اتفاقات تعرفها الدماء و «إسرائيل» بلا رادع

اتفاقات تعرفها الدماء و «إسرائيل» بلا رادع
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق

غرد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على مواقع التواصل الاجتماعي ليعلن ان اسرائيل ملتزمة باتفاق التهدئة وان حماس تصر على خرق الاتفاق وهى بجاحة ومكايدة منقطعة النظير فنتنياهو يلتف على جرائمه من خلال منطق ضربني وبكى وهو يستخدم القتل كوسيلة لاستعادة ثقة الشارع الصهيوني بعد ان اظهرت كل استطلاعات الرأي انخفاضا في شعبيته وعدم قدرته على الفوز بالانتخابات الاسرائيلية القادمة. لذلك هو يستخدم القتل في غزة والضفة ولبنان كدعاية انتخابية له ولحزبه الليكود ولحلفائه في اليمين الصهيوني المتطرف ولن يتوقف نتنياهو عن هذه السياسة طالما لم يجد رادعا يردعه ولا تمارس عليه ضغوطات حقيقية لوقف شلال الدم النازف نتيجة القتل الصهيوني المتعمد والمقصود والممنهج الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين والمشفوع دائما بالمبررات الامريكية وقبول اكاذيب الاحتلال المفضوحة بقيام حماس باستهداف مواقع اسرائيلية او جنود او اليات فيما تسمى بالمنطقة الصفراء والاحتلال يدرك ان روايته مصدقة لانه ليس هناك طرف اخر للرواية سواه فهو الذي يمنح لنفسه الحق في سرد الرواية المطروحة والترويج لها وفرضها كواقع على الجميع والكل عليه ان يصدقها سواء كانت رواية واقعية او غير واقعية فهذا منطق الاحتلال الذي يتعامل به مع العالم الذي يمنح اسرائيل الحق ان تعيش خارج نطاق القوانين والمواثيق والاعراف الدولية.
المكتب الإعلام الحكومي قال ان الجيش الإسرائيلي ارتكب 497 خرقا لقرار وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ ما ادى لاستشهاد 342 مدنيا وإصابة 875 آخرين. السبت الماضي الذي شهد سقوط ضحايا فلسطينيين كثر معظمهم من الاطفال والنساء ارتكب الجيش الصهيوني 27 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار ما خلف 24 شهيدا و87 مصاباً ولا زالت ارواح الفلسطينيين تحصد حصدا وتزداد في كل يوم وساعة ودقيقة والعالم يتفرج ويتجاهل نداءات المقاومة الفلسطينية واستغاثاتها للوسطاء بضرورة كبح جماح اسرائيل ووقف مسلسل القتل الممنهج والالتزام بما تم التوقيع عليه من اتفاقات. لكن التجارب علمتنا انه لا حياة لمن تنادي العالم لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم عندما يتعلق الامر بطغيان اسرائيل وتجبرها فيما اذا ارتكبت المقاومه اي فعل مقاوم مهما كان صغيرا ترتفع الاصوات ويبدء مسلسل الردح الاعلامي الصهيوني والتهديد والوعيد والعقاب الفوري باغلاق المعابر ووقف المساعدات ومنح اسرائيل مساحة مفتوحه للرد بالشكل و الكيفية التي تريد والنتيجة دائما زيادة اعداد الضحايا من الاطفال والنساء والعالم ينتهج سياسة المواربة وغض الطرف عن جرائم الاحتلال مهما كانت بشاعتها وفظاعتها وعنجهيتها.
السؤال الذي يجتاح العقول اليوم بالحاح في مقابل كل هذا القتل الصهيوني الممنهج ماذا تملك المقاومة من اوراق للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه اولا علينا ان ندرك ان اوراق الضغط في يد المقاومة في هذا الوقت تحديدا محدودة فخيار العودة للحرب ربما يكون ثقيلا جدا على الغزيين الذين لم يستفيقوا بعد من ويلاتها ثانيا لا يمكن الرهان على المواقف الامريكية لانها كلها منحازة لصالح اسرائيل ثالثا العالم على المستوى الرسمى تبقى ردود فعله على انتهاكات اسرائيل محدودة ومقيدة بالسياسة الامريكية على الجانب الاخر فان صمت المقاومة الفلسطينية على الجرائم الصهيونية المرتكبه يظهرها وكأنها مستسلمة تماما للاحتلال وتمنحه الفرصة لادامة سياسة القتل الممنهج وزيادة وتيرته وان يصبح مسلكا متبعا لذلك فان المخرج لدى المقاومة لا يزال مرتبطا فقط بتحريك الوسطاء والمطالبة بكبح جماح اسرائيل والزامها ببنوده وانتظار النتائج. وهذه النتائج مرتبطة بالادارة الامريكية التي تمارس ضغوطا ناعمة على اسرائيل تنتهى غالبا بتوجه بيان بضبط النفس لدى الطرفين ويعود المشهد ليتكرر مرارا حتى يصبح نهجا متبعا وتبقى هذه الاتفاقات التي صاغتها الادارة الامريكية وتبنتها وتوعدت بتحقيقها غارقة بدماء الابرياء والضحايا وتختفي بنوده تحت طلاء الدم النازف هذا ما يحدث في لبنان وفي سوريا ويحدث اليوم في غزة وسيحدث غدا في اماكن اخرى لان اسرائيل لا تعترف باتفاقيات ولا تلزمها بنود واشتراطات ولا ترى الا نفسها. لكن التاريخ علمنا ان لكل طغيان نهاية مهما علا وتجبر وحتما فان هذا الظلم لن يطول.

التعليقات : 0

إضافة تعليق