رسائل من وسط الكمين والانفجار ترسلها جنين

رسائل من وسط الكمين والانفجار ترسلها جنين
أقلام وآراء

بقلم/ ياسر الخواجا

اليوم وكما كل يوم تثبت جنين وكل المدن والمخيمات في الضفة الغربية أنها حاضرة بفعلها المقاوم البطل، وأنه بات لديها اليوم العديد من المفاجآت للاحتلال ولجيشه الذي فشل في كل حملاته التي كانت وما زالت تستهدف تشكيلات المقاومة وسرايا القدس بهدف القضاء عليها والحد من نشاطها المقاوم في الضفة الغربية.

 

إن العدو بتهديداته المتتالية عبر الماكنة الإعلامية الإسرائيلية يومياً وبشكل علني يحاول إرهاب شعبنا ومقاومتنا، ولكن المقاومة ردت على تهديداته الكلامية الجوفاء اليوم بهذا الكمين وهذا الانفجار لدبابة من نوع "النمر" الذى أحدث إصابات مباشرة، وتم من خلاله حصار جنود العدو من خلال كمين محكم أُعد للوحدات الخاصة التي ما زالت محاصرة رغم القصف الطيران، داخل جنين، وهذا الانفجار يرسل عدة رسائل، أهمها:

 

الرسالة الأولى: انفجار المركبة والكمين المحكم في جنين عاصمة المقاومة فيها رسالة تحدٍ واضح للرد على تهديدات الاحتلال بعملية واسعة تستهدف مخيم جنين ومدينة نابلس بعدما أفشلت المقاومة كل حملاته، والتي كان آخرها ما يسمى بعملية (كاسر الأمواج) التي هدفت لاستهداف واحتواء المقاومة والقضاء عليها، وهذا الانفجار اليوم يؤكد على أن الدخول في عملية ضد المدن والمخيمات الفلسطينية لم يعد نزهة، وأن المقاومة قادرة على إحداث الخسائر والكلفة العالية في جنود العدو وجيشه.

 

الرسالة الثانية: لقد استطاعت المقاومة في الضفة الغربية وخصوصًا في جنين تطوير ذاتها التصنيعية والتدريبية العسكرية والأمنية، وذلك من خلال تضليل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمدى قدراتها التصنيعية والتفجيرية للعبوات المصنعة ذاتيًا، مما شكل للعدو اليوم مفاجئة وصاعقة أمنية لم يحسب لها حساباً.

 

الرسالة الثالثة: وهي أن هناك ارتفاع عالٍ وملحوظ لمعنويات وإرادة القتال لدى تشكيلات سرايا القدس، وجهوزية واضحة واستعداداً جيداً، وأنها باتت أكثر صلابة وأشد عوداً من خلال الفعل المقاوم على الأرض، ومن خلال التكتيكات والامكانيات التي تدل على هذا التطور وهذا الاداء رغم حالة الاستنزاف البشرى.

 

الرسالة الرابعة: المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس تكسر اليوم قواعد وإجراءات المنطق العسكري، وذلك من خلال القدرة على التكيف الاستنزافي البشرى والمادي رغم الاعتقالات والاغتيالات وهدم البيوت، فهي رغم ذلك تزداد اتساعًا، وبذلك تنتقل المقاومة المسلحة المتطورة كالعدوى من مكان إلى آخر، وتوقع في العدو الخسائر، وتثبت أنها صلبة وعصية على الاحتواء والاندثار.

 

الخلاصة: المقاومة باتت أُكُلَها في كل حين وفى كل مكان، وتؤكد بعد كل المراحل الصعبة من المواجهات التي مرت بها أنها أكثر اصرارًا وتحدياً وإرادة على الفعل المقاوم، وذلك من خلال قدراتها التدريبية والعسكرية وتطور أدائها الأمني ومرونتها وحيويتها وجرأتها الميدانية.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق