ مسارات جديدة ولن يتوقف واسرائيل لن تعدم الوسيلة في ايجاد مبررات لكل هذا القتل طالما ان العالم يصدقها ووسائل الضغط عليها معدومة وامريكا حاضرة بقوة لحماية اسرائيل وتبرير جرائمها الملونة باللون الاصفر والاحمر والاسود فقد تعددت الوان القتل لكن الثابت ان الموت واحد.
غزة مساحة للقتل واخرى للاغتيال
رأي الاستقلال


التعليقات : 0