الاستقلال/ دانا حميد:
ما أن انتهى العدوان "الإسرائيلي" على غزة، حتى بدأت الحياة تعود تدريجًا إلى طبيعتها في القطاع، إلا أنها ما تزال متوقفة بالنسبة لمئات المواطنين الذين أصابت آلة الحرب الإسرائيلية أبواب أرزاقهم.
المزارع بدر صبح (30 عاماً)، ما زالت الحياة متوقفة بالنسبة إليه، فأرضه الزراعية الواقعة شرق بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة تحولت إلى أرض غير صالحة للزراعة، بفعل استهداف الاحتلال لها خلال عدوانه الأخير على غزة، ما كبده خسائر فادحة.
وحال المزارع صبح لا يختلف كثيرًا عن المزارعين الذين يمتلكون أراض زراعية في المناطق الشرقية لقطاع غزة، والذين انتظروا موسم الحصاد بفارغ الصبر قبل أن تقلب آلة الحرب الإسرائيلية آمالهم إلى آلام، بعدما كبدتهم خسائر فادحة بدلا من أرباحهم متواضعة.
خسائر فادحة
ويقول المزارع صبح لـ"الاستقلال": زرعت أرضي على مساحة 30 دونما بثمار البطيخ، وتم قصف المنطقة بشكل مباشر من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ما تسبب بدمار شامل في الأرض".
وتُقدر خسائر صبح المادية بقيمة 17 ألف دولار بعد أن قصف الاحتلال الإسرائيلي أرضه الزراعية التي كان يستعد لحصادها بعد أيام قليلة، لتضاف هذه الحادثة لحوادث سابقة تعرض لها المزارع صبح فأرضه استهدفت عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك يستمر في إعادة تأهيلها لكونها مصدر رزقه الوحيد.
وأشار صبح إلى أن أرضه الزراعية يعمل بداخلها أكثر من 50 عاملاً، فتعد مصدر رزق لعشرات العائلات، والآن توقف العمل بداخلها تماماً وانقطع مصدر الرزق على تلك العائلات.
فاجعة كبيرة
وعبر المزارع صبح عن حزنه الشديد لتحول موسم الحصاد والرزق إلى فاجعة كبيرة لم يكن يتوقعها، خاصة أنه كان يستعد للموسم من مدة تزيد عن أربعة شهور، بتكاليف زراعية باهظة ويوميات لأيدي عاملة.
وأضاف المزارع: الأرض أصبحت لا تصلح للزراعة لمدة 10 سنوات قادمة بعدما تم قصفها من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالمواد الكيميائية القاتلة".
حال المزارع صبح لا يختلف عن المزارع بلال أبو طعيمة (35 عاماً)، والذي استهدف الاحتلال الإسرائيلي أرضه الزراعية التي تقع في منطقة خزاعة الشرقية، وكان قد زرعها بالشمام، ما كبده خسائر فادحة.
أوضح أبو طعيمة لـ"الاستقلال" إن خسائره المادية بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لأرضه تقدر بـ 10 آلاف دولار، إلى جانب أراضيه الزراعية المتواجدة في أماكن متفرقة من المنطقة، ولم يستطع الاهتمام بها خلال فترة التصعيد.
وبالعودة إلى المزارع صبح، الذي يضيف لـ"الاستقلال": الأرض الزراعية تحتاج إلى الري والرش بشكل يومي، فيتم الاهتمام بها كما يهتم الأب بأبنائه"، منوهاً إلى أن شتلة البطيخ تحتاج لمدة عناية تزيد عن مائة يوم.
وأوضح أن المزارعين لا يستطيعون الذهاب لأراضيهم الزراعية خلال فترة العدوان الإسرائيلي على القطاع، لكون الاحتلال يستهدف البشر والحجر دون أي تمييز.
مخاطرة بحياتهم
أما المزارع أبو طعيمة فاختار المخاطرة بحياته ليحافظ على حياة مزروعاته، حيث ذهب لتفقد أرضه الزراعية خلال اليومين الأولين من العدوان، لكنه لم يستطع الذهاب إليها بقية أيام التصعيد.
وأوضح أن الشمام يحتاج إلى عناية يومية، وعدم ذهاب المزارعين لتفقد الأراضي تسبب بفساد موسم بأكمله، عدا عما تم استهدافه بشكل مباشر من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
واستدرك أبو طعيمة "المناطق الزراعية التي لم تقصف في خزاعة، أصيبت بجفاف تام خلال أيام التصعيد، ما تسبب بخراب المحاصيل الزراعية، قبل البدء في موسم الحصاد التي تعتبر فترة الربح للمزارع".
وذكر أن الاهتمام بالأراضي الزراعية تستغرق أيام عديدة تزيد عن 110 يوم، منوهاً إلى الفاجعة الكبيرة التي حدثت للمزارعين بسبب القصف الإسرائيلي خلال التصعيد الأخير على القطاع.
التعليقات : 0