ماذا تركتم للإعلام العبري؟

ماذا تركتم للإعلام العبري؟
أقلام وآراء

بقلم/ سمير أحمد

يبدو أن بعض الإعلام العربي، وأنفار من الإعلاميين، مصرون على التموضع في جبهة التطبيع مع كيان العدو الصهيوني. والترويج لرواياته المزيفة، وأضاليله بشأن أحقية احتلاله لفلسطين، مستخدمين أقلامهم ووسائل إعلامهم في تجميل صورة هذا الكيان، داعين الشارع العربي، وما تبقى من الدول العربية (غير المطبعة) للالتحاق بركب اتفاقيات "كامب ديفيد" وشقيقاتها، وإظهار "حسناتها" المزيفة... كما يأخذون على عاتقهم مهمة الدفاع عن المطبعين الذين يجاهرون بزيارة الكيان الغاصب، وتبييض صفحته السوداء، أمام الرأي العام العربي والإسلامي.

 

ويكفي أن نشير الى الحملة الإعلامية والسياسية التي رافقت توقيف "الإعلامية الكويتية" فجر السعيد، المطبعة مع الاحتلال، في مطار بيروت، من قبل الأمن العام اللبناني، ومنعها من دخول الأراضي اللبنانية، للدلالة على الدور الخطير الذي تلعبه تلك المؤسسات الإعلامية المواكبة لمسار التطبيع، المرفوض من أغلبية الشعب العربي، وفق استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسات عربية ودولية.

 

وقد كشف مونديال قطر وعبر كل الشاشات والفضائيات ووسائل الإعلام حجم الكتلة الشعبية العربية الرافضة لوجود الكيان الغاصب، وتطبيع العلاقات معه، والمؤيدة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة! وهذا المشهد "القطري" أظهر بوضوح عزلة المطبعين وحجمهم الحقيقي على خارطة الصراع المفتوح مع الكيان الغاصب.

 

وآخر فصول الإعلام في هذا الاتجاه التطبيعي، ما جاء في صحيفة النهار اللبنانية التي نشرت في عددها الصادر يوم الأربعاء 21 حزيران، خبر الاعتداء "الإسرائيلي" الذي استهدف سيارة تقل ثلاثة مجاهدين فلسطينيين، في مدينة جنين، وجاء الخبر بالصيغة المعتمدة في الاعلام العبري، وحمل عنوان: "إسرائيل تستهدف "خلية إرهابية" في الضفة الغربية"..

 

وجاء في الخبر المنشور: "استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مركبة تقل "خلية إرهابية" كانت قد أطلقت النار في الضفة الغربية المحتلة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.

 

وقال بيان للجيش: "بعد رصد الخلية قامت طائرة مسيرة تابعة للجيش باستهدافها والقضاء عليها"، وسط تصاعد أعمال العنف في المنطقة".

 

وهذا الخبر بالعنوان والصيغة التي جاء فيها، والذي يصف المجاهدين المستهدفين بالغارة الصهيونية بـ "الخلية الإرهابية" يعتبر ترويجا للرواية والمفاهيم والبضاعة "الإسرائيلية"، وخدمة للعدو الصهيوني، بما يشكل طعنة للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، التي تقدم التضحيات الجسام في سبيل تحرير الأرض المحتلة، واستعادة الحقوق على كامل التراب الوطني الممتد من الناقورة الى ام الرشراش ومن البحر الى النهر.

 

ان الاعلام المناهض للتطبيع والمؤيد لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تتصدى ببسالة بالغة لجيش العدو وقطعان المستوطنين، مدعوة لمواكبة ما يجري على الأرض الفلسطينية، من مواجهات بطولية، وإظهار إبداعات المجاهدين، وتطور إمكانياتهم وقدراتهم القتالية التي باتت تقلق قادة العدو السياسيين والعسكريين والأمنيين.. وممارسة كل أشكال الضغط على المطبعين وكشف حقيقة دورهم الذي يصب في مصلحة العدو الغاصب.

التعليقات : 0

إضافة تعليق