خطوات متسارعة لهدمه وتهويده

مختص لـ" الاستقلال": "البقرات الحمر" ذريعة الاحتلال لتغيير الواقع بالأقصى وإقامة "الهيكل المزعوم"

مختص لـ
القدس واللاجئين

غزة/ ولا جبريل:

أكد المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن الحكومة الإسرائيلية، تبحث عن إزالة المانع الديني في اقتحام اليهود للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة، وذلك من خلال جلب خمس بقرات حمر، عبر طائرة خاصة من ولاية تكساس الأمريكية، إلى دولة الاحتلال، حيث يُشترط لتقديمها هناك وحرقها، أن تبلغ العامين، وخلوها من العيوب، كظهور شعرات بيضاء فيها.

 

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير لها قبل عدة أيام أن مدير عام وزارة شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية أشرف مباشرة على جلب 5 أبقار حمراء قبل أسابيع، حيث تم استيرادها من أميركا ونقلت لإسرائيل عبر طائرة، وذلك تمهيدا لحرقها على جبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى إيذاناً ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" المزعوم. رصدت الحكومة الإسرائيلية ميزانيات لجمعيات استيطانية التي تنشط في تمويل مشروع "البقرة الحمراء" الذي يهدف إلى بناء "الهيكل" المزعوم مكان مسجد قبة الصخرة في باحات الحرم القدسي الشريف، علما أن الميزانيات الأولية المرصودة تقدر بعشرات ملايين الشواكل.

 

يأتي مشروع "البقرة الحمراء" بحسب المعلومات التي كشفتها جمعية "عير عميم" في تحقيقها، بتنظيم وإشراف من "معهد بناء الهيكل"، الذي يستثمر الجهود والأموال الكثيرة للعثور على "البقرة الحمراء" والتي من خلالها سيتم تنفيذ بعض الطقوس الضرورية لبناء وإقامة "الهيكل" المزعوم، ويأتي ذلك بالتعاون الوثيق مع منظمة "بناء إسرائيل" بهذا الغرض قبل عامين.

تغيير الواقع

وأوضح، أبو دياب لـ" الاستقلال" أن إجراءات حرق البقرات الخمس، ستتم على جبل الزيتون، المقابل للمسجد الأقصى، إذ طرحت وزارة شؤون القدس بحكومة الاحتلال، قبل سنوات خطة لإنشاء متنزه في جبل الزيتون تمهيدًا لإجراء طقوس حرق البقرات، ثم خلط رمادها بالماء ونثرها عليهم؛ لتطهيرهم من النجاسة.

 

وشدد، على أن الحكومة الإسرائيلية الموجودة الآن، هي جزء من جماعات الهيكل وتَرعى الاقتحامات الكبيرة والواسعة للأقصى، والتي تعمل على تغيير الوضع الديني والقانوني والتاريخي فيه.

خطوة بخطوة

وأشار إلى أن، الاحتلال وجماعات الهيكل والمؤسسات الرسمية، تعتمد على أسلوب "الخطوة بخطوة" في تهويد المسجد الأقصى وإزالة معالمه، وفرض وقائع تهويدية عليه، وكانت قد بدأت بخطوات سابقة لهذه الخطوة، كزيادة الاقتحامات ومحاولة فتح أبواب أخرى للمسجد الأقصى، وأداء طقوس دينية، والتقسيم الزماني والمكاني، ومحاولة بناء الهيكل المزعوم ومرافقه.

 

وقال: "إنه يجب أن تكون هناك خطوات فاعلة من قِبل الفلسطينيين، من خلال التواجد بشكل دائم، واستعمال كل أوراق الضغط المحلية والدولية والعربية"، مؤكدًا أن الاحتلال إذا وجد صمتاً مقابل هذه الخطوة، سيُعطيه الضوء الأخضر في المزيد من التجرؤ على المسجد الأقصى؛ ليستوفي مشروعه في تغيير الوضع القائم، وإقامة هيكله المزعوم.

 

وأضاف" ليس سهلًا أن ينجح الاحتلال، لذلك هو يبحث عن محاولة أن ينهار المسجد من خلال عدم إعطاء إمكانية الترميم، واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى، ومحاولة اعتماد "الخطوة بخطوة"، ليعتاد الناس على هذه الخطوات، واعتماد أسلوب ما جرى في المسجد الابراهيمي في الخليل واستنساخه على المسجد الأقصى.

 

 ولفت النظر إلى أن الاحتلال يعلم تمامًا، أن ردة الفعل ستكون ليست سهلة من الداخل والخارج، حيث يُغامر الآن باعتقاده أن الأمة في سُبات، الأمر الذي قد يجعله يجُر المنطقة إلى حرب دينية، وهو يسعى إلى ذلك، وخاصة هؤلاء المتطرفين الذين يظنون أن بإشعال المنطقة، سيحققون مكاسب معينة، إن كانت أيدلوجية أو سياسية. وأضاف:" يجب تغيير رادت الفعل وألا تكون كما هو حاصل الآن، والعمل على إيجاد خطط واستراتيجيات لحماية المسجد الأقصى والحفاظ عليه، وافشال هذه المخططات التي تسعى إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى واقتطاع جزء منه أو تهويده".

 

وطالب أبو دياب، وأن يكون هناك خطوات عملية وسياسية، وإرادة حقيقية فاعلة ومع وجود تحركات شعبية بشكل كبير جدًا، لِتُلجم الاحتلال وتردعه، لكونه يخشى من رادت الفعل الشعبية، واسناد ودعم أهل القدس.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق