رسالة بين أسيرين بقلم الأسير / إسلام حسن حامد

رسالة بين أسيرين بقلم الأسير / إسلام حسن حامد
أقلام وآراء

أقلام/ الاستقلال:

سؤال الأسى:

تُعذِّبُني عندما تَساءلتَ بأمسِكَ عن وجعٍ، وضيقٍ في صدرِكَ،

أأساكَ بلغَ به المَدى أن تقاذَفتكَ النوائبُ الضواري المُوحشات،

أم أنّكَ لستَ مَن ضاقت به الأرضُ وتلوّت بكَ العاديّات.

تاركًا خلفكَ كلَّ خَلف، وحيدًا بدونِكَ، مع الفراقِ متفرِّدًا بالتيهِ الأصفر.

بحرٌ من الرِّمالِ لا يعرفُ للحد حدود، وزمانٌ تركضُ به دُنياي، كما الساعةُ التي تدور، وصَمتٌ مؤرّقٌ بين ثناياي، أضلّني، كما النّاسِك على عتباتِ المعاصي، وأنا أسأل، أإلى ذلك المَدى مؤلمٌ عليكَ الفراق.

لا أعرف:

جوابٌ لكل التباساتي عندما أكتُبكَ، أو العجز عن الكلِم معك،

أو السرّ الذي يجمعُني بكَ، أو حتى كُنه أخوّتي وصداقتي لك.

العودة إلى الأمس:

سبعٌ من السنينِ مَضَت ليست بالعِجافِ المُوحِلة،

فيها كُنتَ الصديقَ الذي يُواري سَطوةَ القهرَ عني،

وامرأةٌ ذُبتُ في هواها حتى تملّكتني، ثم غَرَقَت، كالشمسِ تَهوي عند الغَسق، أو كظلِّ لعقارب الساعة، تتخطّى لحظاتِ الأمل.

لكنك كُنتَ هناك، واقفًا كالبدلِ أصيلًا عن كلِّ بَدل؛ لِتدُقّ الساعة، تُذكَرني بأنّ الوقتَ يَمضي أغلى من كلِّ ما ملك النَّدى لنسيانِ مَن أُحِب.

مع النهاية إلى مراد:

صعبٌ أن نلتقي في دُنيا، نَثَرت بين جَنَباتِها باقيا الرِّجال،

وأعاقَت علينا عوائقها، أليمة، كما هي قِممُ الجبال،

لكنها الساعة، يومٌ هنا، وأخر هناك، تتحطّمُ على مدارجِها الآمال،

إلّا أنني سأبقى أنا، واقفًا كالريح للريح، أو الموج يتلوه موج.

الوفيّ لك، رغم تطارقِ المُلمات، حتى النهاية.

ثم سأكتبُ لك عن الصداقة، وأتبعها الخيانة،

كي تكونَ ما أكون.

التعليقات : 0

إضافة تعليق