بقلم / فادي أبو بكر
في ضربة أمنية قاتلة، نفذ الجندي المصري محمد صلاح عملية نوعية فجر يوم السبت الموافق 3 حزيران/يونيو 2023، على الحدود المصرية الإسرائيلية، قتل فيها ثلاثة من نخبة جنود الاحتلال الإسرائيلي، ليحطّم قبل استشهاده أسطورة ما يسمّى بـ “الجيش الذي لا يقهر”.
وتأتي عملية الشرطي المصري قبل يومين من الذكرى الـ 56 لنكسة حزيران عام 67 والتي احتلت إسرائيل خلالها الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة منتهكة بذلك القوانين الدولية التي طالبتها بالانسحاب الفوري إلى حدود الرابع من حزيران.
ويدّلل توقيت هذه العملية، على أنه وبالرغم من أن الواقع العربي مثقل بالأعباء والتعقيدات السياسية والاقتصادية والأمنية، ويواجه التحديات الاستثنائية، بفعل ارهاصات ما يسمى بـ “الربيع العربي” والمؤامرات التي تديرها المنظومة الاستعمارية الغربية، التي جعلت الشعوب العربية تلهث خلف لقمة العيش، وجعلتها عاجزة عن دعم القضية الفلسطينية، إلا أن القضية الفلسطينية ستبقى في قلب كل عربي، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تلغي هذه الحقيقة.
ولعلّ الرصاصات التي أطلقها الشهيد صلاح قد سمعت جيداً في العواصم العربية، لتحلّ أصواتها محلّ أصوات الهزيمة التي ما زالت ترافق مسامعنا منذ 56 عاماً، عسى أن تكون محرّكاً للشارع العربي والإسلامي في نضاله الواجب إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وكان المتحدّث بلسان الجيش الإسرائيلي “أفيخاي ادرعي” قد هنّأ الفريق الاسرائيلي بفوزه على البرازيل وتأهله إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم للشباب عبر صفحته على التويتر بتاريخ 4 حزيران/يونيو 2023 مغرّداً بقوله:” مواطنان عربيان سجلا اهداف النصر وكان أحدهما مع سوار في يده كتب عليه “لذكرى ضحايا العملية الارهابية”.. من معاناتنا نصنع النصر”.
وتعقيباً على هذا، نقول أن سطوة اليمين المتطرف على الحكم، وما يرتكبه من حماقات وانتهاكات شوّهت صورة الكيان الإسرائيلي أمام العالم إلى درجة لم تعد تجدي بعدها أي عمليات تجميلية لترويج صورته المتمثلة في دور الضحية. والمفارقة ان هذه المحاولات البائسة، تأتي بعد أسبوعين فقط من هتافات “الموت للعرب” خلال مسيرة الأعلام بالقدس المحتلة!
وفي نفس السياق، فإن تسليم جيش الاحتلال جثمان الشهيد للسلطات المصرية، يأتي وسط حرص اسرائيل على مواصلة علاقاتها مع دول المنطقة، ودعم التطبيع مع دول أخرى على رأسها المملكة العربية والسعودية، كهدف استراتيجي، ومصلحة إسرائيلية على صعيد الأمن القومي.
ويفتح تسليم جثمان الشهيد المصري، ملف جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثاميهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام، الذي يدلّل على مدى حقد وبشاعة هذا الاحتلال، الذي يمارس أبشع الممارسات التي لم يفعلها أي احتلال على مر التاريخ. حيث يستدعي هذا الملف الإنساني تحركاً مصرياً وعربياً ودولياً جاداً وفعلياً، للضغط من أجل الافراج عن المئات من جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال.
التعليقات : 0