أقلام/الاستقلال:
العدو يظهر شيئًا من أرشيفه، عنوان يكشف مما جرى، وما خفي أعظم، وهذا ما ستكشفه الأيام، وإليكم الحكاية من أطرافها.. حين أطبق القسام على دورية كاملة في (حرب 2014- العصف المأكول). والعدو يقف على تخوم قطاع غزة، بكل وحداته المقاتلة.. الناحال، والجولاني، والمظليين، والجيفعاتي، وأن أي منها لم تستطع الاختراق، وما تقدم مجموعة حتى تيقن أنها وقعت في فخاخ المقاومة، وكل فخ منها كان مقتلة عظيمة.
وهذا ما كان يجري على امتداد القطاع، وفي كل مرة كانت تقع عمليات أسر، فيسرع الاحتلال مباشرة بعد تقدير لعمليات أسر ليفعل قانون (هنيبعل)، قتل الآسرين والمأسورين، تم هذا في بيت حانون، والشجاعية، وأبو مطيبق، والقرارة، والزنة، وخزاعة، والفخاري، ورفح، ومع ذلك نجحت المقاومة من إتمام عمليتي أسر منها.
أما حديثنا الآن فهو عن عملية من عمليات لم تنتظر المقاومة الاحتلال حتى يخترق ليحترق في نارها، بل اخترق أبطالنا خطوط العدو، وعملوا خلفه.
وجدنا ذلك في أكثر من مكان كان أشهرها عمليتي موقع (نحل عوز) التي عاد الأبطال سالمين بعد أن داس القسام جنود الاحتلال، وعملية زيكيم البحرية التي كشفت شيئا من تفاصيلها السايبر القسامية.
وكانت من هذه الاقتحامات عملية (إيريز) الأكثر تعقيدًا وأشد إيلامًا، لم تكشف المقاومة عن تفاصيلها، إلى أن بدأ الاحتلال في إطار مواجهة القطعان الذين يدعونه لعملية عسكرية مع غزة ليخبرهم بأن غزة الطعم السام، والخنجر القاتل، والفخ المميت؛ فكشف لهم شيئًا مما في جرابه، حين سيطرت نخبة قسامية على دورية للاحتلال ضمت أربعة ضباطًا وعسكريين (قيادة ميدانية).
وهنا أدرك العدو أن ضباطه وقعوا في أسر محقق، فكان قرار هنيبعل؛ فتم الإجهاز على الأسرى والآسرين.
أيها الإخوة الكرام، غزة في 2014 كسرت قوة العدو العسكرية، وقضت على روحه القتالية، وقطعت ذراعه البرية. نعم، كان ذلك بثمن كبير دفعناه بكل ما نملك، ولكن غزة أغرزت أنيابها السامة فيه، وتركته يعاني رحلة الهلاك لحتفه. فإن حدثكم أحد يومًا عن دور استراتيجي في إنهاء الاحتلال، ولا يضع غزة العنوان الأبرز، فاعلموا أنه جاهل معلوم الجهالة. ولا ننسى عملية أبو مطيبق فيها قزدر الأبطال حتى أطبقوا على جنود الاحتلال.. وأن يذكر اليوم، فكأن قيادة الاحتلال تقول لقطعانها المستوطنين، غزة خطر الموت، فلا تقتربوا منها، هو أزكى لكم!
التعليقات : 0