الاستقلال/ القدس المحتلة
أكد مدير "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة "تل أبيب" ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، تَمير هايمان، إن العملية العسكرية على جنين، لن تغير الوضع الأمني في المدينة بشكل جذري مثلما يزعم قادة الاحتلال.
وقال هايمان، في تحليل للوضع الحالي نشره في الموقع الإلكتروني للمعهد، : "أنصح أيضا بالتوقف عن أقوال مثل ’عملية عسكرية لإعادة الردع’، فإعادة الردع ليست غاية هذه العملية العسكرية لأنه لا يمكن قياس ذلك".
وأشار هايمان إلى أن "جنين ليست عاصمة للمقاومة لأنه لا توجد عاصمة للمقاومة، والمقاومة موجودة في قلوب ومعنويات الأفراد، وهذا ليس مكانا واحدا وإذا قمنا بتفكيكه نكون قد حللنا المشكلة، فالوضع معقد أكثر".
وأضاف أن "هذه العملية العسكرية ليست ضد السلطة الفلسطينية، التي تقتضي المصلحة الإسرائيلية بالحفاظ عليها، ورغم جميع مساوئها، هي جزء من الحل وليس من المشكلة".
وبحسبه، فإن العدوان على جنين هو "عملية عسكرية تكتيكية، ومن دون بنية تحتية إستراتيجية سياسية شاملة لن تغيّر فعلا الواقع لفترة طويلة، وبإمكان العمل العسكري أن يؤدي إلى إحباط عمليات مسلحة وقتل مسلحين وإتاحة واقع عملياتي أفضل، لكن العمل السياسي وحده يضمن الاستقرار في المدى البعيد".
وحول احتمالات التصعيد لتشمل المواجهة مناطق أخرى، أي قطاع غزة أو لبنان، لفت هايمن إلى أن تصعيدا كهذا متعلق بعدد الشهداء الفلسطينيين، وتزايد عددهم من شأنه أن يشعل مناطق أخرى".
وحذر هايمان "إسرائيل" من أنه "من الناحية الإستراتيجية، فإن الساعة الرملية للشرعية الدولية انقلبت وطالما أن هذا عمل عسكري فقط من دون غلاف سياسي، سيكون الصبر الدولي أقصر.
وأضاف "والسؤال ما هو الهدف السياسي الإسرائيلي؟ وهل إنشاء ظروفا أفضل من أجل إعادة قوات الأمن الفلسطينية إلى شمال الضفة، ليس على حراب الجيش الإسرائيلي وإنما بإنشاء الظروف، أو أن إبعاد السلطة الفلسطينية، وتحملنا المسؤولية وإعادة السيطرة الأمنية على المنطقة إلى أيدي إسرائيل؟".
وأكمل "طالما يبقى هذا ضبابيا وغير محسوم، فإن هذه العملية العسكرية ستقود إلى تحسن الوضع الأمني في المستوى التكتيكي، ولكن ليس مؤكدا أن يصمد هذا لفترة طويلة".
التعليقات : 0