كتب رئيس التحرير خالد صادق
توجت حرب الابادة التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة لمدة عامين بقرار مشؤوم بفرض الوصاية الدولية على قطاع غزة.
هذا القرار المشؤوم فيه امعان بالظلم والقهر والخذلان ضد الشعب الفلسطيني فهو يكرس الفصل بين غزة والضفة وينهي خيار حل الدولتين ويحرم الشعب الفلسطيني من اختيار من يمثله ويمنع المقاومة من حقها المكفول وفق الشرائع الدولية بمقاومة الاحتلال وتحرير الارض ونيله لحريته واستقلاله.
اسئلة كثيرة تراود كل فلسطيني من سيدير قطاع غزة امنيا وعسكريا واقثصاديا ومدنيا من سيتولى ادارة شؤون الناس واعادة الاعمار وفك الحصار واستخراج جثامين الشهداء من سيتولي ادارة المعابر سواء التجارية او معبر رفح الحدودي للمسافرين في كل هذه الامور المصيرية واضح ان الفلسطيني مهمش وليس له دور وهناك بنود كثيرة في هذا القرار ما زالت مبهمة وغير واضحة وتحتاج الى تفسير ويبدو ان هذه سياسة مقصودة من اجل اعطاء اسرائيل الفرصه مستقبلا للتنصل من الاتفاق والتهرب من تنفيذه كما حدث في اتفاق اوسلو وما قبله وما بعده.
اسرائيل لا زالت تؤكد انها صاحبة القرار النهائي في كل هذه البنود التي جاءت في خطة ترامب وان لها اليد الطولى في ادارة قطاع غزة في كل المجالات ونحن ندرك ان الادارة الامريكية في كل خطواتها تنحاز لاسرائيل وتعمل لصالحها وتحاول ان تحقق اكبر المكاسب لها وهى ترسم سياستها وفق الرؤية الاسرائيلية وبما يتماشى مع رغبات نتنياهو وطموحاته التي عجز عن تحقيقها ميدانيا بحرب الابادة التي شنها على قطاع غزة منذ عامين ولا زالت مستمرة ويحاول ان يحققها اليوم على يد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ويرى انها الوسيلة الافضل لاستمراره في رئاسة الحكومة خلال الانتخابات الاسرائيلية المقبلة.
في نفس الوقت لا يتوقف نتنياهو عن القتل في غزة والضفة ولبنان مجزرة عين الحلوة ادت حتى الان لاستشهاد واحد وعشرين شهيدا وإصابة اكثر من سبعين وفي الضفة يقتل الجيش ويعربد المستوطنين وتصادر الاراضي وتحرق المنازل والقرى وتسرق المحاصيل الزراعية وتدمر البيوت وتنتهك حرمة المقدسات وفي غزة يمنع الطعام ويقدم بالقطارة وتمنع للمساعدات والايواء واستمرار لازهاق الارواح وتقسيم لغزة ما قبل الخط الاصفر وما بعده ورفض لاخراج نحو مائتي مقاوم فلسطيني من رفح كان نتنياهو قد اصدر حكمه عليهم اما بالقتل او الاستسلام رافضا كل محاولات الافراج عنهم او حتى ابعادهم خارج قطاع غزة.
انها سياسة الاستكبار والعلو والافساد التي وصل اليها بنو اسرائيل والتي سيتبعها انحدار كبير تخشاه اسرائيل وتعمل هلى تجنبه فنتنياهو دائما ما يردد ان صراعه مع الفلسطينيين هو صراع وجود وان فلسطين لا تتسع لنا ولهم فاما نحن واما هم حسب ما يردد يردد دائما ويبدو ان عقدة الثمانين ستبقى حاضرة عنده بقوة وتتحكم في سياسته وتزيده عنفا واستمرارا في القتل حتى الرمق الاخير.
القرار المشؤوم 2803 يأتي في اطار التكالب العالمي لتصفية القضية الفلسطينية وانهائها تماما والالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وحتما فان هذا القرار بما يحمله من غموض في كثير من البنود سيكون له تبعات ستنعكس على الموقف الفلسطيني على المستوى الرسمي والفصائلي والشعبي فهذا الشعب الذي قدم اكثر من سبعين الف شهيد ومائة وسبعين الف جريح واكثر من عشرة الاف اسير واسيرة ولا زال يحصي شهدائه وقدم تضحيات كبيرة لا يتخيلها احد واظهر صمودا اسطوريا اذهل العالم كله لن يستسلم لواقع مفروض ان كان هذا الواقع فيه التفاف على حقوقه وينقص منها فمسيرة النضال والتضحيات باشكالها المختلفة مستمرة وممتدة حتى تتحقق الاهداف وينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله .
2803 قرار مشؤوم لشعب مظلوم
رأي الاستقلال


التعليقات : 0